«ارتفاع ملحوظ» الفضة تقفز إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2011 هل يستمر الصعود؟

الفضة تقفز إلى أعلى مستوى لها منذ 2011 وسط شح واضح في المعروض العالمي، ولاحظ المستثمرون زيادة العلاوات السعرية في الولايات المتحدة مما دعم ارتفاع الأسعار، إذ بلغ السعر الفوري للفضة خلال التعاملات الأخيرة 37.557 دولار للأوقية، والمستوى الأعلى منذ سبتمبر من عام 2011، مع تسجيل العقود الآجلة لمعدن الفضة مكاسب ملحوظة الأسبوع الماضي، ويعكس هذا الارتفاع تحولات جذرية في الأسواق المالية العالمية.

الفضة تقفز إلى أعلى مستوى منذ 2011 بسبب شح المعروض في الأسواق العالمية

تحولت الفضة إلى محور اهتمام المستثمرين بعد ارتفاع سعرها الفوري بنسبة 1.4% خلال تداولات الجمعة، حيث وصل السعر إلى 37.557 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى للفضة لم يسبق له مثيل منذ عام 2011؛ وكانت أسباب هذا الارتفاع تتمثل في نقص المعروض من الفضة في سوق لندن وارتفاع الطلب على المعدن في أسواق مختلفة، وأدى هذا القصور في العرض إلى زيادة الضغط على الأسعار بشكل ملحوظ خصوصًا مع تصاعد القلق بشأن توفر الفضة في الأسواق العالمية، كما يعتبر ارتفاع العلاوات السعرية في الولايات المتحدة محفزًا إضافيًا لتشهد الفضة هذه القفزة النوعية.

كيف تؤثر الفضة تقفز إلى مستويات قياسية في مؤشر أسعار العقود الآجلة؟

مقابل السعر الفوري للفضة، شهدت العقود الآجلة تسليم سبتمبر ارتفاعًا بأكثر من 2.9% ووصلت إلى 38.365 دولار للأوقية، مما يُبرز فجوة واضحة بين السعر الفوري والعقود الآجلة، وتُعد هذه الفجوة ظاهرة غير معتادة ولكنها تعكس تغيرات في تحركات السوق يطلق عليها “تباعد السعر”، ويعزى هذا التباعد بداية إلى توقع المستثمرين فرض رسوم جمركية أمريكية على واردات الفضة، مما دفع بأسعار العقود الآجلة إلى الارتفاع ودفعهم إلى تخزين المعدن في مستودعات “كومكس” في نيويورك، ويعكس ذلك توجه المستثمرين نحو حماية قيمة استثماراتهم في ظل احتمالات تقلبات الأسعار.

العوامل التي تدفع الفضة لتقفز إلى أعلى مستوياتها منذ 2011 وتأثيرها على الأسواق

تتعدد العوامل التي دفعت الفضة لتقفز إلى هذه المستويات غير المسبوقة منذ أكثر من عقد؛ إذ يمكن تلخيص أهم هذه المحركات في النقاط التالية:

  • نقص المعروض في أسواق المعادن خاصة سوق لندن، مما أظهر ندرة واضحة للفضة
  • ارتفاع العلاوات السعرية في الولايات المتحدة، التي أثرت على تكلفة المعدن
  • توقع المستثمرين فرض رسوم جمركية على واردات الفضة الأمريكية، مما زاد الطلب على العقود الآجلة
  • حركة تخزين الفضة في مستودعات “كومكس” كمخزون آمن للاستثمار

هذه العوامل مجتمعة دفعَت الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة واستمر تأثيرها في تحريك السوق نحو آفاق جديدة.

العنصر التأثير على أسعار الفضة
شح المعروض رفع الأسعار فوريًا نتيجة طلب يفوق العرض
العلاوات السعرية في أمريكا زيادة تكلفة شراء المعدن في السوق الأمريكي
الرسوم الجمركية المحتملة رفع أسعار العقود الآجلة وتخزين المعدن
تخزين في كومكس دعم سيولة المعدن وتأجيل البيع

تشير هذه البيانات إلى أن المرحلة الحالية ليست لحظة استقرار بل تحول ملحوظ في سوق الفضة العالمي، مما يجعل من متابعة هذه المؤشرات أمرًا ضروريًا للمستثمرين والمتعاملين في المعادن الثمينة.

يشكل ارتفاع أسعار الفضة فرصة لفهم ديناميكيات السوق التي تتحكم في تحركات المعادن الثمينة، ويظل التأثير المزدوج بين العرض النادر والطلب المضطرد مفتاحًا لفهم المرحلة القادمة، ولا أحد يستطيع إنكار أن التوجه نحو الأسواق المستقبلية سيتفاعل بشكل حيوي مع هذه القفزة السعرية للفضة.