خبيرة علاقات دولية: استهداف الاحتلال لمجمع ناصر الطبي جريمة جديدة تُضاف إلى انتهاكاته المستمرة

تُعد الهجمات المتكررة التي تستهدف المدنيين والمنشآت الحيوية في فلسطين واحدة من أبرز الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. من بين هذه الجرائم، استهداف مجمع ناصر الطبي في قطاع غزة، وهو دليل جديد على التجاوزات الممنهجة وانتهاك جميع المواثيق والمعاهدات الدولية التي تدعو لحماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية. هذه الحوادث لا تعد فقط جرائم حرب، وإنما تهدد السلم والأمن الدوليين.

## حماية المواقع المدنية وفق القانون الدولي

تنص اتفاقية جنيف الرابعة والبروتوكولات الإضافية التابعة لها على توفير حماية شاملة للمواقع المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمنازل ودور العبادة. إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يضرب بالقوانين الدولية عرض الحائط، مستخدمًا ذرائع واهية لتبرير اعتداءاته المستمرة. مجمع ناصر الطبي كان واحدًا من بين المواقع التي استهدفتها الهجمة الأخيرة، على الرغم من الحماية الدولية التي تتمتع بها المستشفيات المدنية وفقًا للقوانين الإنسانية. هذا الانتهاك الصارخ يؤكد احتقار الاحتلال لصوت القانون والمجتمع الدولي على حد سواء.

## جرائم الحرب وفق نظام روما الأساسي

تُعتبر الهجمات التي تستهدف المستشفيات والوحدات الطبية والأفراد العاملين بصفة إنسانية جريمة حرب وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. الهجوم الأخير على مجمع ناصر الطبي هو انتهاك جسيم لكل الأعراف الدولية والقوانين الإنسانية. المستشفيات، التي تقدم الرعاية للمرضى والجرحى، يجب أن تحظى بحماية خاصة تُلزم جميع الأطراف باحترامها. إلا أن هذه الهجمات المتعمدة تعكس النية الواضحة لإحداث ضرر متعمد بالبنية التحتية الصحية وسكانها.

## مسؤولية المجتمع الدولي تجاه جرائم الاحتلال

استهداف المنشآت الطبية، مثل مجمع ناصر، إضافة إلى الهجمات المستمرة على المدنيين، يُظهر بصورة جلية سياسة العقاب الجماعي التي يتبناها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني. السلوك العدواني المستمر يهدد السلم والأمن الدولي، مما يُحتم على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات حاسمة. تُعد هذه الجرائم، التي ترقى إلى جرائم إبادة، دليلاً صارخاً على أهمية محاسبة إسرائيل وردعها عن انتهاكاتها المستمرة. الضغوط الدولية والاحتكام للقانون الدولي هما السبيل لضمان العدالة وحماية حقوق الشعب الفلسطيني.