«تراجع ملحوظ» اليورو تحت الضغط السلبي قبيل خطاب التعريفات الجمركية اليوم

العملة الموحدة تواصل الهبوط في السوق الأوروبية مع تراجع اليورو مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.3% ليصل إلى حوالي 1.1664 دولار، مقتربًا من أدنى مستوياته في أسبوعين، وسط توقعات بتلقي الاتحاد الأوروبي خطاب الرسوم الجمركية الأمريكية الذي يزيد من حالة عدم اليقين، في حين ينتظر السوق مؤشرات جديدة تُحدد مسار أسعار الفائدة الأوروبية خلال الفترة المقبلة.

تراجع العملة الموحدة وأثر الرسوم الجمركية الأمريكية على مؤشرات السوق

شهدت العملة الموحدة انخفاضًا مستمرًا لثلاثة أيام متتالية مقابل الدولار الأمريكي، حيث سجل اليورو أدنى سعر له منذ أسبوعين عند 1.1662 دولار، مسجلاً خسائر أسبوعية قد تصل إلى 0.9%، مع تزايد المخاوف حيال الرسوم الجمركية الأمريكية المحتملة على الاتحاد الأوروبي، التي قد تتسبب في تصاعد التوترات التجارية بين القارتين. وفي هذا السياق، من المقرر أن يتلقى الاتحاد الأوروبي خطابًا رسميًا اليوم من واشنطن يوضح فرضية ارتفاع معدلات الرسوم الجمركية، ما يؤثر على توقعات المستثمرين تجاه أدائها مستقبلاً.

تزايد هذه التوترات يأتي في وقت يعاني فيه السوق الأوروبي من تقلبات واضحة بسبب بيانات التضخم التي تزيد من الشكوك حول توجه البنك المركزي الأوروبي نحو خفض أسعار الفائدة في يوليو المقبل، حيث تؤكد الإحصائيات الأخيرة ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 2.0% في يونيو مقارنةً بشهر مايو الذي سجل 1.9%، مما يعزز احتمالات إبقاء الفائدة دون تغيير وفق أغلبية مسؤولي البنك المركزي.

العملة الموحدة: تحليل فني ونظرة سعرية متعمقة

يمكننا تحليل حركة اليورو مقابل الدولار الأمريكي بناءً على البيانات السعرية، حيث افتتح اليورو جلسة التداول الأسبوعية عند 1.1699 دولار، وبلغ أعلى سعر 1.1707، ثم انخفض إلى 1.1664 دولار، ما يشير إلى كسر دعم فني مهم قد يشكل إشارة انحدار إضافية في الأسعار، خصوصًا مع تسجيل أدنى مستوى في أسبوعين عند 1.1662 دولار يوم الخميس. بالنظر إلى الإطار الأسبوعي، فإن العملة الموحدة تواجه عملية تصحيح وجني أرباح تنسجم مع تقلبات الأربعة أسابيع الماضية بعد ارتفاع استثنائي وصل إلى 1.1830 دولار.

من جهة أخرى، يرتفع مؤشر الدولار الأمريكي بمعدل 0.35%، معززًا مكاسبه للجلسة الثانية على التوالي، ويقترب من أعلى مستوياته في أسبوعين عند 97.92 نقطة، نتيجة الطلب المتزايد على العملة الأمريكية، خصوصًا في ظل ارتفاع حالة الاضطراب في المشهد التجاري العالمي. وقد أعلن الرئيس الأمريكي عن فرض رسوم جمركية بنسبة 15 إلى 20% على عدد من الشركاء التجاريين، بالإضافة إلى فرض رسوم بنسبة 35% على السلع الكندية بداية من شهر أغسطس، مما يضيف ضغطًا إضافيًا على تحركات العملات العالمية.

مسار الفائدة الأوروبية وتأثير بيانات التضخم على العملة الموحدة

تتجه الأنظار الآن إلى احتمالات تعديل أسعار الفائدة في المنطقة الأوروبية، حيث يظهر تسعير السوق المالي الحالي استقرار احتمال خفض سعر الفائدة الأوروبي بنحو 25 نقطة أساس في يوليو بنحو 30%، ما يشير إلى تردد الأسواق في تبني هذا السيناريو. وتعكس تصريحات أعضاء البنك المركزي الأوروبي قبل قليل رغبة أغلبهم في إبقاء الأسعار على حالها، مع رغبة بعضهم في دعم فترة توقف أطول للمتابعة الدقيقة للبيانات الاقتصادية.

  • ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في أوروبا بنسبة 2.0% في يونيو
  • تسعير السوق حاليًا لاختلافات خفض الفائدة المتوقع بواقع 25 نقطة أساس
  • رسوم جمركية أمريكية قد تؤثر سلبًا على التجارة مع الاتحاد الأوروبي
  • تزايد ضغط الدولار الأمريكي أمام سلة العملات العالمية
  • توقعات إبقاء أسعار الفائدة الأوروبية دون تغيير استنادًا إلى البيانات الأخيرة

هذه العوامل مجتمعة تُشكل البيئة التي تفاعلت فيها العملة الموحدة خلال الأسبوع السابق، حيث تعكس تصحيحًا طبيعيًا بعدما وصلت إلى مستويات قياسية، بالإضافة إلى تأثير السياسات الأمريكية على التجارة العالمية وأسعار العملات.

العنصر التفاصيل
سعر اليورو مقابل الدولار انخفاض إلى 1.1664 دولار مع تراجع 0.3%
مؤشر الدولار ارتفاع إلى 97.92 نقطة بنسبة 0.35%
توقعات الفائدة الأوروبية استقرار احتمال خفض الفائدة بنحو 30%
التضخم الأوروبي ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين إلى 2.0% في يونيو
الرسوم الجمركية الأمريكية فرض رسوم على الاتحاد الأوروبي وكندا 15% إلى 35%

يظل المستثمرون في حالة ترقب للبيانات القادمة وتطورات الرسوم الجمركية الأمريكية على الاتحاد الأوروبي، التي ستحدد إلى حد كبير مسار التداولات القادمة للعملة الموحدة مقابل الدولار، وسط أجواء تداول تتسم بالحذر وجني الأرباح بعد قفزات كبيرة سابقة. تغيرات الفائدة الأوروبية المستقبلية ستظل العنصر الأهم في رسم الاتجاهات، ما يجعل متابعة المؤشرات الاقتصادية وتعليقات البنك المركزي الأوروبي أمرًا ضروريًا لفهم الصورة كاملة.