«مفاجأة مثيرة» الأخطبوط الرئاسي المشهد اليمني كيف يؤثر على الساحة السياسية

المنظومة الحاكمة في بلادنا تمثل كيانًا متشابكًا مليئًا بالفساد والإخفاق، فكلما تهاوت العملة وتفاقمت الأزمات الاجتماعية، يتنحى مسؤول واحد ليتحمل اللوم وحده وقد تدَّعى براءة القيادة من كل خطأ، كأنها بريئة براءة الذئب من دم بن يعقوب، مما يجعل المشهد السياسي أشبه بنهاية مسرحية لا تنتهي فيها المأساة.

المنظومة الحاكمة وأوجه الفساد بين تداخل الأدوار والتناقضات

المنظومة الحاكمة تشابه الأخطبوط في تعدد أذرعه وقدرته على السيطرة، لكن حالتنا الزمانية أشبه بقيادة أخطبوطي برؤوس متعددة لا زعانف لها، تلك الرؤوس الثمانية ليست متحدة حول هدف وطني، بل تتناطح في صراعات شخصية ضيقة، مما يزيد من حجم الفشل والإخفاق المتصاعد؛ فلا يلتقي هاجسها إلا بنفسها وبحفظ مكاسبها الضيقة، وخلال ثلاث سنوات فقط تصاعد الفشل دفع المجتمع اليمني إلى شفا الفقر والبؤس بشدة لم يشهدها في تاريخه الجمهوري، مع ذلك يظل هؤلاء المسؤولون بعيدين عن تحمل المسؤولية الحقيقية.

مواجهة فشل المنظومة الحاكمة: حلول ترقيعية لا توقف نزيف الأزمات

مع استمرار السياسات الفاشلة في المنظومة الحاكمة، يظل التبديل الحكومي والمبادرات الاقتصادية المؤقتة مجرد سياسات ترقيعية لا تقدم حلولًا جذرية، فهذه المنظومة تفتقر إلى رؤية واضحة أو هدف سامٍ لتعافي واقع البلاد فكل وعود إنعاش الاقتصاد والعملة المحلية تنتهي دون أن تجلب نفعًا، وأي لوم يُوجه للخارج لا يعدو أن يكون محاولة لإخفاء حقيقة فشل إداري وسياسي يعود أساسه إلى ضعف الإرادة والفشل في ضبط الأداء، فالسيطرة الخارجية المختلقة لا تنفي أن المسؤولية الكاملة تقع على عاتق من يقود المشهد الداخلي.

تداعيات الخلافات داخل المنظومة الحاكمة ومدى تأثيرها على الشعب اليمني

لا تزحزح الخلافات بين رؤوس المنظومة الحاكمة الأوضاع بل تزيدها تعقيدًا، فالاختلاف في الأهداف ينعكس هزيمة في إدارة الأزمة، ومع وجود مشكلة حادة في الأمانة والمسؤولية تتطور الأزمة لتصل إلى شلل في الضمير وهشاشة في تحمل المسؤولية، فحتى لو ولدجاب عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه ليقود الحكومة اليمنية حاليًا، فإن الطريقة التي تتحرك بها الرؤوس المختلفة تجعل مهمة الإصلاح شبه مستحيلة، وهي في هذا الوضع تفتح الباب لهوس الفشل والتشتت بدلًا من الحلول الملتزمة، حيث اللجوء المستمر إلى الخطابات ولافعال تفتقر للفاعلية.

العنصر الوضع الحالي
عدد رؤوس القيادة ثمانية رؤوس منفصلة لا تنسجم
الفشل الإداري متصاعد ومستمر خلال 3 سنوات
التدخل الخارجي ذريعة لتحميل الخارج المسؤولية
الحلول الحكومية تغيير حكومي وترقيع اقتصادي بلا نتيجة
  • القيادة الأخطبوطية تعاني من تعدد الأهداف وفقدان الوحدة الوطنية
  • تعامل المنظومة مع الفساد عبر التضحية بمسؤولين شيكًا دون إصلاح جذري
  • اللوم الخارجي يغطي على الفشل الداخلي المزمن
  • الحلول الإقتصادية مجرد وصمة ترقيعية حول تفاقم الأزمات
  • تفاقم حالة البؤس والفقير لدى الشعب اليمني تشير إلى فشل السياسات

واقع المنظومة الحاكمة اليوم لا يمتلك من الحزم ما يكفي لاستعادة الدولة أو خدمة الشعب، فالمؤسسات ممزقة والتكتيكات عاجزة عن إحداث تغيير، مما يجعل كل جهود الإصلاح مجرد ابتسامات عابرة وسط بحر من التناحرات والفساد الذي لا ينتهي.