«تغيرات قوية» الذهب يهبط دون 3300 دولار فما تأثير ارتفاع الدولار والعوائد على السوق

الذهب يهبط دون 3300 دولار مع استمرار صعود الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد سندات الخزانة، مما أثّر بقوة على أسعار الذهب محليًا وعالميًا، وسط ترقّب كبير من قبل المستثمرين لصدور محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي، الذي قد يحدد مستقبل سياسة الفائدة. هذه التطورات تأتي أيضًا في ظل تهديدات فرض رسوم جمركية أمريكية جديدة.

الذهب يهبط دون 3300 دولار وتأثير صعود الدولار الأمريكي

شهد سوق الذهب خلال تعاملات الأربعاء انخفاضًا ملحوظًا في الأسعار، حيث فقد جرام الذهب عيار 21 نحو 10 جنيهات في السوق المحلية، وانخفض السعر إلى 4610 جنيهات، كما تراجعت الأوقية بنحو 13 دولار لتسجل 3290 دولارًا، وفقًا لما أعلنته منصة «آي صاغة» المعنية بتداول الذهب عبر الإنترنت. لم يكن هذا الانخفاض مفاجئًا، خاصة مع دعم الدولار الأمريكي الذي وصل إلى أعلى مستوياته خلال أسبوعين، ونتيجة لذلك، فقد انخفض الطلب على الذهب كملاذ آمن مقابل ارتفاع جاذبية الأصول المدرة للعائد، مثل سندات الخزانة. ومن ناحية أخرى، شهدت أسعار الذهب العالمية انخفاضًا مستمرًا، متأثرة بضغط عوائد السندات الأمريكية التي زادت من تكلفة الفرصة على امتلاك الذهب الذي لا يدر عائدًا ثابتًا.

ترقّب محضر الفيدرالي وتأثيره على سعر الذهب دون 3300 دولار

ينتظر المستثمرون بفارغ الصبر صدور محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة للفيدرالي الأمريكي الخاص بشهر يونيو، لما يتضمنه من تلميحات حول توقيت خفض الفائدة أو الاستمرار في سياستها الصارمة. البنك المركزي الأمريكي ثبت معدلات الفائدة بين 4.25% و4.50% خلال اجتماعه الأخير، مستندًا على قوة سوق العمل وارتفاع ضغوط الأسعار، الأمر الذي انعكس على ارتفاع عوائد السندات الأمريكية. تقرير الوظائف الأمريكي الأخير أكّد متانة سوق العمل، معلنًا أنّ الأسواق خفّضت من احتمالات تقليص معدلات الفائدة في الوقت القريب، ما زاد من الضغوط على الذهب ووضع سقفًا لسعر الأوقية عند دون 3300 دولار. هذه الظروف جعلت المستثمرين يبحثون عن خيارات بديلة أو انتظار أوضح للاستراتيجية النقدية القادمة التي قد تحدد مسار أسعار الذهب.

رسوم ترامب الجمركية وتأثيرها على الذهب وأسواق المال

في ظل استمرار التقلبات في سوق الذهب، تبرز أيضًا التداعيات المحتملة لرسوم جمركية جديدة تنوي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضها بداية أغسطس المقبل، حيث تشمل فرض نسبة 50% على واردات النحاس و200% على الأدوية المستوردة، مع إرسال رسائل رسمية لدول مثل اليابان وكوريا الجنوبية. هذه الإجراءات تأتي في إطار المحافظة على نفوذ الولايات المتحدة في التجارة العالمية، مع تهديد بفرض رسوم إضافية بنسبة 10% على دول مجموعة «بريكس» ذات الاقتصادات الناشئة، في خطوة تزيد من تعقيد صورة الأسواق وتفاقم القلق التجاري والجيوسياسي. قوّة الدولار ودعمها من تحسن المحادثات بين واشنطن والاتحاد الأوروبي، قلّصت مؤقتًا الطلب على الذهب، لكنه مع ذلك لا يزال يحتفظ بمستوى معين من الجاذبية كملاذ آمن وسط حالة عدم الاستقرار.

• انخفاض أسعار الذهب مرتبط بصعود الدولار وارتفاع عوائد السندات
• محضر الفيدرالي قد يحدد اتجاه خفض الفائدة أو تثبيتها
• رسوم ترامب الجمركية تزيد من حالة عدم الاستقرار في الأسواق العالمية
• الذهب يحافظ على دوره كملاذ آمن رغم الضغوط الهبوطية

يتواصل تأثير عوامل متعددة على الذهب، حيث لا تزال التوترات التجارية والجيوسياسية تلعب دورًا مهمًا في ديناميكية السوق، بالإضافة إلى مؤشرات الفيدرالي الأمريكي التي تنتظرها الأسواق بفارغ الصبر. رغم كل هذا الضغط الذي يعيشه الذهب، إلا أنه يبقى خيارًا ذا جاذبية لمن يبحثون عن الأمان وسط تقلبات الأسواق العالمية.