وفاة سامح عبدالعزيز.. المخرج الذي أحبته روبي وودعته الحياة فجأة لسبب أحزن محبيه

ودّعت الساحة الفنية المصرية صباح الخميس 10 يوليو 2025 أحد أهم صانعي الدراما الواقعية والسينما الاجتماعية، المخرج سامح عبدالعزيز، الذي غيّبه الموت بعد رحلة امتدت لأكثر من 20 عامًا خلف الكاميرا، لم يكن مجرد مخرج تقليدي، بل كان حالة خاصة من الحضور الفني، استطاع أن يصوغ الواقع الشعبي على الشاشة بلغة بسيطة، صادقة، ومؤثرة.

من التلفزيون إلى السينما

وُلد عبدالعزيز عام 1976، وتخرج في قسم المونتاج بالمعهد العالي للسينما، لكنه سرعان ما انجذب لعالم الإخراج، فبدأ أولى خطواته من خلال البرامج التلفزيونية، ثم انتقل إلى الإعلانات والدراما، قبل أن يثبت نفسه بقوة في ساحة السينما، ويصبح واحدًا من الأسماء التي يُشار إليها كلما ذُكرت الواقعية الشعبية في الأفلام المصرية.

سينما سامح عبدالعزيز

قدّم عبدالعزيز أفلامًا حُفرت في الذاكرة، مثل كباريه، الفرح، الليلة الكبيرة، وتيتة رهيبة، وجمعته شراكة فنية ناجحة مع السيناريست أحمد عبدالله، وكانت أفلامه تُعبّر عن الناس في الحارات والشوارع، عن صراعاتهم وأحلامهم، بلغة سينمائية تجمع بين الطرافة والمرارة، وتضع الإنسان في قلب الحدث دون تصنع أو تزييف.

الدراما التلفزيونية بصمة لا تُنسى

لم يقتصر إبداعه على السينما، بل امتد إلى المسلسلات التي حملت توقيعه، مثل بين السرايات، رمضان كريم، وزي الشمس، حيث برع في تقديم شخصيات قريبة من القلب، وحبكات تلامس حياة المشاهد اليومية، في رمضان الأخير، فاجأ الجمهور بعملين جديدين هما شهادة معاملة طفل وصدفة، ما أثبت استمراره في تقديم الجديد حتى لحظاته الأخيرة.

محطات شخصية لا تقل صخبًا عن أعماله

في حياته الشخصية، عاش عبدالعزيز تجارب متعددة، من زواجه الأول بالإعلامية داليا فرج، إلى ارتباطه بالفنانة روبي، وهي العلاقة التي انتهت بالخلع، ثم إعلان خطوبته من نانسي صلاح، التي لم تكتمل، ورغم تداول هذه الأخبار، ظل محافظًا على مسافة بين حياته الخاصة وعدسات الإعلام، وفضّل أن يتحدث فنه بالنيابة عنه.

وعكة مفاجئة ونهاية لم يتوقعها أحد

قبل أيام من وفاته، أُصيب سامح عبدالعزيز بوعكة صحية حادة نقلته إلى المستشفى، حيث تدهورت حالته بسبب عدوى في الدم وارتفاع السكر، لتعلن وفاته صباح الخميس، وسط حزن عميق من زملائه وأصدقائه، شُيّع جثمانه من مسجد الشرطة، في جنازة شهدت حضورًا فنيًا كبيرًا ووجوهًا حزينة ودّعته بكلمات مؤثرة.

النجوم ينعونه بكلمات من القلب

امتلأت منصات التواصل برسائل الوداع ومنها:

  • قال المؤلف أحمد عبدالله: “مفيش كلام يوصف الوجع”.
  • بينما كتب شيكو: “كنت واحشني.. دلوقتي هتوحشني أكتر”.
  • أما صبري فواز ومراد مكرم وإدوارد، فعبّروا عن صدمتهم برحيل “صاحب القلب الطيب والبصمة الواضحة”.

منشور صامت من الماضي

في لحظة بدت وكأنها تلميح داخلي للنهاية، نشر سامح عبدالعزيز قبل أيام قليلة صورة قديمة من كواليس فيفا أطاطا دون أي تعليق، وكأن شيئًا بداخله يحنّ للبدايات، أو يشعر بأن الوداع قد اقترب بصمت.