«صدمة المشاهدين» هل توقع مسلسل النهاية حادث حريق سنترال رمسيس الذي قطع الإنترنت والموبايلات وكأن يوسف الشريف كان يتنبأ بما يحدث في مصر؟

هل تنبأ مسلسل النهاية بما حدث في حريق سنترال رمسيس الذي أحدث صدمة واسعة للمستخدمين في مصر وتسبب في قطع خدمات الإنترنت والمحمول وخطوط الطوارئ عن مناطق عدة، ما أعاد إلى الأذهان سيناريو مشابهًا في مسلسل “النهاية” الذي جسد فيه يوسف الشريف فكرة الاعتماد الكلي على نقطة مركزية لإدارة الشبكات الرقمية، مما طرح تساؤلات كثيرة حول هشاشة النظام الرقمي الحالي في مصر وضرورة إعادة التفكير في بنيته.

هل تنبأ مسلسل النهاية بما حدث في حادث سنترال رمسيس؟

تشابهت أحداث مسلسل “النهاية” مع ما وقع في حادثة حريق سنترال رمسيس، حيث عرض المسلسل عام 2020 سيناريو انقطاع شامل في التكنولوجيا بعد انهيار مركز رقمي ضخم يُسمى “الواحة” أدى إلى توقف كافة الخدمات الرقمية؛ وهذا المشهد يعكس بدقة ما تعرضت له مصر صباح 8 يوليو 2025 حين نشب حريق هائل في غرفة الكهرباء الخاصة بسنترال رمسيس، الذي يعتبر من أكبر مراكز شبكات الإنترنت والاتصالات في البلاد، مما تسبب في شلل كامل أو شبه كامل للإنترنت وخطوط الطوارئ، وأصاب العديد من الجهات بالسكون التام ومتاعب كبيرة. وسبق أن أثار هذا التقارب بين الواقع والخيال التساؤلات حول مدى قدرة البنية التحتية الرقمية في مصر على الصمود أمام الكوارث، كما جعل الكثيرين يطالبون بتوزيع الخدمات بشكل أكثر أمانًا وعدم تركيزها في نقطة واحدة قد تهدد استقرار الشبكات بأكملها.

ماذا حدث في حريق سنترال رمسيس وتأثيره على الإنترنت والموبايل؟

وقع الحريق نتيجة تماس كهربائي داخل غرفة الكهرباء الضخمة بمركز سنترال رمسيس، ما أدى إلى تصاعد أدخنة كثيفة وتعطل الأجهزة الحيوية المتصلة بالبنية التحتية الرقمية للإنترنت والاتصالات، الأمر الذي أدى إلى توقف شبه كامل لخدمات الإنترنت الثابت والمحمول، إضافة إلى تعطل بعض خدمات الطوارئ 122 ونجدة المرور، وهو ما أصاب الاتصالات الرقمية في مناطق واسعة بحالة شلل طويلة نسبياً. تمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على الحريق بعد ساعات من العمل الدؤوب، تم خلالها تأمين المنشأة دون تسجيل إصابات بشرية، لكن الخسائر الفنية كانت كبيرة وتستلزم إصلاحات مستمرة. ويشكّل هذا الحادث إنذارًا واضحًا حول مدى اعتماد الشبكات الرقمية على مراكز محددة بدون وجود بدائل فعّالة أو آليات حماية كافية.

كارثة حريق سنترال رمسيس: ضرورة إعادة توزيع البنية التحتية الرقمية في مصر

يؤكد حادث سنترال رمسيس فراسة المسلسل في تسليط الضوء على نقطة ضعف كانت واضحةٌ ومكتسبة من واقع الاستعانة بمركز مركزي وحيد للتحكم في شبكات كبيرة؛ فكما شهد المسلسل الانهيار الكامل عند تضرر “الواحة”، أدى الوضع نفسه في الحياة الواقعية إلى أزمة رقمية غير مسبوقة. هنا يتبين أن هناك حاجة ملحة لتطبيق آليات توزيع الخدمة إلى عدة مراكز مستقلة وشبكات احتياطية، إضافةً إلى ضرورة تحسين خطط الطوارئ وتعزيز أمن المعلومات والبنية التقنية. ويدعو خبراء التكنولوجيا إلى اعتماد معايير عدة، أهمها:

• توزيع مراكز البيانات على مناطق متعددة لتقليل الاعتماد على نقطة واحدة
• إعداد خطط طوارئ شاملة تشمل سيناريوهات الحريق والتوقف المفاجئ
• تطبيق أنظمة مراقبة وتحكم ذكية لرصد الأعطال مبكرًا
• تطوير البنية التحتية الرقمية لتواكب الاحتياجات المتزايدة بطريقة مستدامة

ويعمل الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات ووزارة الاتصالات تحت ضغط الحادث على مراجعة هذه الخطط وتنفيذ إصلاحات عاجلة لضمان عدم تكرار حوادث مشابهة تؤثر على ملايين المستخدمين في مصر.

يتضح أن حادثة سنترال رمسيس ليست مجرد توقف تقني، بل إشعار بأن بنيتنا الرقمية تحتاج إلى مراجعة جذرية، والتخطيط السليم لتفادي الأزمات، وربما دفعنا المسلسل إلى النظر بشكل مختلف في مخاطر الاعتماد الكامل على نقطة مركزية واحدة قد تؤدي لانهيار شامل في حالة تعرضها لأضرار.

يبقى السؤال: هل ستشكل هذه الواقعة نقطة تحول حقيقية في التعامل مع البنية التحتية الرقمية في مصر، أم ستظل الهشاشة قائمة أمام اضطرابات مستقبلية؟ المستقبل وحده كفيل بالإجابة، لكن ما لا يمكن تجاهله هو أن واقعنا أصبح يحكي أقرب إلى السيناريوهات التي كنا نراها على الشاشات.