تجدد اشتعال النيران داخل سنترال رمسيس يثير القلق من جديد

رغم إعلان السيطرة الكاملة على الحريق الذي نشب في مبنى سنترال رمسيس يوم الإثنين الماضي فوجئ سكان القاهرة مساء الخميس 10 يوليو 202، بعودة ألسنة اللهب مجددًا لتشتعل في المبنى ذاته ما أعاد المخاوف إلى الواجهة وطرح تساؤلات واسعة حول أسباب تجدد اشتعال النيران داخل سنترال رمسي، ومدى تأمين الموقع بعد الحادث الأول.

الحريق الثاني جاء أقل حدة من السابق، إلا أنه كان كافيًا لإطلاق الإنذارات وإعادة فرق الحماية المدنية إلى موقع الحادث بشكل عاجل، بينما لا تزال التحقيقات الفنية جارية للوقوف على الأسباب الحقيقية لهذا الاشتعال المتكرر.

أسباب تجدد اشتعال النيران داخل سنترال رمسيس

بحسب تحليل خبير الذكاء الاصطناعي والتأمين المهندس محمد مغربي فإن تجدد اشتعال النيران داخل سنترال رمسيس لم يكن مفاجئًا من الناحية الفنية بل جاء نتيجة طبيعية لمجموعة من العوامل المتشابكة أبرزها:

  • وجود نقاط ساخنة تحت الأسطح: في حرائق المباني الضخمة والمليئة بالكابلات والمعدات الإلكترونية قد تبقى آثار حرارة كامنة أو ما يعرف اصطلاحًا بـ”النار تحت الرماد” ما يسمح بعودة الاشتعال عند أول فرصة.
  • استخدام المياه في الإطفاء: على الرغم من أهميته فإن تسرب المياه إلى داخل اللوحات الكهربائية أو وحدات الفايبر أو تحت الأرضيات قد يؤدي إلى تسريبات كهربائية غير مرئية تشعل شررًا كهربائيًا.
  • ضعف عزل الكابلات بعد حريق رمسيس الأول: النيران الأولى ربما أضعفت البنية الداخلية للعوازل أو سببت شقوقًا دقيقة غير مرئية في الموصلات والتي تتحول لاحقًا إلى بؤر لارتفاع الحرارة وإعادة الاشتعال.

الخطر لم ينتهِ بعد.. تحذيرات من التسرع في إعادة التشغيل

رغم أن الحريق الثاني كان محدودًا إلا أنه كشف بشكل قاطع أن المبنى لا يزال غير آمن بنسبة 100%، حيث شدد مغربي على ضرورة إجراء فحص حراري شامل بالأشعة تحت الحمراء لضمان عدم وجود نقاط اشتعال أخرى، كما طالب بعدم إعادة تشغيل أي مكون كهربائي قبل انتهاء الاختبارات الفنية الدقيقة.

هل كان بالإمكان منع الحريق الثاني؟

من الناحية التقنية يرى الخبراء أن هناك إجراءات احترازية كان من الممكن اتخاذها لتقليل خطر تجدد اشتعال النيران داخل سنترال رمسيس ومنها:

  • إبقاء المبنى مغلقًا دون تيار كهربائي حتى انتهاء الفحص الكامل.
  • عزل المناطق المتضررة تمامًا وفصلها عن أنظمة الكهرباء العامة.
  • استخدام وسائل تبريد احترافية (مثل الرغوة أو النيتروجين الجاف) بدلًا من المياه التقليدية.

الأثر على البنية التحتية وخدمات الاتصالات

سنترال رمسيس يعتبر من أقدم وأهم المراكز الحيوية في بنية الاتصالات بمصر وأي توقف به يؤثر بشكل مباشر على خدمات الهاتف الأرضي، الإنترنت، وشبكات الفايبر في منطقة وسط القاهرة، لذا فإن الحادث أعاد التفكير في ضرورة تحديث البنية التحتية وتقويتها بأنظمة أمان متقدمة.

خلاصة المشهد

إن تجدد اشتعال النيران داخل سنترال رمسيس لم يكن فقط حادثًا تقنيًا بل ناقوس خطر يدق على أبواب الإدارة الهندسية لأي منشأة حيوية، فإخماد النيران لا يعني انتهاء الخطر، بل ربما يكون مجرد بداية لمعركة جديدة مع الخفاء ويظل الحل في الفحص الدقيق، الصيانة الشاملة، وتطوير وسائل الأمان بما يليق بأهمية هذا الصرح.