«موقف حاسم» تصريح ساعر هل يُغلق باب التطبيع لبنان إسرائيل أم يفتح فرص جديدة؟

تطبيع العلاقات مع إسرائيل بقيادة الرئيس اللبناني جوزيف عون يُستبعد تماماً حيث أكد على تمسك لبنان بحالة اللاحرب مع الدولة العبرية، وأشار إلى أن مسألة التطبيع غير واردة في السياسة اللبنانية الخارجية كما صرح خلال استقباله لوفد مجلس العلاقات العربية والدولية، مما يعكس موقف لبنان الثابت تجاه إسرائيل رغم الدعوات الإسرائيلية المتكررة لتطبيع العلاقة.

تطبيع العلاقات مع إسرائيل بين الرفض اللبناني الرسمي وتأكيد حالة اللاحرب

يؤكد الرئيس اللبناني جوزيف عون على أن السلام في لبنان يعني فقط حالة اللاحرب وليس التطبيع مع إسرائيل، وهذا الموقف يختلف تماماً عما تطرحه تل أبيب بشأن السعي لتطبيع العلاقات مع سوريا ولبنان كما أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي في نهاية يونيو/حزيران، وتوضح التصريحات اللبنانية الرسمية أن السياسة الراهنة لا تسمح بأي شكل من أشكال التطبيع مع الدولة العبرية مما يعكس الحساسية السياسية التي تحيط بهذا الموضوع في لبنان.

لا تزال سوريا ولبنان في حالة حرب رسمية مع إسرائيل منذ عام 1948، وهذه الحقيقة تفرض واقعاً لا يسمح بفتح قنوات رسمية تطبيعية، كما أشار عون إلى أن السلام المستهدف هو حالة توقف عن الحرب ولكن ليس التطبيع الذي قد يمس بثوابت لبنان السياسية، كما دعا عون إسرائيل للانسحاب الفوري من خمسة مواقع استراتيجية تحتلها في جنوب لبنان، في خطوة تعكس رفض لبنان القاطع لأي وجود إسرائيلي على أراضيه مهما كانت ظروف وقف إطلاق النار.

تفاقم الأوضاع الأمنية مع استمرار الغارات الإسرائيلية رغم اتفاق وقف إطلاق النار

على الرغم من التهدئة النسبيّة التي جلبها اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في نوفمبر/تشرين الثاني، إلا أن إسرائيل استمرت في شن غارات جوية على مناطق جنوب لبنان، مستهدفة مواقع حزب الله وما تعتبره تهديداً أمنياً مباشراً، ويأتي اتفاق وقف إطلاق النار كخطوة مهمة شملت انسحاب حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني لمسافة تقارب الثلاثين كيلومتراً، مع تفكيك بنيته العسكرية وتعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة.

وبرغم النقاط التي نص عليها الاتفاق والتي تشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق اجتيازها خلال الصراع، إلا أن إسرائيل أبقت على وجودها في خمسة مرتفعات استراتيجية تعتبرها لبنان ضمن الأراضي المحتلة، وهذا ما دفع القيادة اللبنانية للضغط المستمر من أجل انسحاب القوات الإسرائيلية وتسليم المناطق للجيش اللبناني وقوات حفظ السلام.

تطبيع العلاقات مع إسرائيل ومستقبل السلاح في لبنان بين تصريحات عون والتحديات الداخلية

يرى الرئيس اللبناني أن ملف السلاح لا يمكن التعامل معه بالقوة أو الاستعجال، ويدعو إلى حصر السلاح بيد الدولة بحذر ومسؤولية تامة من أجل الحفاظ على السلم الأهلي في لبنان، في سياق الرد الرسمي اللبناني على مطالب واشنطن بنزع سلاح حزب الله بشكل كامل، وهو أمر يثير جدلاً داخلياً بحكم الدور المحوري لحزب الله كقوة سياسية وعسكرية رغم انتهاء الحرب الأهلية في عام 1990.

عوامل تعقيد ملف السلاح وحصره بيد الدولة اللبنانية

  • حزب الله يملك نفوذاً سياسيًا وعسكريًا واسعًا ومستمرًا في لبنان
  • الجيش اللبناني يسعى للسيطرة الكاملة على السلاح في البلاد
  • الرغبة في تجنب خوض حرب أهلية جديدة جراء تصادمات مسلحة داخلية
  • موقف لبنان الرسمي يؤكد على الحلول السلمية والتفاوضية
  • الضغط الدولي لفرض شروط نزع السلاح من القوى غير الحكومية

تهدف هذه التحركات إلى إدارة الأزمة اللبنانية بطريقة تتحاشى تصعيد التوترات الأمنية والسياسية التي قد تؤدي إلى اضطرابات واسعة في البلاد، مع استمرار الحوار الداخلي والخارجي للتوصل إلى حلول طويلة الأمد تحافظ على الاستقرار وتحمي السلم الأهلي.

النقطة التفاصيل
تطبيع العلاقات مع إسرائيل مرفوض رسمياً من لبنان ويعتبر سياسة خارجية غير واردة
حالة اللاحرب مع إسرائيل مقبولة ومتفق عليها كمرحلة مؤقتة
اتفاق وقف إطلاق النار يشمل انسحاب حزب الله وقوات إسرائيل من مناطق محددة
ملف السلاح اللبناني مطلوب حصره بيد الدولة بحذر ومسؤولية بعيدا عن العنف

يبقى الموقف اللبناني الرافض للتطبيع مع إسرائيل واضحاً وقوياً بينما يعزز السعي لإرساء حالة اللاحرب التي توفر بعض الاستقرار وسط واقع أمني معقد، ويركز لبنان بحذر على ضبط ملف السلاح كي لا يتحول إلى سبب لاضطرابات داخلية إضافية.