«تهديد مباشر» صاروخ الحوثيين على مطار بن غوريون هل يغير رد السعودية المعادلة الأمنية

الصاروخ الذي أطلقته جماعة الحوثي نحو مطار بن غوريون في تل أبيب أثار حالة من الجدل بين الخبراء العسكريين رغم أنه لم يتسبب في قتلى أو دمار كبير، فقد خلف حفرة بعمق أربعة أمتار دون أن يهدم بناءً أو يتسبب في أضرار مادية كبيرة، ما جعل خبراء يتساءلون عن محدودية تأثير هذا الصاروخ رغم دقته العالية والتهديد الواضح الذي يمثله لمحيط المطار، وهذه الواقعة تشير إلى رسائل سياسية عميقة في ظل التوترات الإقليمية المحيطة بالمنطقة.

تحليل تأثير الصاروخ على مطار بن غوريون وأسباب محدودية الضرر

الخبير العسكري الدكتور علي الذهب أشار إلى أن الصاروخ الذي استُخدم في الهجوم على مطار بن غوريون، ورغم دقته في الإصابة، لم يسفر عن توقّف نظام الدفاع الإسرائيلي أو تدمير كبير داخل المنطقة المستهدفة، وهذا ما يدفع إلى الاستفهام عن العوامل التي أدت إلى نتائج غير متوقعة مثل غياب القتلى وعدم تحطيم البنى التحتية، والسبب قد يعود إلى نوعية الصاروخ المستخدم أو طريقة الهجوم نفسها، إضافةً إلى الموقع المحدد للصاروخ والذي خلف حفرة ضخمة لكنها لم تؤثر على محيط المطار بشكل مباشر مما قلل الاضرار.

الاختلاف في تأثير الصاروخ يمكن معاينته بالمقارنة بين استهداف مطار بن غوريون ومطارات أخرى مثل مطار الرياض أو مطار عدن، حيث أوضح الذهب أن الهجوم لو وقع على هذه المطارات لكانت العواقب كارثية بسبب الفارق في طبيعة مباني المطار وتركيبة الدفاع الجوي المغطية له، وهو أمر يؤكد وجود رسائل متعددة الأبعاد وراء هذه الضربة التي تجاوزت البعد العسكري لتشمل رسائل سياسية واستراتيجية واضحة موجهة إلى الرياض والتحالف الإقليمي.

ردود الفعل الرسمية والجماعاتية تجاه الهجوم الصاروخي على مطار بن غوريون

المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي، يحيى سريع، أكد أن الهجوم بصاروخ باليستي فرط صوتي جاء دقيقًا وفعّالًا، مضيفًا أن الصاروخ تسبب في تعطّل حركة المطار لأكثر من ساعة وتأثير نفسي قوي على السكان إذ أدى إلى دخول ملايين الإسرائيليين الملاجئ، وهو ما يعكس التأثير الأمني والنفسي الذي تسعى الجماعة لإحداثه بالرغم من محدودية الخسائر المادية، كما لم تغفل الجماعة تحذير شركات الطيران العالمية من السلامة الجوية في مطار بن غوريون، مما يعزز من أهمية العملية على الصعيد الإعلامي.

في المقابل، كان رد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حازمًا وقويًا حيث تعهد برد عسكري موسع لن يكتفي بضربة واحدة، مؤكدًا التعاون الكامل مع الإدارة الأمريكية لمواجهة هذه التهديدات، كما أبرز أن العمل ضد جماعة الحوثي ليس جديدًا، وسيستمر في المستقبل مع تكثيف العمليات العسكرية لمنع أي هجوم محتمل، وهذه التصريحات تأتي في إطار رفع الاستعدادات الأمنية وتعزيز ردع العدو أمام تصعيد قد يطال السياق اليمني والإقليمي.

الأبعاد الإقليمية والدولية للهجوم الصاروخي على مطار بن غوريون

الهجوم الصاروخي الذي نفذته جماعة الحوثي يعكس حالة تصعيد واضحة في المشهد اليمني والإقليمي، حيث تسعى الجماعة لبعث رسائل سياسية وعسكرية موجهة بشكل خاص للسعودية والإدارة الأمريكية عبر ضرب أهداف حساسة في قلب إسرائيل، ويمكن القول إن العملية تحمل بعدًا استراتيجيًا يتعلق بالتحالفات الإقليمية والتوترات القائمة في المنطقة، وخاصة مع الدعم الإيراني الذي تحظى به الجماعة.

الرسالة الموجهة إلى الرياض تعني أن التوتر الحالي قد يتجه نحو تصعيد أوسع في حال استمرار الدعم الغربي لإسرائيل والعدوان على غزة، وهو ما ظهّر جليًا في تصريحات جميع الأطراف المعنية، بينما يجري التحضير لردود فعل عسكرية وأمنية دقيقة ومحسوبة على الأرض، مما يجعل التفاعل مع الحادثة عبر الساحة الدولية معقدًا ومرتبطًا بموازين القوى الإقليمية والدولية.

• تعطّل حركة مطار بن غوريون لمدة تزيد عن ساعة
• فشل أنظمة الدفاع الإسرائيلية والأمريكية في اعتراض الصاروخ
• دخول ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ بعد إطلاق الصاروخ
• تحذير شركات الطيران العالمية من تسيير رحلات للمطار
• شن هجوم آخر بطائرة مسيّرة على منطقة عسقلان
• التزام جماعة الحوثي بالدعم السياسي والعسكري للفلسطينيين

يبقى السؤال الأهم يتعلق بكيفية تفاعل الأطراف المتنازعة مع هذا النوع من العمليات، ومدى استعدادهم للتصعيد الذي قد يطال مناطق أخرى، بينما تبقى مناطق التوتر على أهبة الاستعداد، في ظل حالة من الحذر والتوتر التي تؤثر على كل محطات الأمان والسلام في المنطقة.