منخفض جوي فوق المتوسط يحول الصيف الأوروبي إلى شتاء قارس ويصل إلى 4 مدن عربية

بينما كان الأوروبيون يستعدون لقضاء إجازات الصيف تحت أجواء مشمسة ومستقرة، قلبت الأنظمة الجوية حساباتهم رأسًا على عقب، بعدما تسللت كتلة هوائية باردة من شمال أوروبا وتسببت في تشكل منخفض جوي نشط فوق غرب المتوسط، جالبًا معه عواصف مطرية، برق، رياح عاتية، ومخاوف جدية من فيضانات مفاجئة وانزلاقات أرضية تهدد السكان والبنية التحتية.

 البحر التيراني يتحول إلى بؤرة للاضطرابات الجوية

التحليلات الجوية الحديثة أظهرت أن المنخفض الجوي تشكل في البحر التيراني، وهو موقع غير معتاد لمثل هذه الأنظمة في منتصف الصيف.
هذا المنخفض كان نتيجة تلاقي هواء قطبي بارد من شمال وغرب أوروبا مع تيارات دافئة ومشبعة بالرطوبة من شمال إفريقيا، ما أدى إلى تعزيز تكوّن سحب ركامية ضخمة وهطول أمطار غزيرة في كل من إيطاليا، النمسا، سويسرا، وسلوفينيا، إضافة إلى أجزاء من ألمانيا.

أمطار الصيف تتحول إلى خطر

  • وصف خبراء الأرصاد الحالة الجوية الحالية بأنها استثنائية وغير مسبوقة في توقيتها، فبدلاً من الأجواء الصيفية المعتادة، تغرق دول أوروبا الوسطى والجنوبية في طقس شتوي الطابع.
  • الأمطار لا تتوقف، والرعد يجلجل في السماء، والبرد يتساقط في مشاهد غير مألوفة، هذه التغيرات دفعت السلطات إلى رفع حالة التأهب، تحسبًا لأي تطورات مفاجئة.

التأثيرات تمتد إلى الضفة الجنوبية للمتوسط

  • المنخفض لم يكتفِ بالتأثير على أوروبا، بل طال أيضًا دول المغرب العربي.
  • في الجزائر وتونس والمغرب وشمال ليبيا، بدأت الرياح الباردة القادمة من البحر المتوسط في خفض درجات الحرارة بشكل لافت.
  • كما غطّت السحب المنخفضة سماء العديد من المناطق، في مشهد يختلف كثيرًا عن طبيعة الصيف المعتادة.

تحذيرات وتوصيات للمواطنين

مع تصاعد وتيرة التقلبات، أطلقت أجهزة الطوارئ تحذيرات واسعة، تدعو فيها المواطنين لتجنب المناطق المنخفضة ومجاري السيول، كما نصحت بتأجيل التنقل في الأرياف والجبال إلى حين استقرار الأجواء، والقلق يزداد مع تكرار هذه الحالات في السنوات الأخيرة، ما يؤكد أن الطقس بات غير قابل للتنبؤ بنفس المعايير القديمة.

مناخ مضطرب ومتغيير

يرى متخصصون أن هذا السيناريو يُعد واحدًا من مظاهر التغير المناخي الحاد الذي بات يؤثر على العالم أجمع،
فالفصول تتداخل، والأنماط الجوية تتغير، والنتائج تكون أكثر عنفًا من ذي قبل، أوروبا لم تعد في منأى عن العواصف الشرسة، حتى في عز الصيف.