«ارتفاع مستمر» سعر الذهب عالميا للأسبوع الثاني هل تستمر الزيادة المقبلة؟

ارتفاع سعر الذهب عالميا للأسبوع الثاني على التوالي جاء استجابة لتزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين التي فرضتها التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة، حيث سجل الذهب ارتفاعًا ملحوظًا رغم بداية الأسبوع الضعيفة، وتجاوز سعر الأونصة حاجز المقاومة عند 3350 دولارًا، ما يعزز من تفاؤل المستثمرين بشأن استمرارية صعود الأسعار خلال الفترة المقبلة.

كيفية تأثير ارتفاع سعر الذهب عالميا للأسبوع الثاني على التوالي بسبب التعريفات الجمركية الأمريكية

الارتفاع المتواصل في سعر الذهب يعود بشكل رئيسي إلى تصعيد الولايات المتحدة فرض التعريفات الجمركية على عدة شركاء تجاريين منها كندا والبرازيل واليابان وكوريا الجنوبية، فقد أعلن ترامب عن فرض رسوم جمركية تصل إلى 35% على واردات كندا الشهر القادم، وتخطيطه لرسوم بنسبة 15% إلى 20% على شركاء تجاريين آخرين، وأسعار الرسوم الجمركية على النحاس وصلت إلى 50%، مما زاد من مخاوف المستثمرين من تداعيات اقتصادية تؤثر على الاستقرار العالمي.

بسبب تلك الإجراءات الجمركية، شهدت الأسواق حالة من التذبذب وعدم اليقين الذي يدفع عادة المستثمرين للبحث عن ملاذات أكثر أماناً كالذهب مما أدى إلى زيادة الطلب عليه؛ وبالتالي ارتفاع سعره عالمياً للأسبوع الثاني على التوالي يشير إلى استمرار المستثمرين في تسليح محافظهم بأصول ذهبية بغرض تقليل المخاطر المرتبطة بالحرب التجارية وتباطؤ النمو الاقتصادي.

تقييم تأثير العوامل الاقتصادية والمالية على ارتفاع سعر الذهب عالميا للأسبوع الثاني

الارتفاع في سعر الذهب لم يكن معزولًا، بل تزامن مع عدة عوامل اقتصادية أثرت على الأسواق العالمية؛ أولها ارتفاع الدولار الأمريكي بنسبة 0.9%، وهو أعلى ارتفاع أسبوعي منذ يناير، ما قد يضغط أحيانًا على الذهب بسبب العلاقة العكسية بينهما، وثانيها ثبات عوائد سندات الخزانة الأمريكية عند مستوياتها المرتفعة خلال ثلاثة أسابيع مما يزيد تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدًا دوريًا.

ومع ذلك، فإن توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي والتي أشار إليها محافظ البنك كريستوفر والر، تطلعات المستثمرين إلى تخفيض يصل حتى 50 نقطة أساس خلال العام الجاري، ساهمت في توفير دعم نفسي للسوق يعزز جاذبية الذهب كملاذ استثماري بدون عوائد لكنه يحافظ على القيمة.

مراحل وتحركات السوق التي عززت ارتفاع سعر الذهب عالميا للأسبوع الثاني بخطوات واضحة

لم يكن ارتفاع سعر الذهب عالميا للأسبوع الثاني على التوالي مجرد حدث عابر، بل جاء نتيجة تحركات واضحة ومتتابعة للفئات الاستثمارية المختلفة، بداية من تدفقات صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب المادي التي بلغت 74.6 طن خلال يونيو فقط، محققة بذلك أعلى معدل تدفقات نصف سنوية منذ عام 2020 مع قيمة نقدية بلغت 38 مليار دولار طوال النصف الأول من العام الحالي، هذا الدعم المؤسسي يشير إلى ثقة كبيرة في الذهب مع استمرار التوتر التجاري وجذب المستثمرين للاحتفاظ بأصول آمنة.

• تصاعد التعريفات الجمركية الأمريكية وزيادة الرسوم على واردات متعددة
• تراجع الأسهم العالمية بفعل التوترات التجارية والسياسية
• توقعات بخفض سعر الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
• انتعاش تدفقات صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب المادي
• عودة الذهب كخيار آمن رغم ارتفاع الدولار والينعكس سلبًا على الذهب

يرتبط ارتفاع سعر الذهب عالميا للأسبوع الثاني على التوالي بصورة معقدة بين الأزمات التجارية والسياسية المتجددة وسياسات البنوك المركزية، وهو ما يدفع المستثمرين إلى مواصلة تفضيل الذهب في محفظاتهم رغم التحديات المتعددة في الأسواق المالية العالمية.