«فرصة استثمارية» الاستثمار في الفضة هل ما زال مربحًا بعد صعوده لأعلى مستوى؟

الاستثمار في الفضة يشهد نشاطًا متصاعدًا بعد ارتفاع سعر الأوقية لأكثر من 38 دولارًا لأول مرة منذ 13 عامًا، حيث ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 3% خلال تعاملات الجمعة 11 يوليو 2025، مضيفًا زخمًا جديدًا في سوق المعادن الثمينة، ما يدفع المستثمرين للتساؤل حول مدى ربحية الاستثمار في الفضة في الوقت الراهن.

أسباب ارتفاع الاستثمار في الفضة بشكل مفاجئ

يرى فيليب ستريبيل، كبير استراتيجيي السوق في شركة Blue Line Futures، أن الاستثمار في الفضة يستفيد من تقاطعات عدة عوامل قوية تقف وراء هذا الصعود؛ أولها الارتفاع المستمر في أسعار الذهب التي سجلت 3,362.62 دولارًا للأوقية اليوم، ثم القفزة اللافتة في أسعار النحاس التي تجاوزت 5.50 دولارات للرطل بسبب فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على وارداته من قبل إدارة ترامب، ما دفع سوق المعادن الثمينة بأكمله للارتفاع بشكل جماعي، حيث كانت الفضة آخر المعادن التي اخترقت سقف الأسعار بشكل واضح بعد صعود قوي للبلاتين الذي ارتفع بنسبة 66% خلال الأسابيع الماضية.

هل يمكن للاستثمار في الفضة أن يلحق الذهب والبلاتين؟

بدأ الاستثمار في الفضة يتلقى زخماً جديداً منذ شهر يونيو الماضي، عندما تخطت أسعارها حاجز 36 دولارًا، لترتفع بنسبة 34% مقارنة بأدنى مستوياتها في أبريل، كما أن النسبة بين سعر الذهب والفضة تراجعت إلى 87.81، وهو أدنى مستوى منذ بداية العام، مما يدل على تقارب الأسعار واستحقاق الفضة لاستعادة مكانتها بين المعادن الثمينة، ويعتقد محللون أن هذا السيناريو يجعل الاستثمار في الفضة فرصة مثيرة للمتابعة عن قرب وسط تذبذب أسعار المعادن الأخرى.

توقعات الاستثمار في الفضة والأسعار المستقبلية

تُظهر بيانات معهد الفضة العالمي نشاط المستثمرين المتزايد، حيث بلغ صافي استثمارات المنتجات المتداولة المدعومة بالفضة 1.13 مليار أوقية خلال النصف الأول من 2025، وهو رقم قريب من ذروته التاريخية في فبراير 2021 مع زيادة 95 مليون أوقية خلال ستة أشهر مؤخراً، ورغم ذلك، تواجه الفضة عقبات تتعلق بالعرض والطلب؛ حيث يستمر الطلب الصناعي على الفضة من قطاعات الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية في الارتفاع، فيما تؤثر التوترات الجيوسياسية في دول مُنتجة كروسيا والمكسيك سلبًا على المعروض، وتُشير مذكرة TD Securities إلى احتمال تجاوز السعر حاجز 50 دولارًا مع تقلص المعروض الحر إلى 155 مليون أوقية فقط، محذرة من أن السوق قد يمر بأزمة إذا لم تُسد الفجوة السعرية.

• ارتفاع الطلب الصناعي على الفضة من قطاعات الطاقة الشمسية
• التقلبات السياسية في مناطق إنتاج الفضة تؤثر على التوريد
• تناقص المعروض الحر من الفضة مما يزيد الضغوط السعرية

الاستثمار في الفضة يبدو الآن في مسار تصاعدي مدعومًا بتزايد الاستثمار وتغيرات الأسعار العالمية؛ مع وجود عوامل محفزة مثل الطلب الصناعي والاضطرابات السياسية التي تؤثر على العرض، ما قد يجعل الفترة القادمة حاسمة في تحديد مدى ربحية الاستثمار في الفضة حقًا، وتظل مراقبة السوق والتقلبات عن قرب أمورًا بالغة الأهمية للراغبين في الانخراط في هذا المجال.