«رد قوي» الحكومة اليمنية على دعوة المبعوث الأممي هل تقدم تنازلات للحوثي

هاجم وزير الإعلام معمر الإرياني تصريحات المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، مؤكدًا أن الاختبار الحقيقي لحيادية المبعوث لا يقتصر على إصدار البيانات بل يجب أن يتجسد بخطوات عملية تبدأ بالإفراج عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المحتجزين لدى جماعة الحوثي، وأوضح الإرياني أن الغرض الأساسي من الحديث عن السلام هو تنفيذ إجراءات أخلاقية وقانونية تبدأ بفك أسر هؤلاء الموظفين، متسائلًا عن جدوى الحديث عن بناء الثقة ومسار سياسي بينما المبعوث عاجز عن حماية الطواقم وموظفي مكتبه ويغض الطرف عن استغلال الحوثيين للأوضاع الإنسانية كورقة سياسية تسبب ابتزازًا مرفوضًا.

هاجم وزير الإعلام التصريحات وتحليل حيادية المبعوث الأممي إلى اليمن

هاجم وزير الإعلام معمر الإرياني تصريحات المبعوث الأممي هانس غروندبرغ مشيرًا إلى أن حيادية المبعوث لا تقاس ببياناته بل بالخطوات العملية التي يتخذها على الأرض، وأكد الإرياني ضرورة أن يبدأ غروندبرغ بنفسه بالإفراج عن موظفي الأمم المتحدة المختطفين لدى الحوثيين، مما يمثل اختبارًا أخلاقيًا وقانونيًا ولا يمكن تجاهله لمن يريد أن يحقق السلام، واعتبر أن عدم تحرك المبعوث لحماية موظفيه يضر بمصداقيته ويضعف جهود بناء الثقة.

وأشار الإرياني إلى أن الحوثيين يستخدمون ملفات الأسرى كوسيلة ابتزاز سياسي تخالف المبادئ الإنسانية، مما يضعف المبعوث الذي يظل صامتًا حيال هذا الخرق، وأكد بقوة أن المبعوث غير قادر على تحرير اليمن إذا كان عاجزًا عن تحرير موظفيه، وهو سؤال يطرح التحدي الحقيقي لفعالية دوره في المعركة السياسية والدبلوماسية القائمة.

هاجم وزير الإعلام ووجه انتقادات لخطاب المبعوث الأممي تجاه مسار السلام في اليمن

في مقابلة صحفية، دعا المبعوث الأممي هانس غروندبرغ أطراف الصراع، الحكومة اليمنية المعترف بها وداعمي الحوثيين، إلى تقديم تنازلات والانخراط في حوار جاد متطلبًا شجاعة سياسية وتغليب لغة الحوار على النزاعات والانقسامات المستمرة، إلا أن الإرياني رد مؤكدًا أن الخطاب وحده لا يكفي بينما تتواصل معاناة المحتجزين، وهو ما يقلل من فرص تحقيق سلام شامل إذا لم يتم التعامل بجدية مع هذا الملف الحساس.

وأشار غروندبرغ إلى أن العقبات أمام السلام ما زالت جسيمة بسبب انعدام الثقة وتصاعد العنف السياسي وتوترات إقليمية، حيث زادت التوترات في البحر الأحمر خلال الأشهر الماضية، وأكد رغم ذلك على استمرارية المطالب اليمنية بوقف إطلاق النار بشكل دائم وترتيبات أمنية واضحة مع اتخاذ خطوات اقتصادية مستعجلة مثل دفع الرواتب وتوفير الوقود، والعمل على عملية سياسية شاملة تصمم مستقبل اليمن، وهو ما يعني ضرورة تعاون شامل لكل الأطراف للدفع قدماً بعملية السلام.

هاجم وزير الإعلام وتعليقات حول دعم الأمم المتحدة لمسار السلام في اليمن

أكد المبعوث الأممي أن الأمم المتحدة تلتزم بدعم مسار السلام عبر تحركات دبلوماسية وفنية متواصلة مع الفاعلين اليمنيين والإقليميين والدوليين، مشيرًا إلى عمل فريقه مع الأحزاب السياسية والمجتمع المدني ومجموعات النساء والشباب لضمان تمثيل شامل في العملية السياسية، إلا أن وزير الإعلام أشار إلى أن ذلك لن يكون ذا جدوى ما لم تتضمن هذه الجهود إفراجاً عمليًا وحقيقيًا عن المحتجزين، وهو ما يدل على تناقض الجهود الرسمية في الملف الإنساني وأداء المبعوث.

• إطلاق سراح جميع موظفي الأمم المتحدة المحتجزين لدى الحوثيين
• وقف إطلاق النار بشكل دائم مع ترتيبات أمنية موثوقة
• دعم الاقتصاد من خلال دفع رواتب الموظفين وتوفير الوقود
• مشاركة فاعلة لجميع الفئات السياسية والاجتماعية في العملية السياسية
• إزالة كل أشكال الابتزاز السياسي المرتبطة بملفات إنسانية

يلفت ما ذكر إلى تباين الرؤية بين وزير الإعلام والمبعوث الأممي حول طبيعة الحلول وفرص النجاح، حيث يربط الإرياني مسار السلام بالإفراج الأولي عن الموظفين المختطفين، وهو اختبار يعكس مدى جديته وقدرته على المساهمة في إنهاء الصراع اليمني. يبقى التحدي الأكبر يكمن في تجاوز الإشكاليات الإنسانية والهجمات المتبادلة بين الأطراف لجعل الحوار السياسي فعليًا وقابلًا للتنفيذ بحيث يلبي احتياجات اليمنيين في بناء مستقبل ينعمون فيه بالأمن والاستقرار.