«ارتفاع ملحوظ» الدينار التونسي يسجل أعلى مستوياته مقابل الدولار منذ عام 2022

الدينار التونسي يسجل أعلى مستوياته مقابل الدولار منذ 2022، حيث شهد ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 6.7% في تداولات يوم الجمعة، مع استقرار سعر صرف الدولار عند حوالي 2.90 دينار طبقاً للمؤشرات النقدية والمالية الصادرة بتاريخ 11 يوليو 2025، وقد جاء هذا الأداء بعد سنوات من التقلبات التي أثرت على العملة الوطنية بسبب عدة عوامل مالية واقتصادية هامة.

الدينار التونسي يسجل أعلى مستوياته بفضل ارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي

أظهرت بيانات البنك المركزي التونسي أن احتياطي النقد الأجنبي ارتفع إلى 23.2 مليار دينار، ما يعادل 8 مليارات دولار، ويغطي نحو 101 يوم توريد حتى السابع من يوليو 2025، ويعتبر هذا النمو النسبي مرتبطاً بارتفاع العائدات السياحية لتصل إلى 3.2 مليار دينار، وتحويلات التونسيين بالخارج التي بلغت حوالي 4 مليارات دينار في النصف الأول من نفس العام، وبالرغم من هذا التحسن فإن الاحتياطي الأجنبي شهد تراجعاً بنسبة 4.5% مقارنة بالعام السابق حيث كان يبلغ آنذاك 24.3 مليار دينار (111 يوم توريد) وهذا يعكس بعض التحديات التي تواجه النقد الأجنبي ضمن الاقتصاد التونسي.

تراجع إعادة التمويل وانعكاساته على الدينار التونسي مقابل الدولار

مع مؤشرات تراجع حجم إعادة التمويل الإجمالي بنسبة 2.8% ليصل إلى 14.3 مليار دينار حتى 8 يوليو 2025، ظهرت تحولات إيجابية في سيولة السوق، إذ ارتفعت المبادلات بين البنوك بنسبة كبيرة بلغت 28.5% لتصل إلى 2.6 مليار دينار، هذا يعكس تحسناً في تعاملات النظام المصرفي الداخلي، ويصحب ذلك ارتفاع في إيرادات التونسيين المقيمين بالخارج وقطاع السياحة، التي وصلت إلى 7.3 مليار دينار خلال النصف الأول من عام 2025 مع زيادة 0.6 مليار دينار عن نفس الفترة من العام الماضي، مما يساهم في دعم الدينار التونسي واستقراره أمام الدولار في ظل الظروف الراهنة.

عوامل مؤثرة على أداء الدينار التونسي مقابل الدولار وتوقعات المستقبل

تزامناً مع تسجيل الدينار التونسي لأعلى مستوياته مقابل الدولار منذ 2022، فإن هناك عديد من العوامل التي تلعب دوراً محورياً في استمرارية هذا الأداء، ويمكن تلخيصها كما يلي:

  • حجم احتياطي النقد الأجنبي وتأثيره المباشر على قدرة الاقتصاد على تمويل الواردات
  • مستوى خدمة الدين الخارجي وأثره على ثقة المستثمرين في العملة الوطنية
  • أداء القطاعات الحيوية المولدة للعملة الصعبة مثل السياحة وتحويلات التونسيين في الخارج
  • تطورات السيولة المصرفية والتعاملات بين البنوك والتي تلعب دوراً في استقرار الأسواق المالية

للتوضيح يمكن عرض مقارنة أرقام الاحتياطي النقدي والتغيرات المالية في الجدول التالي:

المؤشر20242025النسبة المئوية للتغير
احتياطي النقد الأجنبي (مليار دينار)24.323.2-4.5%
إعادة التمويل (مليار دينار)غير متوفر14.3-2.8%
المبادلات بين البنوك (مليار دينار)غير متوفر2.6+28.5%
إيرادات السياحة وتحويلات التونسيين (مليار دينار)6.77.3+0.6 مليار دينار

يمكن القول إن الدينار التونسي قادر على مواصلة تحسنه إذا استمر دعم القطاعات النقدية الأساسية والاستفادة من تحسن العوامل المذكورة، وهو أمر يعكس إيجابيات ملموسة للاقتصاد التونسي حالياً ومستمراً، خاصة مع الحرص على ضبط الدين الخارجي وتشجيع النشاط السياحي بشكل يضمن تدفق موارد العملة الصعبة عند مستويات مستقرة.