«قلق بالغ» المبعوث الأممي إلى اليمن يعبر عن مخاوفه بسبب الضربات الجوية الأمريكية في صعدة

الغارة الجوية التي استهدفت مركز احتجاز في صعدة أثارت قلق المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ بشكل عميق، إذ أدت إلى سقوط عشرات الضحايا من المهاجرين الأفارقة المحتجزين، وهو ما يفاقم معاناة المدنيين في شمال اليمن ويستدعي تحركًا عاجلًا لحماية المدنيين وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث ‏

قلق المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن تجاه الغارة الجوية في صعدة

أعرب هانس غروندبرغ عن قلقه البالغ إزاء الغارة الجوية التي استهدفت مركز الاحتجاز في محافظة صعدة شمال اليمن، إذ أشارت التقارير إلى وجود خسائر بشرية ودمار كبير في صفوف المدنيين وخاصة المهاجرين الأفارقة المحتجزين هناك، واعتبر هذا الحادث مأساة إنسانية تستدعي تحقيقًا دقيقًا وشفافًا لضمان محاسبة المسؤولين، وأكد ضرورة وقف تكرار الاستهدافات العشوائية التي تهدد الأرواح البريئة وتتسبب في مزيد من التوتر

وأشار المبعوث الأممي إلى أن الضحايا المدنيين، وبخاصة المهاجرين المحتجزين في المركز، هم أشخاص غير مشاركين في النزاع، ما يجعل الحادثة انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني، ودعا جميع أطراف النزاع إلى الالتزام بحماية المدنيين ومرافقهم وعدم استهداف المنشآت التي تضم أشخاصًا مدنيين أو غير مقاتلين، كما شدد على أهمية تحمل المسؤولية كاملة في كل الانتهاكات التي تؤدي إلى خسائر بشرية غير مبررة يزيد بها الصراع تعقيدًا

دعوة المبعوث الأممي لتحقيق شفاف ونشر نتائج الغارة في صعدة

أكد هانس غروندبرغ أن الحكومة الأمريكية أعلنت فتح تحقيق مستقل في حادثة الغارة الجوية على مركز الاحتجاز في صعدة، وهو ما رحب به كخطوة ضرورية لتعزيز الشفافية وتكريس مبدأ المساءلة، ودعا في الوقت نفسه إلى نشر نتائج التحقيق علنًا أمام المجتمع الدولي لضمان عدم طمس الحقائق أو التهرب من المسؤولية، مشيرًا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لمنع مثل هذه الانتهاكات مستقبلاً

وشدد المبعوث على أهمية تعاون كافة الأطراف والأجهزة المعنية لتوفير بيئة آمنة للمدنيين في مناطق النزاع، مع ضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي التي تحمي الأشخاص غير المشاركين في الأعمال القتالية، كما حث اللاعبين الإقليميين والدوليين على دعم الجهود الرامية إلى خفض التصعيد وتفادي المزيد من التدهور في الأوضاع الإنسانية والسياسية

مسؤولية الأطراف والحاجة إلى تهدئة الأزمة في اليمن بعد غارة صعدة

يؤكد المبعوث الأممي أن الوقت الحالي يحتم على الجميع العمل بجدية على تخفيف التصعيد وتهدئة الوضع المتأزم في اليمن، مشيرًا إلى أن استمرار العمليات العسكرية يفاقم من معاناة الشعب اليمني الذي يعاني منذ أكثر من ثماني سنوات من نزاع مستمر وأزمات متلاحقة، وحث جميع الأطراف على إعطاء الأولوية لضبط النفس والتوجه نحو حلول تفاوضية سلمية تنهى دائرة العنف والدمار

يأتي ذلك وسط تنديد دولي وحقوقي واسع بالحادثة التي أدت إلى ردود فعل قوية من المنظمات الإنسانية التي أعربت عن قلقها البالغ بسبب تصاعد العنف عقب تعثر جهود تمديد الهدنة السارية سابقًا، وهو ما يجعل حماية المدنيين وتعزيز السلام ضرورة ملحة ضمن الأولويات التي يتوجب التركيز عليها في المرحلة المقبلة

• الالتزام بالقانون الدولي الإنساني لحماية المدنيين
• إجراء تحقيقات شفافة في الحوادث المماثلة
• تعزيز آليات المساءلة للمخالفين والمتسببين في الانتهاكات
• خفض التصعيد العسكري والعمل على حلول سياسية سلمية
• دعم الجهود الإنسانية لتخفيف معاناة الضحايا

يبرز قلق المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن جراء الغارة الجوية في صعدة كنداء ضروري لوقف استهداف المدنيين بشكل عام والمهاجرين بشكل خاص، والإسراع في تحقيق العدالة وتطبيق القانون الدولي، إذ بات المطلوب الجميع تكثيف جهود حماية المدنيين والعمل الجاد نحو تهدئة النزاع وتكريس التسوية السياسية التي تحقق لليمنيين حياة كريمة ومستقرة بعيدة عن العنف والدمار