«ارتفاع مفاجئ» سعر الفضة لأعلى مستوى في 14 عاماً وسط شح الإمدادات العالمية

شح الإمدادات يرفع سعر الفضة لأعلى مستوى في 14 عاماً، حيث شهدت أسعار الفضة ارتفاعاً ملحوظاً مدفوعة بقلق الأسواق من ندرة الإمدادات وزيادة الطلب، في ظل تقلبات الأسواق العالمية الناتجة عن التوترات التجارية والسياسات النقدية الأميركية المتأرجحة، مما دفع المستثمرين للجوء إلى الملاذات الآمنة مثل المعادن النفيسة، مع بروز توقعات متغيرة بشأن أسعار الفائدة الأميركية.

شح الإمدادات يرفع سعر الفضة وسط تقلبات الأسواق العالمية

اتسمت الأسواق العالمية بتقلبات حادة أدت إلى زيادة المخاوف حول توفر الفضة في الأسواق، حيث أدى نقص الإمدادات المستمر إلى رفع سعر الفضة لأعلى مستوى في 14 عاماً، خاصة مع ارتفاع الطلب الصناعي والاستثماري، ما جعل المستثمرين يتوجهون نحو الفضة باعتبارها ملاذاً آمناً وسط عدم اليقين الاقتصادي والتجاري؛ وقد عززت هذه البيئة المتقلبة من المكانة الاستثمارية للفضة، بعد أن فشلت عدة محاولات لزيادة الإنتاج في تعويض النقص الحاصل.

تأثير شح الإمدادات يرفع سعر الفضة ويتزامن مع استقرار الذهب فوق 3332 دولاراً للأوقية

وفقاً لوكالة بلومبرغ، استقرت أسعار الذهب الفوري عند مستوى 3332.31 دولار للأوقية في سنغافورة صباح الجمعة، حيث سجل الذهب مكاسب متواضعة خلال يومي الأربعاء والخميس ساهمت في تقليل الخسائر الأسبوعية السابقة، هذا الاستقرار جاء مع تصعيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديداته التجارية عبر إعلان حزمة رسوم جمركية جديدة تشمل كندا والبرازيل، فضلاً عن احتمال فرض ضريبة كبيرة على واردات النحاس مع تأجيل تنفيذ الرسوم حتى 1 أغسطس المقبل، مما زاد حالة الغموض في الأسواق وأثر بشكل مباشر على توجهات المستثمرين، الذين حافظوا على جو احترازي دفع الفضة للارتفاع نتيجة زيادة الطلب وقلة الإمدادات.

انقسام في سياسة الفائدة الأميركية وتأثير شح الإمدادات على ارتفاع سعر الفضة

في ظل هذه التوترات، تتجه أنظار المستثمرين نحو مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وسياسة أسعار الفائدة، التي رغم تثبيتها منذ بداية العام، إلا أن صانعي السياسة يظهرون آراء متباينة بشأن المسار المستقبلي، حيث صرحت ماري دالي رئيسة بنك الاحتياطي في سان فرانسيسكو بأنها تتوقع خفضين في أسعار الفائدة خلال النصف الثاني من العام، مؤكدة أن تأثير الرسوم الجمركية على معدل التضخم أقل من المتوقع، وهو أمر يدعم عادة أسعار المعادن الثمينة مثل الفضة، إذ يُعد خفض أسعار الفائدة عاملاً يزيد من جاذبية الفضة كأصل استثماري مقارنةً بالأدوات ذات العائد الثابت، لاسيما في ظل شح الإمدادات الذي يرفع سعر الفضة بقوة.

عوامل دعم ارتفاع سعر الفضة في ظل طلب متزايد وشح الإمدادات

أكدت بلومبرغ أن الفضة لم تسجل ارتفاعها فقط بسبب تحول المستثمرين إلى الأصول الآمنة، بل جاء هذا الصعود مدعوماً بضعف الإمدادات العالمية وزيادة الطلب الاستثماري والصناعي، فضلاً عن استمرار البنوك المركزية في شراء الذهب مما انعكس إيجاباً على أسواق المعادن النفيسة عموماً، وإليك أهم العوامل التي ساهمت في رفع سعر الفضة:

  • نقص الإمدادات الناتج عن قيود الإنتاج والتحديات اللوجستية
  • ارتفاع الطلب الصناعي على الفضة في قطاعات التكنولوجيا والطاقة
  • تحول المستثمرين نحو المعادن الثمينة كملاذ آمن في ظل التوترات الجيوسياسية
  • تزايد شراء الفضة من قبل المستثمرين الفرديين والمؤسسات المالية
  • مخاوف تأثر الاقتصاد العالمي بسياسات الحماية الأميركية وزيادة الرسوم الجمركية
المعدن اتجاه السعر
الفضة ارتفاع إلى أعلى مستوى منذ 14 عاماً
الذهب استقرار فوق 3332 دولاراً للأوقية
البلاديوم ارتفاع طفيف
البلاتين تراجع بسيط

علاوة على ذلك، لم يتأثر مؤشر الدولار بشكل كبير خلال تلك الفترة، مما يؤكد أن ارتفاع سعر الفضة جاء بدوافع أساسية مرتبطة بشح الإمدادات وزيادة الطلب، وليس بتحركات العملة، وهو ما يعزز فرص استمرار الطلب المتنامي على الفضة، في ظل التحديات الاقتصادية العالمية والأوضاع الجيوسياسية المتأزمة.

يظل شح الإمدادات يرفع سعر الفضة مسألة مركزية في توجهات المستثمرين، خاصة مع توقعات خفض الفائدة الأميركية التي تؤثر إيجابياً على الأسواق، ويبدو أن الفضة ستستمر في جذب الاهتمام خلال الفترة المقبلة في ظل هذه المتغيرات المتسارعة.