«انخفاض ملحوظ» الذهب يتراجع بأكثر من 1% وسط تفاؤل بالاتفاقات وزيادة الدولار

الذهب يتراجع بأكثر من 1% وسط تفاؤل بالاتفاقات التجارية وارتفاع الدولار، حيث شهدت أسعار المعدن النفيس انخفاضاً ملحوظاً خلال تعاملات اليوم بسبب انحسار الطلب على الأصول الآمنة عقب أخبار إيجابية عن تقدم الاتفاقيات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، إضافة إلى تزايد قوة الدولار الأمريكي وصعود عوائد سندات الخزانة التي أثرت سلباً على جاذبية الذهب في الأسواق العالمية.

تراجع الذهب الفوري إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من أسبوع وسط ارتفاع الدولار

سجل الذهب في المعاملات الفورية هبوطاً بنسبة 0.8% ليصل إلى 3307.16 دولار للأوقية، بعد أن وصل إلى أدنى مستوى يُسجل خلال أكثر من أسبوع في الجلسة نفسها؛ بينما انخفضت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بنحو 0.8% وأغلقت عند 3316.9 دولار للأوقية، متأثرة بزيادة عوائد سندات الخزانة وتراجع الطلبيات على الملاذات الامنة، ما عزز الضغوط على المعدن الأصفر. جاء ذلك في وقت ارتفع فيه عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى له في أسبوعين، مما أثر سلباً في قيمة الذهب باعتباره المعدن الذي لا يدر عائداً. كذلك صعد مؤشر الدولار بنسبة 0.1%، مما رفع تكلفة الذهب لدى حائزي العملات الأخرى وقلل الإقبال عليه، ما دفع الأسعار نحو الانخفاض الملحوظ.

أداء المعادن النفيسة الأخرى مع الذهب وتأثير الاتفاقات التجارية المتفائلة

لم يقتصر التراجع على الذهب فقط، بل شهدت المعادن النفيسة الأخرى تراجعاً متفاوتاً في الأسعار حيث انخفضت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% لتصل إلى 36.64 دولار للأوقية، كما انخفض البلاتين بنسبة 0.8% ليغلق عند 1359.90 دولار للأوقية، في حين بقي البلاديوم مستقراً دون تغيير عند 1111.36 دولار للأوقية. وفي ظل توقعات المحللين، قد تستمر هذه الانخفاضات في المدى القصير ما لم تحدث عوائق أو توترات جديدة تؤثر على الأسواق العالمية بشكل مباشر. يُرجع المتابعون هذا التراجع إلى تحسن الأوضاع التجارية العالمية والاتفاقات التي ترفع من حدة التفاؤل، ما يقلل الحاجة إلى الأصول ذات المخاطر المنخفضة مثل الذهب.

عوامل رئيسية تؤثر على الذهب تتراجع وسط عوامل دعم الدولار والاتفاقيات الاقتصادية

يتأثر سعر الذهب بعدة عوامل متشابكة أبرزها توقعات السياسات الاقتصادية والقرارات النقدية التي يترقبها المستثمرون بشدة، لا سيما تلك المتعلقة بأسعار الفائدة والتضخم التي يتداولها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي؛ إذ يعزز ارتفاع عوائد السندات الأمريكية من قوة الدولار ويرفع تكلفة الذهب بالنسبة لحائزي العملات الأخرى، مما يضع ضغطاً إضافياً على سعر المعدن النفيس. في نفس السياق، يُعتبر الذهب ملاذاً آمناً في أوقات الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية، لكن في ظل تحسن العلاقات التجارية وارتفاع شهية المخاطرة للمستثمرين تجاه الأصول الأخرى كالبورصات والسندات، تتراجع مكانته مؤقتاً ويقل الإقبال عليه.

• تأثير الاتفاقات التجارية الإيجابية على تقليل الطلب على الذهب
• ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي ورفع كلفة شراء الذهب بالعملات الأخرى
• صعود عوائد سندات الخزانة يرفع جاذبية الأصول ذات العائد مقابل الذهب
• توقعات السياسيين النقدية ومراقبة المستثمرين لقرارات الفيدرالي الأمريكي
• الأزمات والمخاطر الجيوسياسية تستمر كعامل حياة للذهب كملاذ آمن

مع استمرار تحسن المناخ الاقتصادي العالمي وتماسك الاتفاقيات التجارية بين الدول، يتوقع أن تبقى أسعار الذهب عرضة لتذبذبات قصيرة الأمد دون تسجيل ارتفاعات حادة، خاصة في ظل تفاؤل الأسواق وصعود الدولار في الوقت الراهن، ما يدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم مراكزهم الاستثمارية بعناية.