«تطورات مهمة» فرنسا الضربات الجوية على البرنامج النووي الإيراني هل أغرقت المخزون بالكامل؟

الضربات الجوية ألحقت ضررًا بالغًا بالبرنامج النووي الإيراني لكنها لم تمس المخزون بالكامل موضوع يشغل بال الدول الكبرى في العالم، فالتصريحات الفرنسية كشفت عن تأخير كبير في تقدم إيران النووي، لكن من جهة أخرى بقي جزء مهم من مخزون اليورانيوم عالي التخصيب بعيدة عن الأضرار المباشرة، ما يثير تساؤلات حول مدى جدوى هذه الضربات ومدى تأثيرها الفعلي على البرنامج النووي الإيراني.

الضربات الجوية ألحقت ضررًا بالغًا بالبرنامج النووي الإيراني لكنها لم تمس المخزون بالكامل كما أوضح رئيس جهاز الاستخبارات الفرنسية

أكد نيكولا ليرنر، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسية، أن الضربات الجوية التي استهدفت المنشآت النووية في إيران أبطأت بشكل ملحوظ مسيرة البرنامج النووي الإيراني، دون أن تتمكن من القضاء على المخزون الكامل من اليورانيوم عالي التخصيب، مشيرًا إلى أن القدرات التقنية التي تعتمد عليها إيران في تخصيب اليورانيوم وتصميم الرؤوس النووية ودمجها بالصواريخ تعرضت لأضرار بالغة وفعالة في الوقت ذاته.

وعلى الرغم من هذه الضربات القاسية، أوضح ليرنر أن جزءًا كبيرًا من المخزون بقي في مكان آمن لا يمكن تتبعه بدقة، محذرًا من الاستعجال في إصدار الأحكام النهائية على النتائج التي خلفتها هذه الغارات، وأكد أن تقييمات المخابرات لا تزال في مراحلها الأولية ويجب انتظار عودة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمزيد من التثبت، حيث أن جميع أجهزة الاستخبارات تحتاج إلى وقت لفهم الوضع بدقة بعد تنفيذ ضربات من هذا النوع.

تفاصيل مهمة حول الضربات الجوية ألحقت ضررًا بالغًا بالبرنامج النووي الإيراني لكنها لم تمس المخزون بالكامل

أوضحت المقابلة مع قناة LCI الفرنسية عدة نقاط مهمة تتعلق بما حققته الضربات وما تبقى من البرنامج النووي الإيراني، فقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن هذه الهجمات قد تؤخر جهود إيران في تطوير برنامجها النووي لعامين على الأقل، لكن هناك تقارير إعلامية نقلت عن وثائق سرية تشير إلى أن التأثير الحقيقي قد لا يتجاوز بضعة أشهر فقط، مما يعكس اختلاف التقييمات بين المصادر الدولية.

هذا الاختلاف يشير إلى تعقيدات كشف مدى الضرر وتوقيت عودة نشاطات البرنامج النووي، معتمدين على عدة عوامل منها:

• مكان وتوزيع مخزون اليورانيوم عالي التخصيب داخل إيران
• فعالية الضربات الجوية وعمقها في المواقع النووية الحساسة
• السرعة التي تستعيد بها إيران قدراتها التكنولوجية والمعرفية
• الدور الذي تلعبه الرقابة والمراقبة الدولية عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية

أسباب بقاء جزء من المخزون رغم الضربات الجوية ألحقت ضررًا بالغًا بالبرنامج النووي الإيراني لكنها لم تمس المخزون بالكامل

يبقى السؤال الأهم حول كيفية بقاء جزء من المخزون النووي رغم الضربات الجوية التي ألحقت ضررًا بالغًا بالبرنامج النووي الإيراني لكنها لم تمس المخزون بالكامل، يعود ذلك إلى عدة عوامل استراتيجية استخدمتها إيران لضمان استمرار وجود مخزون نووي غير مكشوف يُعزز من موقفها التفاوضي والسياسي.

ويركز نيكولا ليرنر في حديثه على نقاط منها أن هناك مؤشرات محددة لأماكن تخزين اليورانيوم عالية التخصيب، لكنها ليست مثبتة بشكل قاطع إلى حين عودة المراقبين الدوليين لأن العمل الاستخباراتي يعتمد على حينه يتطلب وقتًا وحذرًا، حيث لا يمكن الاعتماد على تقييمات سريعة تصدر بعد ساعات من حدوث الضربات.

يُظهر الجدول التالي مقارنة بين التقديرات الأمريكية الفرنسية حول تأثير الضربات على البرنامج النووي الإيراني:

تكشف هذه الأرقام التباين في التقييمات الدولية، ما يدعو إلى مراقبة مدى تأثير هذه العمليات بشكل مستمر وتجديد التحليلات بناءً على تنفيذ ضربات إضافية أو تغيرات في الأوضاع العالمية.

الضربات الجوية ألحقت ضررًا بالغًا بالبرنامج النووي الإيراني لكنها لم تمس المخزون بالكامل، وهذا يعكس تعقيدات الواقع العسكري والتقني الذي يصعب اختزاله في أرقام أو تصريحات مبسطة، فالضرورة تفرض متابعة مستمرة لتركيز الجهود الاستخباراتية والدبلوماسية التي توازن بين الضغط والتفاوض.