«تغيرات مفاجئة» سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي يتراجع لماذا حدث ذلك الآن

الدولار أمام الدينار يشهد انخفاضاً ملحوظاً في الأسواق المحلية العراقية نتيجة عدة عوامل اقتصادية وسياسية معقدة، وأوضح استاذ الاقتصاد الدولي نوار السعدي في 24 نيسان 2025 الأسباب التي أدت لهذا التراجع، حيث تجلت هذه الظاهرة بشكل واضح في بورصات بغداد مع ارتفاع قيمة الدينار عند الإغلاق، وتحديد أسعار البيع والشراء مقابل الدولار، بعد فترة من ارتفاع سعر صرف الدولار في خريف 2024

الدولار أمام الدينار: تأثير السياسات الأميركية على السوق العراقية

يؤكد نوار السعدي أن حركة انخفاض الدولار أمام الدينار مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالسياق الاقتصادي العالمي الذي يشهد تحولات عميقة على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تواجه الاقتصاد الأميركي مؤشرات سلبية مثل تباطؤ النمو وتراجع مبيعات التجزئة، ما يجعل الأسواق تتوقع تقليص مجلس الاحتياطي الفيدرالي لمعدلات الفائدة خلال الفترة المقبلة، وهو ما يضعف جاذبية الدولار كعملة ادخار واستثمار، مع اشتداد الضغوط عليه في أسواق الصرف المحلي والدولي

كما يبرز السعدي أن الإدارة الأميركية، وبخاصة خلال فترة سياسات ترامب، فرضت رسوم جمركية على سلع عدة، مما رفع تكاليف الاستيراد وزاد من معدلات التضخم الأمريكي، وهو ما أثر سلباً على ثقة المستثمرين بأداء الاقتصاد الأميركي على المدى المتوسط، الأمر الذي ينعكس بدوره على تقييم قيمة الدولار بمواجهة العملات الأخرى بما فيها الدينار العراقي

إضافة إلى ذلك، يشير الخبير إلى أن تحولات عالمية مثل توجه دول مجموعة البريكس لتقليل الاعتماد على الدولار في التبادلات المالية والتجارية تمثل عاملاً جديداً يضعف الهيمنة التاريخية للدولار، كون هذا التوجه يعبر عن بداية فقدان المركز الاحتكاري للعملة الأميركية عبر تسارع سياسات متعددة الأقطاب بدأت تفرض توازنات نقدية متغيرة في سوق العملات العالمية

الدولار أمام الدينار: العوامل الداخلية وتأثير شهر رمضان على الأسعار

فيما يخص صندوق العراق الاقتصادي، يكشف السعدي أن الانخفاض الملحوظ حاليًا في سعر صرف الدولار أمام الدينار يتعلق بانخفاض الطلب المحلي على العملة الأجنبية خلال أيام شهر رمضان المبارك، حيث يقل النشاط التجاري وحركة السفر، مما يؤدي إلى تراجع مؤقت في الطلب على الدولار

يشير الخبير إلى أن هذا التراجع لا يعد مستداماً، ومن المحتمل أن يعود الدولار للتصاعد مع استئناف النشاط الاقتصادي بعد الشهر الكريم، وبخاصة مع قرب موسم الاستيراد الصيفي، أو ظهور معوقات تؤثر على تدفق العملات الأجنبية إلى الأسواق العراقية، مما قد يترك أثراً سلبياً على استقرار سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي

الدولار أمام الدينار ومستقبل القيمة النقدية: نظرة على التوازنات الجديدة

يفسر نوار السعدي أن التراجع الراهن في سعر صرف الدولار أمام الدينار يعبر في المقام الأول عن حالة من القلق وعدم اليقين الاقتصادي لا تشير إلى تحول استراتيجي طويل الأمد، ويرى أن الدولار سيظل يحتفظ بمكانته العالمية رغم المنافسة المتزايدة التي باتت تواجهها قيمته، وبالرغم من ذلك يتجه الاقتصاد العالمي تدريجياً نحو توازنات نقدية جديدة قد تغير وجهة الاقتصادات الناشئة، ومن بينها العراق، نحو آفاق مختلفة في تداول العملات

• ضعف معدلات النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة وأثرها على الطلب على الدولار
• فرض الرسوم الجمركية وتأثيرها على تكلفة الاستيراد والتضخم
• تغير السياسات العالمية وتقليل الاعتماد على الدولار
• تراجع الطلب المحلي خلال مواسم معينة مثل رمضان
• احتمالات الصعود من جديد مع مواسم الاستيراد وتأثر تدفقات العملات الأجنبية