«توقف مفاجئ» حريق سنترال كيف أثر على المصالح الحكومية وشغل الرأي العام؟

حريق سنترال رمسيس أحدث أزمة كبيرة في قطاع الاتصالات والإنترنت في مصر، إذ تسبب الحادث في توقف مفاجئ وشامل لخدمات الاتصالات ما أثر بشكل مباشر على عمل البنوك والمستشفيات والمطارات، وأثار تساؤلات حائرة حول مدى جاهزية البنية التحتية الرقمية وقدرتها على التعامل مع الطوارئ، فالحريق كشف نقاط ضعف كبيرة تحتاج إلى معالجة سريعة وحاسمة لضمان استمرارية الخدمات الحيوية.

حريق سنترال رمسيس وتأثيره على البنية التحتية الرقمية

انحسر تشغيل خدمات الاتصالات والإنترنت فجأة مساء الإثنين، قبل أن يتبين أن السبب الرئيسي هو اندلاع حريق في سنترال رمسيس، ما أدى إلى شلل شامل في البنية التحتية الرقمية على مستوى الجمهورية؛ وتسبب ذلك في تعطيل فوري لأنظمة البنوك، مضاعفات في خدمات المستشفيات، وتعطل أنظمة الاتصال في المطارات، ما أدى إلى تأخير الرحلات؛ وهاجم النائب الدكتور فريدي البياضي البيان المتأخر الصادر عن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، مشيرًا إلى أن الحادث يفضح هشاشة كبيرة في أنظمة الوقاية وخطط الطوارئ المعمول بها، وغياب الأمان الرقمي، إلى جانب التعويل المفرط على مركز تشغيل وحيد يتحكم في أغلب الخدمات.

حريق سنترال رمسيس يدفع نحو تحقيق عاجل ومحاسبة واضحة

طرح النائب البياضي تساؤلات محورية حول جدوى أنظمة الحماية والرقابة القائمة، متسائلًا عن احتمال توقف مصالح ملايين المواطنين بسبب نقطة تشغيل واحدة فقط، ومدى استحقاق مصر أن تُعتبر دولة رقمية فعلاً؛ ودعا إلى فتح تحقيق عاجل وشفاف لتحديد ملابسات الحريق، مع إعلان النتائج للرأي العام وتوضيح المسؤوليات، إضافة إلى محاسبة كل مقصر في تأمين المنشآت الحيوية للاتصالات، مع التأكيد على أهمية كشف مكامن الضعف لمنع تكرار مثل هذه الأحداث التي تعرض الأمن القومي للخطر.

خطة وطنية عاجلة للتعامل مع تداعيات حريق سنترال رمسيس

طالب البياضي بوضع خطة قومية لإعادة هيكلة قطاع الاتصالات تضمن إنهاء الاعتماد على مركز تشغيل وحيد، وخلق مراكز تشغيل احتياطية موزعة لتوزيع الأحمال، مع تطوير أنظمة الوقاية والصيانة بشكل مستمر، وفرض آليات تضمن استمرارية الخدمات الحيوية حتى في حالات الطوارئ؛ وتشمل هذه الخطة الخطوات التالية:

• إنشاء مراكز تشغيل احتياطية جغرافياً لتجنب الاعتماد على مركز واحد
• تطوير أنظمة الصيانة الوقائية لتعزيز سلامة الشبكات
• تطبيق خطط طوارئ واضحة وسريعة التعامل مع الأزمات
• تحسين أنظمة الرقابة والمراقبة التكنولوجية لمراقبة المخاطر

إن حريق سنترال رمسيس لم يكن مجرد حادث عابر، بل كشف عن هشاشة حقيقية تهدد الأمن القومي، مما يتطلب من الدولة تبني حلول فعالة وعاجلة تحمي شبكات الاتصالات، وتعيد الثقة في قدرة مصر على مواجهة أي أزمة رقمية مستقبلية مهما كانت طبيعتها.