«تصاعد التوتر» أزمة كشمير هل تؤدي إلى مواجهة جديدة بين الهند وباكستان

كشمير تحمل في طياتها صراعات قديمة لا تنفك تتجدد بين الهند وباكستان، وخاصة بعد الهجوم الأخير الذي استهدف زوارًا هندوسًا في المنطقة، ما أشعل مجددًا فتيل التوتر العسكري والدبلوماسي بين الجارتين. هذه الأرض الجبلية لم تكن يومًا فقط منطقة جغرافية، بل رمزًا لتاريخ طويل من النزاعات والصراعات التي ترفض أن تأخذ أنفاسها.

تصعيد الأزمة في كشمير يعيد شبح الحروب بين الهند وباكستان

في أبريل 2025، عاد التوتر بين الهند وباكستان إلى الواجهة بعد هجوم مسلح استهدف مجموعة من السياح الهندوس في الجانب الهندي من كشمير، مخلفًا وراءه ستة وعشرين قتيلًا، ما أثار غضبًا هائلًا في نيودلهي التي وجهت أصابع الاتهام إلى جماعات متشددة موالية لإسلام أباد، معتبرة أن الهجوم جزء من حملة إرهابية منظمة، في حين نفت باكستان أي تورط وطالبت بإجراء تحقيق دولي محايد لكشف حقيقة ما حدث، وبعد هذا الحادث تحولت أجواء المنطقة إلى مشحونة للغاية، مع مخاوف تدور حول احتمال انزلاق الصراع إلى مستوى أكثر خطورة يكون له أثره ليس على البلدين فقط، بل على استقرار جنوب آسيا بأكملها.

ردود فعل تصعيدية في كشمير تزيد التوتر بين القوتين النوويتين

جاءت ردود الهند موجعة، حيث شنت ضربات جوية على مواقع داخل الأراضي الباكستانية، مستهدفة بنية تحتية قالت نيودلهي إنها تستخدم لدعم الإرهاب، أعلنت باكستان أن العمليات استهدفت ستة مواقع وأدت إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، وانطلقت تبادلات إطلاق النار والمواجهات المسلحة على خط السيطرة في كشمير، مع قيام الطرفين بتجميد الاتفاقيات وتعليق العلاقات الدبلوماسية، ما أدخل المنطقة في حالة توتر عسكري غير مسبوق منذ سنوات، وبرز ذلك واضحًا في تطابق التصريحات وتصعيد لهجة الاتهامات بين الهند وباكستان التي تتقاطع مصالحهما وتتصادم في علاقات معقدة تُشرف عليها ملفات أمنية واقتصادية وسياسية متعددة.

كشمير طريق طويل من النزاعات المتكررة وتصاعد متجذر

الصراع في كشمير ليس وليد اليوم بل هو نتيجة متراكمة لأحداث وحروب متتالية شهدتها المنطقة، منذ حرب كارجيل في 1999 التي بدأت بتسلل قوات باكستانية إلى المواقع الهندية، مرورًا بهجمات مثل الهجوم على البرلمان الهندي عام 2001 الذي أودى بحياة تسعة أشخاص، وجرائم تفجير مومباي عام 2008 التي خلفت 166 قتيلًا، إضافة إلى الهجمات المتكررة في 2016 و2019 على الجانب الهندي من كشمير، حيث تبادل الطرفان الاتهامات والعمل العسكري في الجو والبر وحتى إسقاط طائرات، وهو ما يؤكد أن أزمة كشمير تتخطى كونها نزاعًا حدوديًا لتصبح حيّزًا يستخدمه الطرفان في الترويج لمواقفهما السياسية والعسكرية.

• حرب كارجيل عام 1999 وتأثيرها على التوتر الإقليمي
• الهجوم على البرلمان عام 2001 وتبعاته الأمنية
• تفجيرات مومباي 2008 وتداعياتها الدولية
• تصاعد الهجمات في كشمير خلال 2016 و2019
• تطورات أبريل 2025 والهجوم الأخير

خطوات جديدة في تصعيد الأزمة تتبعها القوتان النوويتان في كشمير

بعد حادث أبريل 2025، اتخذت الهند إجراءات دبلوماسية حازمة شملت تعليق معاهدة نهر السند التي تنظم استغلال الموارد المائية منذ عام 1960، بالإضافة إلى إلغاء التأشيرات الخاصة بالباقات، وإغلاق المجال الجوي أمام الطيران الباكستاني، في رد مماثل أعلنت إسلام أباد بوقف كامل للتبادل التجاري مع الهند، حتى عبر الدول الوسيطة، ما يعكس رغبة الطرفين في توتير العلاقات بشكل غير مسبوق، وتدمير الخطوط الدبلوماسية المفتوحة، الأمر الذي ينذر بتصعيد أكبر قد يهدد الاستقرار في جنوب آسيا ويكرر سيناريوهات الأزمات السابقة بحجم ومخاطر أكبر.

الضغط الدولي مستمر للبحث عن حلول دبلوماسية، لكن حتى الآن لا توجد بوادر قوية لاتفاق مستدام، خاصة مع استمرار عدم وجود آليات حوار فعالة، والتعنت في المواقف المرتبطة بالملف الكشميري، ما ينذر بأن التوترات قد تزداد دون تدخل ذو وزن من قوة عالمية قادرة على تهدئة النزاع.

تظل كشمير، كما كانت دائمًا، نقطة حادة في علاقات الهند وباكستان، تسقيها ذكريات الصراعات القديمة، وترسم ملامح توترات جديدة تلوح في أفق المنطقة والعالم، والقلق يتصاعد مع امتلاك الطرفين ترسانة نووية، مما يجعل حدوث مواجهة مسلحة كارثة ممكنة تتطلب مراقبة دولية عاجلة.