«فرصة ذهبية» الهند تدرس طرح احتياطيات الأرز المكسور للبيع في السوق الحرة قريبًا

تدرس الهند مقترحًا لتوسيع نطاق بيع الأرز المكسور من مخزونات الدولة في السوق المفتوحة، لتخفيف الضغط على مساحات التخزين وتحسين سوق الحبوب الصناعية كما تهدف الخطة إلى تعزيز صادرات الأرز ودعم إنتاج الإيثانول وسط تخمة غير مسبوقة في المخزونات التي وصلت إلى أعلى مستوياتها خلال عقدين، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام قطاعي الغذاء والطاقة في ثاني أكبر منتج للحبوب عالميًا.

كيف يسهم مقترح توسعة بيع الأرز المكسور في السوق المفتوحة بتحسين إمدادات الحبوب في الهند

شهدت الهند ارتفاعًا كبيرًا في مخزونات الأرز المكسور، الأمر الذي دفع السلطات إلى التفكير في طرح كميات إضافية في السوق المفتوحة لتقليل الضغط على المخازن الحكومية وحماية جودة المنتج، حيث إن بيع الأرز المكسور في السوق المفتوحة يتيح للأسر الهندية، عبر برنامج الغذاء المجاني، الحصول على محصول بجودة أعلى أقل نسبة كسر مقارنة بالعام السابق؛ وهذا يساهم في وجود توازن بين حاجات السوق المحلية وتحريك الفائض من المخزون، كما تتيح هذه المبادرة لمؤسسة الأغذية تقليص التكاليف المرتبطة بالتخزين طويل الأمد، مما ينعكس إيجابيًا على سير العمليات اللوجستية.

إلى جانب ذلك، يعد تخفيض نسبة الحبوب المكسورة خلال التوزيع من 25% إلى 10% ضمن البرنامج الغذائي خطوة ذكية توفر كمية أكبر للاستخدام الصناعي دون هدر، مما يمهد الطريق لتحويل الفائض إلى صناعة الإيثانول، حيث أن توفر مادة خام أرز مكسور بأسعار منخفضة سيدعم إنتاج الوقود الحيوي ويخفف العبء عن مصانع السكر التي تكافح لزيادة إنتاجها من الوقود الأخضر المشتق من عصير القصب.

دور بيع الأرز المكسور في تعزيز إنتاج الإيثانول ودعم الصناعات الهندية

تسعى الهند لتعزيز قطاع إنتاج الإيثانول عبر خطط تسهم في تنويع المواد الخام المستخدمة، ومن هنا يأتي دور بيع الأرز المكسور في السوق المفتوحة كعامل محوري يضمن تدفق كميات كبيرة من المادة الخام الضرورية بأسعار مناسبة، مما يوفر بديلاً اقتصاديًا لمصانع الإيثانول ويحفزها على زيادة الإنتاج سواء من حيث الكمية أو الجودة، وهذا بدوره يخفف اعتماد القطاع على المنتجات الزراعية التقليدية مثل القصب، في مواجهة الأزمات المناخية وتقلب الأسعار.

يلعب الإعلان عن تخفيض نسبة الحبوب المكسورة ضمن برنامج الغذاء المجاني وتحويل الفائض للاستخدام الصناعي دورًا استراتيجيًا في تحسين سلسلة الإمدادات، ويجعل عملية التصدير أكثر مرونة مع ضمانات جودة تنافسية، مما يخدم منطلق تصدير أكبر من دون التأثير سلبًا على الأمن الغذائي المحلي؛ إذ تتواصل الفوائد لتشمل:

• تحسين جودة المنتجات الغذائية للأسر المستفيدة من الدعم الحكومي
• تخفيف الضغط على مخازن الدولة وتوفير مساحة للحصاد القادم
• خفض تكاليف التخزين والتعامل اللوجستي للمنتجات المخزنة
• دخول كميات إضافية في السوق الصناعية منخفضة التكلفة مثل صناعة الإيثانول
• تقليل الحاجة إلى زيادة إنتاج الوقود الأخضر من عصير القصب الذي يتطلب موارد أكبر

مخاطر التكدس واحتياطات الهند مع ارتفاع مخزونات الأرز المكسور

ارتفعت مخزونات الأرز في الهند إلى مستويات لم تشهدها خلال العقدين الأخيرين، وهذه الطفرة في المخزون أثارت مخاوف في الأوساط الحكومية خصوصًا مع اقتراب موسم الحصاد القادم، حيث أن الازدحام بهذه الحبوب يحد من الاستفادة المثلى من المساحات التخزينية ويُعرض المخزونات لخطر التلف، مما يتطلب حلولًا عاجلة مثل المقترح المطروح لتوسيع البيع في السوق المفتوحة، وكذلك توجيه جزء من الحبوب المكسورة إلى الصناعات من أجل تخفيف الأعباء وتعزيز الاستفادة الاقتصادية.

تواجه الهند تحديًا كبيرًا في إدارة هذا الكم الهائل من الأرز المكسور الذي يمثل أكثر من عشر الإنتاج العالمي السنوي، ولذلك تسعى الحكومة إلى تسريع الخطوات لتوفير مخازن إضافية أو تحديث البنى التحتية التخزينية مع دعم خطط الاستفادة الذكية من الفائض، بما يحافظ على الاستدامة الاقتصادية والبيئية ويعزز موقع الهند كأكبر مصدر للأرز، كما يمكن الإشارة إلى أهمية هذا التوازن بين الإنتاج والتخزين من خلال مقارنة تظهر الأرقام المتعلقة بمخزونات الأرز خلال السنوات الماضية.

تشير هذه الأرقام إلى ارتفاع مستمر يستدعي إجراءات تنظيمية غير تقليدية لتحقيق التوازن المطلوب وتحفيز القطاع الصناعي، مع الحفاظ على مستويات عالية من التصدير وضمان جودة الدعم الغذائي.

يبقى ما تقوم به الهند من خطوات نحو تنظيم بيع الأرز المكسور وتوجيهه نحو الاستخدامات الصناعية بدافع اقتصادي وإنتاجي، أمرًا يفتح آفاقًا واسعة لتطوير سوق الحبوب وبناء نموذج متكامل يناسب ظروف السوق العالمية والمحلية، مع انتفاع الأسر والقطاعات الصناعية على حد سواء وبرؤية متجددة بإدارة الموارد الزراعية بكفاءة أكبر.