«ديانة مثيرة» مسيحية بيضاء هل لها تأثير على الطائفة الكاثوليكية الرومانية في اليمن

الكلمة المفتاحية: العلاقة بين الدين والجين

العلاقة بين الدين والجين تمثل واحدة من أعمق الظواهر التي رافقت تاريخ البشر عبر الأزمنة، حيث لم تكن مجرد علاقة روحية أو عقائدية بل تجاوزتها لتصبح أداة سياسية وقومية تُستخدم لمصالح اقتصادية واجتماعية، ومع مرور الزمن تحولت بعض الديانات إلى مؤسسات قومية تُكرس الأنساق العرقية، مما قلب الدين الروحي إلى سلطة قسرية تخدم جيناً وعرقاً معينين.

العلاقة بين الدين والجين: كيف تحولت الرسالات الروحية إلى أدوات قومية

منذ بدايات التاريخ، شَكلت العلاقة بين الدين والجين انعكاساً لتغيير الدين من رسالة روحية إلى مؤسسات قومية وسياسية تخدم مصالح الجينات والأعراق، فالديانات كالهنودوسية واليهودية ربطت بين العقيدة والعرق، حيث أُعيد إنتاج العقائد عبر السلالات الجينية، وتكثفت تلك العلاقة مع تحوير بعض المذاهب الدينية لتتماهى مع العرق بشكل أساسي، كما هو الحال مع محاولة «رَوْمَنَة» المسيحية في الكاثوليكية الرومانية، و«تفريس» الإسلام في التشيع الصفوي، ليُصبح الدين أداة تعبير عن الجين القومي والسيطرة السياسية والاقتصادية.

العلاقة بين الدين والجين في المسيحية البيضاء وتأثيرها على المسيح

تمثلت العلاقة بين الدين والجين بوضوح في ما يُسمى بالمسيحية البيضاء التي نشأت مع إمبراطورية روما والممالك الأوروبية التي ورثتها، حيث ظهر المسيح في تصوير فني ورمز ثقافي لرجل أبيض أشقر العينين، وهو تحويل كامل لصورة «المسيح الناصري» الأصلي، الذي كان شرقياً من فلسطين، هذا التصور أسهم بتغيير الديانة من «مسيحية ناصرية» إلى «كاثوليكية رومانية» تخدم الهوية العرقية الأوروبية والعرق الآري، وسط محاولات أوروبية منظمة لإعادة تدوير تاريخ الشعب اليهودي كشعب أوروبي أبيض رغم أصله السامي الشرقي. هذا التحول في العلاقة بين الدين والجين جلب آثاراً سياسية وعصبوية تخدم روما الأوروبية وما تلاها من إمبراطوريات.

الكنيسة الكاثوليكية والباباوات: انعكاس العلاقة بين الدين والجين عبر القرون

لقد جسدت الكنيسة الكاثوليكية العلاقة بين الدين والجين عبر قرون طويلة من سيطرة الباباوات الأوروبيين البيض على الكرسي الرسولي، حيث ظل هذا المقعد رمزاً لنفوذ الرومانية البيضاء، حتى مجيء البابا فرنسيس الأمريكي اللاتيني الذي كان بإمكانه أن يفتح أفقاً جديداً في تغليب المواقف الليبرالية والمساواة الاجتماعية. لكن هذه التغيرات في العلاقة بين الدين والجين سببت ردود أفعال محافظة کانت تمثل مقاومة لاستحداث وجه جديد للكنيسة، حيث تعززت آمال ظهور «بابا أسود» من أفريقيا، تعبيراً عن تنوع الأعراق داخل الكنيسة بعد سيطرة رموز بيضاء طويلة.

البابا الخلفية الميل السياسي والاجتماعي
البابا بنديكتوس السادس عشر أوروبي أبيض مواقف محافظة تقليدية
البابا فرنسيس أمريكي لاتيني ميل ليبرالي، دعم العدالة الاجتماعية والبيئة
منافسون محتملون أفارقة (غانا، غينيا) تمثيل أمل التنوع العرقي والعرقيات خارج أوروبا
  • تعزيز دور أفريقيا وأميركا اللاتينية في الفاتيكان
  • منح المزيد من الحقوق للنساء في الكهنوت (شيمّاسة النساء)
  • السماح للمتزوجين بأن يصبحوا رجال دين في حالات معينة
  • التعامل مع قضايا المطلقين والمتزوجين مجدداً للكهنوت

يبقى السؤال قائماً حول ما إذا كان الاتجاه الإصلاحي في الكنيسة سينتصر على المواقف المحافظة، وهل كان انتقال الكرسي الرسولي من «الكاثوليكية الرومانية البيضاء» إلى قيادة أفريقية سوداء سيشكل انعطافاً حقيقياً في طبيعة العلاقة بين الدين والجين، فالتغيير ليس مجرد مسألة لون أو عرق بل تحول في فهم الدين ورؤية المسيحية خارج إطار الأيديولوجيات العرقية والسياسية المتجذرة. وبينما تنتظر الكنيسة قرارات المجمع السري، تتجلى آمال وتحديات جديدة تتعلق بدور الدين في تعقيدات الجينات والعرق في عالم متغير.