«خطر حقيقي» تقرير صادم أكثر من نصف الأسر اليمنية تواجه شبح الجوع المتزايد

الأمن الغذائي في اليمن يمثل تحديًا حقيقيًا يواجهه ملايين الأسر التي تعيش ظروفًا معيشية صعبة خلال الأشهر الماضية، حيث أظهرت التقارير أن أكثر من نصف هذه الأسر لم تستطع توفير الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية مما يعكس التدهور الحاد في الوضع الإنساني المتفاقم بسبب عوامل اقتصادية واجتماعية متعددة ومخاطر كبرى تؤثر على حياة الأطفال والنساء الحوامل الذين يُعتبرون الفئات الأكثر هشاشة في البلاد

الأمن الغذائي في اليمن بين التدهور الاقتصادي وتغير المناخ

يسلط تقرير برنامج الأغذية العالمي الضوء على أن الأمن الغذائي في اليمن في وضع حرج ومتدهور بسبب انهيار الاقتصاد الوطني الذي أثر بشكل مباشر على دخل الأسر وقدرتها على تلبية احتياجاتها، هذا إلى جانب التراجع الملحوظ في الدعم المالي الدولي الموجه للمساعدات الإنسانية، مما يفاقم من أزمات الفقر وارتفاع معدلات البطالة، كما أن الظروف المناخية الصعبة، مثل الجفاف الحاد الذي أصاب القطاع الزراعي، زاد من تعقيد المشاكل الغذائية وأضعف قدرة السكان على الزراعة وتحصيل الغذاء بشكل مستدام، وتزداد المعاناة مع استمرار النزاعات التي تدمر البنية التحتية وتعطل وصول المساعدات مما يصنع شبكة معقدة من التحديات المتشابكة التي تهدد الأمن الغذائي في اليمن بشكل جدي

الأمن الغذائي في اليمن وتأثير العنف والتهجير على المساعدات الإنسانية

يرتبط الأمن الغذائي في اليمن ارتباطًا وثيقًا بتصاعد أعمال العنف والاشتباكات التي تحدث في مناطق متعددة، حيث أدت الضربات العسكرية والهجمات المسلحة إلى تهجير مئات العائلات وإغلاق ممرات الإغاثة الحيوية، مما صعّب توصيل المساعدات الغذائية والدوائية إلى الأشخاص المحتاجين، وهذه الظروف الأمنية المتدهورة لم تؤد فقط إلى فقدان المنازل بل أوقفت برامج التغذية الحيوية، علمًا أن العديد من الأسر باتت تلجأ لخيارات مدمرة مثل تخفيض عدد الوجبات أو الامتناع الكلي عن الطعام في بعض الأيام، خاصةً مع تزايد حالات الحرمان الغذائي التي تصيب الشرائح الضعيفة كالمرضى وكبار السن، ما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا ويستوجب تدخلات إنسانية عاجلة

الأمن الغذائي في اليمن وخطورة سوء التغذية بين الأطفال والنساء

أحد أبرز المؤشرات التي يسلط عليها الضوء موضوع الأمن الغذائي في اليمن هو تفاقم سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة، حيث يعاني نصف هؤلاء الأطفال من نقص حاد في التغذية مما يهدد حياتهم ويعرضهم لمخاطر صحية جمة تتطلب معالجة سريعة، ويبلغ عدد الأطفال المعرضين لسوء التغذية الحاد نحو 3.5 مليون طفل، كما تمتد المخاطر لتشمل النساء الحوامل والمرضعات اللواتي يواجهن خطورة متزايدة في التعرض لمضاعفات صحية مرتبطة بنقص الغذاء، ويزيد هذا من أعباء النظام الصحي الهش للغاية في اليمن، ولا يمكن فصل هذه الأزمة الغذائية عن التراجع الكبير في التمويل الموجه للمساعدات الإنسانية والذي يعوق المنظمات الدولية عن تنفيذ برامج تغذوية فعالة، ما يستدعي دعوة عاجلة لتعزيز الدعم المالي وتوفير الموارد اللازمة لضمان صحة الإنسان وحماية الأسر المهددة

  • تدهور الاقتصاد الوطني وانخفاض الدخل
  • انخفاض الدعم المالي الدولي
  • تأثير الجفاف وتغير المناخ على الزراعة
  • تصاعد أعمال العنف والتهجير
  • نقص التمويل للمساعدات الإنسانية
العامل الوضع الحالي
معدل الأسر التي تعاني من حرمان غذائي أكثر من 50% في مارس
عدد الأطفال دون الخامسة المعرضين لسوء التغذية نحو 3.5 مليون طفل
معدل سوء تغذية الأطفال دون الخامسة حوالي 50%
تأثير الجفاف على القطاع الزراعي تدهور كبير قوي
تراجع التمويل الدولي تقلص كبير وصعوبات متزايدة

يستدعي الأمن الغذائي في اليمن تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي عبر زيادة الدعم المالي وتحسين القدرة على إيصال الإمدادات إلى المناطق المتأثرة، إذ تتزايد الحاجة لحملات إغاثة طارئة تعزز برامج التغذية والمياه والإصحاح لضمان بقاء الأسر وحماية الفئات الأكثر هشاشة من مسارات الخطر المتصاعد.