«انخفاض مفيد» الدولار تحت 51 جنيهاً هل يستمر التراجع وسط تحولات السوق؟

الدولار الأمريكي يشهد تراجعًا ملحوظًا في الأسواق المصرفية المصرية بعد أن تجاوز في الأيام السابقة مستوى 51.76 جنيهاً في بعض البنوك، ليصل في نهاية تعاملات الأمس إلى 50.81 جنيهاً، هذا الانخفاض المفاجئ جذب اهتمام المستثمرين وسط حالة من الترقب والقلق في الأسواق المالية العالمية التي تعيش فترات متقلبة نتيجة عوامل متعددة أثرت على سعر الدولار داخل مصر.

الدولار الأمريكي وأحداث عالمية أشعلت الأسواق ثم خمدت

في الآونة الأخيرة، شهدت الأسواق العالمية ضغوطًا شديدة بفعل تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة وبعض شركائها، وفرض الإدارة الأمريكية لرسوم جمركية إضافية على عدد من البضائع، مما أثر سلبًا على عملات الدول النامية وجعل الدولار الأمريكي يرتفع أمام العملات الأخرى، ومن بينها الجنيه المصري الذي تضرر بفعل هذه التوترات التجارية؛ هناك عوامل دولية كثيرة لعبت دورًا رئيسيًا في تأجيج هذه التقلبات التي وصلت إلى السوق المصري ودفعت الدولار للارتفاع.

الدولار الأمريكي وأثر عودة الثقة على توازن سوق الصرف

مع بداية هدوء النزاعات التجارية وعودة بعض الاستقرار للأسواق العالمية، تحسنت ثقة المستثمرين الأجانب في الاقتصاد المصري بشكل ملحوظ، هذا الشعور بالأمان شجع تدفق المزيد من العملة الصعبة إلى البنوك المحلية ومنها الدولار الأمريكي الذي شهد تراجعًا نتيجة هذا التحول الإيجابي؛ ساهم استقرار الأسواق في زيادة دخول الدولارات من مصادر متعددة ومن بينها تحويلات العاملين بالخارج وكذلك نشاط الاستيراد والتصدير، ما كان له أثر مباشر على تخفيض سعر الدولار أمام الجنيه.

تراجع الدولار الأمريكي في البنوك المصرية وأرقام جديدة بعد الهدوء

عكس الهدوء النسبي في الأسواق المالية، سجلت البنوك المصرية أرقامًا جديدة لانخفاض سعر الدولار الأمريكي، حيث اقترب السعر في معظمها من مستوى 50.81 جنيهاً، وهو ما يدل على تعزيز الثقة في السوق على المدى القصير وكذلك ارتفاع حجم الحصيلة الدولارية؛ من حيث مصادرها فإن الدولار وصل عبر عدة قنوات مهمة ويمكن توضيحها كالآتي

• تحويلات العاملين في الخارج التي تشكل مصدرًا ثابتًا للعملة الصعبة
• عمليات التصدير التي تدر عملة صعبة إلى السوق المصري
• الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تعزز دخول الدولار
• التحاليل المالية التي تشير إلى زيادة الإقبال على شراء الدولار في فترات الاستقرار

تظهر البيانات أعلاه مدى العلاقة الوثيقة بين متغيرات السوق وسعر الدولار الأمريكي في مصر، وضرورة متابعة هذه العوامل باستمرار.

رغم أن التراجع الأخير في سعر الدولار الأمريكي يعكس حالة من الاستقرار النسبي في السوق المصري، إلا أن مراقبي الاقتصاد يصرحون بضرورة متابعة تحركات الأسواق العالمية وتأثيرها المتوقع، خصوصًا مع احتمالية عودة القلاقل التجارية أو تغييرات في أسعار الفائدة الأمريكية. الجنيه المصري يبدو أنه يستعيد جزءًا من قوته في ظل هذه الظروف، مع بروز إشارات إيجابية يمكن أن تؤثر على مستقبل سعر الدولار في السوق المحلية بشكل ملحوظ.