«ثبات ملحوظ» سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار كيف يؤثر على الاقتصاد المحلي

سعر صرف الليرة السورية يشهد استقرارًا ملحوظًا مقابل الدولار الأميركي في السوق الموازية بعد موجة تقلبات طويلة، بينما يثبت مصرف سوريا المركزي السعر الرسمي خلال تعاملاته اليومية، مما يعكس توازنًا نسبيًا تحت تأثير عوامل اقتصادية وسياسية متعددة، تضم توقعات البنك الدولي لنمو الاقتصاد السوري وسط تحديات التخفيضات والعقوبات الدولية المستمرة.

تحديثات سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار وأثرها في الأسواق المحلية

استقر سعر صرف الليرة السورية في دمشق وحلب وإدلب عند 10 آلاف ليرة عند الشراء و10 آلاف و50 ليرة عند البيع، بينما كان سعر الصرف في الحسكة أعلى قليلًا بواقع 10 آلاف و125 ليرة عند الشراء و10 آلاف و200 ليرة عند البيع، هذا التباين يعكس التفاوتات الإقليمية في سورية وتأثيرها على تداول العملة يسمح الاستقرار النسبي لسعر صرف الليرة السورية للمستثمرين والتجار بالتخطيط الأفضل لمساراتهم الاقتصادية، ولم تتغير أسعار مصرف سورية المركزي الذي ثبت سعر الصرف عند 11 ألف ليرة للشراء و11 ألف و100 ليرة للبيع مما يعطي إشارة إلى رغبة المصرف في ضبط السوق الرسمية والحد من المضاربات التي تؤدي إلى تقلبات حادة.

• انخفاض حدة التذبذب في أسعار الليرة السورية في السوق السوداء
• تمسك مصرف سوريا المركزي بسعر ثابت في السوق الرسمية
• التفاوت بين أسعار المدن السورية يعكس حالة عدم الاستقرار الاقتصادي
• تأثيرات مباشرة للعقوبات الدولية على تداول العملة المحلية
• تفاؤل البنك الدولي بنمو الاقتصاد السوري بنسبة 1% لعام 2025

سعر صرف الليرة السورية ومستقبل دون استدانة أو ارتباط بالعملات الأجنبية

أكد عبد القادر الحصرية، حاكم مصرف سوريا المركزي، أن سوريا لن تلجأ إلى استدانة خارجية أو تقصير بالاستفادة من الصناديق الدولية كصندوق النقد الدولي أو البنك الدولي، كما نفى وجود أي نية لربط سعر صرف الليرة السورية بأي عملة أجنبية مثل الدولار أو اليورو؛ مما يعكس حرص الحكومة على استقلالية سياسة النقد والسيطرة على الأمر النقدي محلياً وأضاف أن هناك خطة لإنشاء مؤسسة تضمن ودائع المواطنين في البنوك السورية لضمان استقرار الثقة بالقطاع المصرفي، كما توقع أن تنتهي “تشوهات” سعر صرف الليرة خلال أشهر معدودة مع بلوغ سعر موحد يعكس تحسناً نحو 30% مقارنة بالأعوام السابقة، مما قد يشكل انفراجة على المستوى الاقتصادي ويعيد بناء الثقة بين الناس والمؤسسات.

تطورات سياسية تؤثر على سعر صرف الليرة السورية ومستقبل العلاقات الدولية

تزامنت الاستقرار الحالي لسعر صرف الليرة السورية مع تحولات سياسية بارزة، حيث أعلنت بريطانيا استئناف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بالتوازي مع زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى دمشق، متعهداً بدعم يصل إلى 94.5 مليون جنيه إسترليني (129 مليون دولار) للسوريين، هذا الدعم يأتي عبر رغبة واضحة في إعادة بناء الاستقرار وتعزيز الأمن والازدهار في كافة المناطق كما وصف لامي الأمل المتجدد للشعب السوري، داعياً إلى دعم الحكومة الجديدة للوفاء بالتزاماتها لبناء مستقبل أفضل في الوقت نفسه، شهدت السياسات الأميركية تغييرات جذرية مع توقيع الرئيس دونالد ترامب قراراً إلى تعليق برنامج العقوبات الأميركية على سوريا، إضافة إلى إزالة تنظيم هيئة تحرير الشام من قائمة المنظمات الإرهابية، مما يفتح الباب أمام تحولات اقتصادية إيجابية وتفاعلات دولية جديدة تؤثر في سعر صرف الليرة السورية بشكل غير مباشر.

في ظل هذه المشاهد المتشابكة بين سعر صرف الليرة السورية وتطورات الاقتصاد والسياسة، يبقى متابعو السوق يراقبون بانتظار استقرار أكبر يتحقق مع مرور الوقت وعودة بعض النشاطات الاقتصادية الحيوية التي تنعش حركة السيولة النقدية وتدعم الاقتصاد المحلي.