«تصعيد غير مسبوق» روسيا تطالب ألمانيا باعتذار رسمي بسبب خريطة علم الاتحاد السوفيتي المحرّف

روسيا تطالب ألمانيا باعتذار رسمي لنشر خريطة تحتوي علمًا “محرّفًا” للاتحاد السوفيتي بعدما أثار نشر السفارة الألمانية في موسكو لخريطة تظهر نسخة مشوهة من علم الاتحاد السوفيتي أزمة دبلوماسية كبيرة، حيث وصف العلم بأنه خليط غير رسمي يحوي رموزًا مشابهة لراية الرايخ الثالث وشعار حزب محظور في روسيا، ما دفع وزارة الخارجية الروسية إلى مطالبة الاعتذار والتحقيق في الحادثة التي تزامنت مع الذكرى الثمانين للنصر على النازية

روسيا تطالب ألمانيا باعتذار رسمي بسبب نشر خريطة تحوي علمًا محرّفًا للاتحاد السوفيتي وكان الموقف الصادر عن وزارة الخارجية الروسية على لسان المتحدثة الرسمية ماريا زاخاروفا واضحًا منذ البداية، حيث اعتبر نشر الخريطة خطأ فادحًا ومهينًا خاصة أنها تصوّر علمًا لا يمثّل العلم الحقيقي للاتحاد السوفيتي، بل هو تحوير يحمل رموزًا نازية وشعارات حزب بلشفي متعدد التطرف، الأمر الذي أثار غضب موسكو وشكوكًا عميقة حول دوافع هذا التصرف السيء في تصوير التاريخ المهم في السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية وأكدت زاخاروفا أن الاعتذار الرسمي هو أقل ما يمكن طلبه، لا سيما مع مرور 80 عامًا على مرور تلك الحقبة التي انتصر فيها الاتحاد السوفيتي على النازية، مشيرة إلى أن الخطأ قد يكون ناتجًا عن جهل أو تعمد، لكن في كلتا الحالتين فإنه لا بد من الاعتراف وتصحيح الخطأ

التداعيات والمواقف الروسية إثر نشر العلم المحرّف في خريطة السفارة الألمانية وأوضحت ماريا زاخاروفا أن السفارة الألمانية قامت بحذف المنشور من منصتها بعد أن فُجر الجدل، إلا أن ذلك لا يعفيها من ضرورة التحقيق في ملابساته للكشف عن المسؤولين والأسباب التي دفعت إلى نشر علم مشوّه بهذا الشكل المؤذي الذي يخلط بين رموز تاريخية متعارضة، كما أشارت إلى احتمالين رئيسيين؛ الأول أن يكون الأمر ناجمًا عن سوء اطلاع موظفي وزارة الخارجية الألمانية، وهو ما ربطته بأسلوب الإدارة السابقة التي كانت تقودها أنالينا بيربوك، والثاني أن يكون نشر الصورة مستندًا إلى مصادر غير رسمية مثل صور ألعاب الفيديو المعروفة مثل Hearts of Iron IV أو من مواقع تروّج لمطبوعة مزيفة تعرض تعديلات خاطئة للعلم

لماذا روسيا تطالب ألمانيا باعتذار رسمي لنشر خريطة تحمل علمًا “محرّفًا” للاتحاد السوفيتي؟ تحليل الأبعاد القانونية والتاريخية واعتبرت المتحدثة الروسية أن دمج رمز الاتحاد السوفيتي براية الرايخ الثالث لا يمثل فقط تزويرًا للتاريخ بل قد يعّد خرقًا للقانون الروسي، لكونه يحاول بشكل مقصود خلق تشابهات زائفة بين من حارب النازية والسلوك النازي نفسه، وهذا ما وصفته بأنه تشويه متعمّد للتاريخ يخلط بين من واجه الشر من جانب ومن يمثل اللا إنسانية والظلم من جانب آخر، ويرى الخبراء أن مثل هذه التصرفات قد تلحق ضررًا بالعلاقات الدبلوماسية وتُغذي تصورات سلبية لدى الرأي العام حول الأحداث التاريخية المصيرية، الأمر الذي يستدعي مساءلة الجهات المعنية وردود فعل واضحة لمنع تكرارها وفي إطار الردود الرسمية فإن روسيا تطالب ألمانيا بما يلي:

• تقديم اعتذار رسمي وعلني عن الخطأ المذكور
• فتح تحقيق جاد لتعريف المسؤوليات وتقديم مواجهة شفافة
• تأكيد الالتزام بالتاريخ الحقيقي وعدم تغيير رموزه
• الامتناع عن استخدام مصادر غير موثوقة في ملفات رسمية
• تعزيز التعاون والتفاهم بين البلدين لتجاوز الأزمة

تُبرز هذه القضية أهمية دقة التعامل مع التاريخ وأيقوناته خاصة في مناسبات ذات رمزية كبيرة، وتفتح نقاشًا حول المسؤولية في نشر المعلومات وصورة دقيقة للأحداث الماضية التي شكلت موقف العالم من النازية، والجدل هنا متوقف على فراغ معلوماتي أو نية مبيتة تخلق الالتباس والجدل السياسي بين موسكو وبرلين ولذلك فإن روسيا تطالب ألمانيا باعتذار رسمي لنشر خريطة تحمل علمًا “محرّفًا” للاتحاد السوفيتي تعبيرًا عن رفضها القاطع لمحاولات التشويه والتزوير التي تمس سُمعة تاريخ نضال شعوبها في مواجهة ظاهرة النازية القاتلة التي دمرت العديد من الشعوب والأراضي.