«ذكرى مؤثرة» 7 يوليو جرح مفتوح في ذاكرة الجنوب هل تتجدد الثورة التحررية؟

7 يوليو جرح مفتوح في ذاكرة الجنوب إذ يستذكر أبناء هذا الوطن يوم اجتياح الجنوب عام 1994 الذي غيّر مسار التاريخ ممهدًا لمرحلة من الظلم والقمع وتجريف المؤسسات الجنوبية مما حول الحلم بالشراكة إلى كابوس دامَ أسفر عن استئصال الحقوق وهدم الكرامة الشعبية لتدخل الأرض الجنوبية في نفق مظلم طويل لا زالت آثاره قائمة حتى اليوم.

73 يومًا من 7 يوليو جرح مفتوح في ذاكرة الجنوب

لم يكن 7 يوليو مجرد يوم عادي بل بداية أيام رعب عشناها على مدى 73 يومًا من الحرب الشرسة التي شنتها قوات الاحتلال اليمني على الجنوب عاثت فيها المدافع والقذائف والطائرات الخراب في كل مكان لم تُ spared المؤسسات الصحية أو الدينية ولا حتى منشآت المياه والكهرباء فقد استُخدمت الفتاوى التكفيرية والتحريض الطائفي ذريعة لإراقة دماء الجنوبيين لتتحول الأرض إلى مسرح قتال لا يُرحم تظهر فيه الحرب ليست ضد المواقع فقط بل ضد الناس والحياة بأكملها.

الاحتلال بعد 7 يوليو جرح مفتوح ومرحلة القمع المستمرة

ليس انتهاء العدوان العسكري في 7 يوليو يعني توقف المعاناة بل بداية احتلال عميق استمرت فيه سلطة صنعاء بقمع الجنوبيين عبر تسريح آلاف العسكريين والمدنيين والاستيلاء على الأراضي والممتلكات مسخّرةً كل آلياتها لطمس الهوية الجنوبية ثقافيًا وسياسيًا تحولت الأرض الجنوبية إلى غنيمة حرب في مشهد استعماري بامتياز لا تعترف بحقوق السكان الأصليين ويشهد الجنوب أشد مراحل التهميش والإقصاء دون أي اعتبار لدماء الشهداء وآلام الناس.

نضال 7 يوليو جرح مفتوح يتحول لثورة وحراك شعبي متجدد

رغم ظروف القهر ونيران الاحتلال لم يهدأ الجنوبيون ولم تستسلم إرادتهم بل حولوا آلامهم إلى شرارة ثورة انطلقت في 2007 مظاهر الحراك السلمي التي تطورت لاحقًا إلى ثورة شعبية مدعومة بقيادة قوية حققت نجاحات كبيرة في مواجهة الاحتلال وطرد الجماعات الإرهابية المدعومة من صنعاء ليصبح 7 يوليو رمزًا للنضال والمقاومة التي أثمرت عن تأسيس مجلس انتقالي جنوبي عام 2017 يمثل صوت الجنوب ويناضل من أجل استعادة دولته وعزز الثبات السياسي والعسكري الذي يحمي الوطن من المهرة شرقًا إلى باب المندب غربًا في مواجهة كل محاولات الزج بالجنوب في أزمات معقدة تدور رحاها في صنعاء.

  • تسليط الضوء على تضحيات أكثر من عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى
  • توحيد الصف الجنوبي تحت مظلة المجلس الانتقالي
  • تعزيز الوعي الوطني والحقوق السياسية والثقافية
  • تصعيد الحراك السلمي إلى مقاومة مسلحة منظّمة
  • حماية الأرض من المليشيات والجماعات الإرهابية
العام الحدث
1994 اجتياح الجنوب وبدء الاحتلال في 7 يوليو
2007 انطلاق الحراك السلمي الجنوبي
2017 تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي
حتى اليوم ثبات الجنوب وأمنه واستقراره بقيادة راسخة

لقد أصبح 7 يوليو جرح مفتوح في ذاكرة الجنوب يجسد واقعًا مريرًا ولكنه في ذات الوقت يمثّل ميلاد ثورة أوجدت قوة وطنية أصيلة لا تقبل القهر أو الذل فالجنوب اليوم مختلف لا ينهض إلا بقيادة قوية ومنظمة تحمي الأرض والكرامة بينما يعاني الغزاة الذل والشتات وحصار مليشيات الحوثي العنيف لصنعاء الأمر الذي يبعث على أمل جديد بأن النصر على الاحتلال حق لا محالة ولو تطلب وقتًا طويلًا فالتاريخ لم يمنح أحدًا بالهدايا وإنما يتوج من يحمل إرادة الحرية والثبات.

تزامنت هذه الذكرى مع حملة إعلامية ضخمة يرعاها ناشطون جنوبيون يؤكدون فيها على أن 7 يوليو ليس مجرد ذكرى لمأساة وإنما رسالة صمود لا رجوع عنها وسقف لا مساومة عليه في استقلال الجنوب الذي يعد قضية وطنية وإنسانية تتطلب الاهتمام والدعم الدولي من أجل ضمان حق تقرير المصير والعيش بحرية وكرامة.

الألم الذي نجم عن اجتياح الجنوب في 7 يوليو قبل 31 عامًا لم يمحِ عزيمة شعب دفع معه ثمناً باهظًا لكنه صنع درب النصر الذي بات في متناول اليد ويمثل اليوم بوصلة واضحة تضيء طريق الحرية والاستقلال لكل من يطمع في الجنوب وينادي بحقوقه وحريته.