«ارتفاع ملحوظ» وول ستريت بقيادة إنفيدا هل تتجاهل الأسواق مخاوف الرسوم الجمركية

وول ستريت ترتفع بقيادة إنفيديا والأسواق تتجاهل مخاوف الرسوم الجمركية وسط صعود ملحوظ في أسهم شركة إنفيديا التي تجاوزت قيمتها السوقية الأربعة تريليونات دولار، مما يعكس جاذبية قطاع التكنولوجيا في ظل الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي، بينما يظل المستثمرون متفائلين رغم تصاعد التوترات التجارية والتهديدات الجمركية الأمريكية الجديدة. الأداء القوي للمؤشرات الرئيسية يعزز ثقة المشاركين في السوق ويتجاهل المخاوف الاقتصادية.

وول ستريت ترتفع بقيادة إنفيديا وسط تجاهل المستثمرين لمخاطر الرسوم الجمركية

شهدت وول ستريت ارتفاعًا بارزًا بدفع من سهم إنفيديا الذي قفز بنسبة 2.2% ليصل إلى قيمة سوقية تاريخية تتجاوز أربعة تريليونات دولار، ما يعكس النمو المتسارع لقطاع التكنولوجيا وتزايد الطلب العالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وقد ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بحوالي 0.65%، بالإضافة إلى مكاسب ملحوظة في مؤشري ستاندرد أند بورز 500 وناسداك بنسب 0.64% و0.95% على التوالي، ودفعت هذه المكاسب سبعة من أصل 11 قطاعًا ضمن مؤشر ستاندرد أند بورز إلى تحقيق أرباح، يتصدرها قطاع التكنولوجيا بنسبة زيادة 1.2% لتعكس توجّه المستثمرين إلى القطاعات الواعدة رغم التوترات التجارية.

وأوضح المستثمرون أن الأداء الإيجابي للأسهم خلال هذا اليوم يعكس تعافيًا من الهبوط الذي شهدته الأسواق في يوم الاثنين الماضي، والذي جاء بعد إعلان التهديدات الجمركية الجديدة التي استهدفت اليابان وكوريا الجنوبية، غير أن التأجيل إلى أول أغسطس المقبل لتنفيذ الرسوم الجديدة على واردات النحاس وأشباه الموصلات جعل المستثمرين يراهنون على نجاح المحادثات لتجنب حرب تجارية واسعة النطاق، وتحدث فيليب بلانكاتو، كبير الاستراتيجيين في أوسايك ويلث، عن تحول ملف الرسوم الجمركية إلى لعبة شد وجذب، مما أضفى نوعًا من الهدوء في أوساط المستثمرين رغم التقلبات.

التوترات الجمركية وتأثيرها المحدود على وول ستريت بقيادة إنفيديا

أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصعيد لهجته التجارية يوم الثلاثاء بالإعلان عن فرض رسوم بنسبة 50% على واردات النحاس، مهددًا كذلك بضرائب على منتجات أشباه الموصلات والأدوية التي طال انتظارها، وذلك في خطوة جاءت عقب تحذيرات استهدفت 14 شريكًا تجاريًا مع توقعات بصدور عدة إشعارات إضافية، ومع ذلك فإن الأسواق تواصل الارتفاع، في مخالفة للصراعات التجارية السابقة التي أدت إلى تراجع المؤشرات، ويُعتبر هذا التجاهل انعكاسًا لتفاؤل المستثمرين إزاء نتائج الشركات وأدائها المالي المتوقع خلال الربع الثاني، حيث يرى خبراء مثل روس برامويل أن رد الفعل السوقي مرتبط بالتأثير الفعلي للرسوم على أرباح الشركات، ومدى استمرار تحسن النتائج سيمنح الأسواق مزيدًا من الوقت لتقييم المفاوضات.

يترافق هذا الوضع مع تركيز المستثمرين على بيانات إعانات البطالة التي تصدر أسبوعيًا لتقييم حالة سوق العمل في الولايات المتحدة، مع ترقب كبير لمحضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي لشهر يونيو لفهم توقيت احتمالية خفض أسعار الفائدة، حيث تشير توقعات مجموعة CME إلى احتمال بنسبة 66% لخفض الفائدة في سبتمبر المقبل، وهو ما يؤثر على تحركات السوق، وتبقى المخاوف من تباطؤ النمو العالمي وتزايد التضخم نتيجة السياسات الجمركية المتغيرة حجر عثرة أمام البنك المركزي الأمريكي الذي يعتمد سياسة تريث في الوقت الراهن.

مؤشرات أسهم الشركات وتحركات وول ستريت بقيادة إنفيديا وسط مشهد اقتصادي متقلب

شهدت سوق الأسهم تحركات ملحوظة بين الشركات الكبرى، حيث ارتفعت أسهم شركة الطاقة AES Corp بنسبة 14.3% بعد تقارير تشير إلى دراسة الشركة خيارات استراتيجية من بينها احتمال البيع، في حين شهدت أسهم UnitedHealth Group تراجعًا بنسبة 2% عقب تحقيق وزارة العدل الأمريكية في استخدام الشركة لتشخيصات تعزز مدفوعات ميديكير، أما وكالات الإعلان Interpublic وOmnicom فقد فقدت أكثر من 1.5% لكل منهما بعد خفض منافستها WPP توقعاتها للأرباح السنوية، وشهدت بورصة نيويورك تفوق الأسهم المرتفعة على المتراجعة بنسبة 2.34 إلى 1 مع تسجيل 70 قمة جديدة مقابل 12 قاعًا، بينما بلغ النسبة في ناسداك 2.23 إلى 1 بتسجيل 31 قمة جديدة و21 قاعًا، ويؤكد هذا النشاط المكاسب المشجعة على وول ستريت بقيادة إنفيديا.

• ارتفاع سهم إنفيديا بنسبة 2.2% وتجاوز قيمتها السوقية 4 تريليونات دولار
• مكاسب ملحوظة في مؤشرات داو جونز، ستاندرد أند بورز 500، وناسداك
• تجدد التصعيد الجمركي من قبل الرئيس ترامب وتأجيل الرسوم الجديدة إلى أغسطس
• ترقب المستثمرين لنتائج الربع الثاني وأرقام إعانات البطالة
• تفاوت أداء أسهم شركات الطاقة والرعاية الصحية والإعلانات

تواصل وول ستريت صعودها في مواجهة التهديدات الاقتصادية، حيث يستمر المستثمرون في التركيز على التقنية خصوصًا سهم إنفيديا الذي يقود النمو، وسط أجواء من الثقة المشوبة بالتقلب بسبب الرهانات على نتائج الشركات وتطورات السياسة الاقتصادية الأمريكية، ويبقى المشهد متغيرًا وفقًا للمعطيات القادمة من أسواق العمل والقرارات النقدية، مما يجعل متابعة هذه المعطيات ضروريًا لفهم التحركات المقبلة.