«تواصل قوي» ملتقى خريجي الجامعات السعودية في البلقان يعزز فرص التعاون الأكاديمي

استقطاب الطلاب الدوليين بات من المواضيع الحيوية التي تحظى باهتمام كبير على مستوى الجامعات السعودية، خاصة في إطار تحديث منظومة التعليم وتعزيز مكانة المملكة عالمياً وفق رؤية 2030، حيث استعرضت ندوة علمية عُقدت في العاصمة الألبانية تيرانا تجربة المملكة في هذا المجال، وأفرزت نقاشات غنية شارك فيها عمداء القبول والتسجيل من عدة جامعات سعودية، حيث تم تناول التحديات والفرص ولغة التعليم وجودة الخدمات التي ترفع من قدر المملكة كمركز تعليمي رائد بين الدول بشتى المجالات.

تجربة استقطاب الطلاب الدوليين ودورها في تعزيز مكانة الجامعات السعودية

شهدت الندوة التي أقيمت برعاية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تعاونًا مع جامعات المدينة المنورة وأم القرى، اهتمامًا خاصًا بتجربة استقطاب الطلاب الدوليين التي تطورت بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية، إذ تم التأكيد على ضرورة تطوير البرامج التعليمية بما يتناسب مع متطلبات الطلبة الأجانب والمحافظة على جودة الخدمات التعليمية، لتوفير بيئة محفزة ومشجعة تسمح للطلاب بالاندماج وتحقيق نجاح أكاديمي وثقافي، مع أنظمة تلتزم بروح المنهج الوسطي المعتدل الذي يعكس القيم الإسلامية الأصيلة.

محاور الندوة المتعلقة باستقطاب الطلاب الدوليين والخدمات التعليمية

تناولت الندوة مجموعة محاور أساسية تعكس أهمية استقطاب الطلاب الدوليين من خلال عدة أوراق عمل قدمها نخبة من الأكاديميين، حيث تمت مناقشة:

• آليات تحسين جودة البرامج الأكاديمية وتطوير المناهج الدراسية تماشياً مع التوجهات العالمية
• الفرص التي تتيحها التقنية الحديثة لخدمة الطلاب الدوليين بما يسهم في مراعاة اختلاف بيئات التعلم
• التحديات اللوجستية والمعوقات المتعلقة بتسهيل إجراءات القبول والتسجيل وتوفير الدعم الطلابي
• إبراز الدور الحيوي للخريجين في نشر قيم الاعتدال والوسطية والدفاع عن العقيدة الإسلامية المستنيرة

وقد شكلت هذه المحاور حجر الأساس لبحث كيفية تعزيز مكانة الجامعات السعودية كمراكز تعليمية ذات سمعة متميزة وجاذبة للطلاب من خارج المملكة.

دور الخرّيجين في تعليم اللغة العربية ونشر الثقافة الإسلامية ضمن استقطاب الطلاب الدوليين

ضمن فعاليات الندوة، جاءت جلسة مهمة تحت عنوان «تعزيز دور الخريجين في تعليم اللغة العربية ونشرها» التي ركزت على أهمية الخريجين السعوديين من جامعات المملكة الذين يعملون في دول البلقان، إذ تم تسليط الضوء على التحديات التي تواجه تعليم اللغة العربية للطلاب الأجانب والحاجة لتوفير برامج ودورات تعليمية متطورة تراعي الفروق الثقافية وتدعم القيم الإسلامية الوسطية، كما قدم المشاركون اقتراحات لتعزيز التعاون بين الجامعات والهيئات التعليمية لضمان استمرار وتأثير جهود الخريجين في نشر العلوم الشرعية واللغة العربية، وتهيئة بيئة تعليمية جاذبة.

يندرج اهتمام استقطاب الطلاب الدوليين في إطار طموحات المملكة لبناء بيئة تعليمية متنوعة ومتطورة، إذ تم التأكيد على دور الاستفادة من الخبرات الميدانية وتبني البرامج الحديثة لتلبية احتياجات الطلبة من مختلف الدول، مع تأمين الدعم الأكاديمي والثقافي الذي يعزز تجربتهم التعليمية، وهذا يشكل ركيزة أساسية تستند إليها الجامعات في المنافسة على الصعيد العالمي، كما يبرز دور الخريجين كجسور تواصل ثقافي تعليمي بين المملكة والعالم.

استقطاب الطلاب الدوليين لا يقتصر على تحقيق الأعداد بل يمتد إلى بناء قيمة تعليمية وشراكة ثقافية تفتح أفق النقاش وتحافظ على هوية علمية معتدلة تنسجم مع رؤية وطن طموح، حيث تُصاغ الخطط باستمرار لتواكب الحاجة للتميز والتنافسية عبر تجارب متنوعة ومعطيات جديدة تضمن نجاح هذا الإستراتيجية بأبعادها الإنسانية والتعليمة؛ كل ذلك في سياق مؤتمر عمق الأفق ووسع الحوار عن دور المملكة دولياً في مشهد التعليم.