«شهادات حية» وثق جرائم جيش بشار الأسد كيف التقى أحمد الشرع قيصر في باريس؟

لقاء الشرع وقيصر حمل أصداء قوية تعكس تحولًا تاريخيًا في المشهد السوري، فقد جمع هذا اللقاء بين الرئيس السوري أحمد الشرع والناشط فريد المذهان المعروف بـ”قيصر” الذي وثّق صورًا مأساوية تعكس فظائع نظام الأسد، في خطوة يرنو فيها النظام الجديد نحو فتح باب العدالة والمساءلة بعد أعوام من الصمت والتعقيد؛ هذه الخطوة جاءت متزامنة مع زيارة الشرع الرسمية الأولى إلى باريس التي تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي وإعادة إعمار سوريا

لقاء الشرع وقيصر: فتح باب المساءلة والعدالة في سوريا

يُعد لقاء الشرع وقيصر في باريس حدثًا تاريخيًا يحمل العديد من الدلالات، إذ جمع اللقاء بين المسؤولين الحكوميين وبين فريد المذهان الذي سرب آلاف الصور التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان داخل سجون النظام السوري، ليكون السبب في تشديد العقوبات الدولية المعروفة بـ”قانون قيصر”، وتطبيقها ضد النظام وأجهزته الأمنية ويتزامن اللقاء مع مباحثات بين الشرع والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن ملف إعادة الإعمار والتعاون الاقتصادي، في إطار سعي النظام إلى الخروج من حالة العزلة الدولية التي استمرت رغم 14 عامًا من الصراع الدموي، ويعكس اللقاء رغبة فعلية في استئناف مسارات العدالة الانتقالية التي قد تكون بداية لتغيير سياسي كاملاً

كيف حبس لقاء الشرع وقيصر الملفات القديمة وفتح آفاقًا جديدة للعدالة

يأتي لقاء الشرع وقيصر كنتيجة طبيعية لمسار طويل بدأ عندما كشف فريد المذهان، أو “قيصر”، عن هويته الحقيقية بعد عقد من الزمن في خضم أجواء سقوط النظام السابق، ومنذ عام 2011 كان مكلفًا بتوثيق صور التعذيب الوحشي الذي تعرض له آلاف المعتقلين في السجون السورية، وقبل انشقاقه وتهريبه لأكثر من 55 ألف صورة حُصلت ثم استخدمت كأدلة دامغة أمام المجتمع الدولي، وحتى صدور قانون “قيصر” الأمريكي الذي فرض عقوبات اقتصادية صارمة، كما نفذت عدة دول أوروبية تحقيقات تطال رموز نظام الأسد بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وهذه الخطوات تبرز الدور الحيوي الذي يلعبه توثيق الفظائع في إدخال سوريا مرحلة العدالة الانتقالية المسؤولة عن تحقيق الإنصاف للضحايا وتصفية حسابات الماضي

  • توثيق الصور المروعة التي تثبت الانتهاكات
  • نشر الأدلة دوليًا وتحفيز المجتمع الدولي على التحرك
  • فرض العقوبات من خلال قانون “قيصر” والتدابير الأوروبية
  • دعم تشكيل هيئة العدالة الانتقالية للبدء في المحاسبة

العدالة الانتقالية وانعكاساتها في ضوء لقاء الشرع وقيصر

شهدت سوريا تحولات مهمة منذ مارس الماضي عندما وقّع الشرع على الإعلان الدستوري الجديد، الذي يتضمن تشكيل هيئة معنية بالعدالة الانتقالية تعمل على تحديد سبل المساءلة ومعرفة الحقائق وإحقاق حقوق الضحايا، ويُنظر إلى لقاء الشرع وقيصر أيضًا على أنه مؤشر على بداية تطبيق فعلي لهذا النهج والابتعاد تدريجيًا عن ثقافة الإفلات من العقاب، ولتوضيح ملامح هذه الخطوات نعرض الجدول التالي الذي يقارن بين مراحل العدالة السابقة والمسار الجديد بعد اللقاء:

البعد قبل لقاء الشرع وقيصر بعد لقاء الشرع وقيصر
التوثيق مدعوم بأدلة قوية من صور قيصر
التحقيق الدولي محدود ومتوتر توسع في فتح ملفات جنائية
الدعم الدولي عزلة وعقوبات مباحثات دولية لتعزيز التعاون
آليات العدالة غير واضحة هيئة عدالة انتقالية تشارك حقوقياً

نستطيع ملاحظة أن لقاء الشرع وقيصر أعاد ديناميكية إيجابية لمسار إعادة بناء سوريا وتقديم ملف العدالة بشكل أكثر شفافية ونضجاً، وقد يقود ذلك إلى نتائج مهمة على الصعيد الداخلي والدولي مع فتح ملفات جديدة تستعيد الحقوق وتعيد التوازن بعد سنوات من القمع والدمار

بهذا الشكل تحتضن سوريا مرحلة جديدة لا تحمل فقط أثرات رمزية بل تحديات حقيقية تتعلق بإنصاف الضحايا، إعادة بناء المؤسسات، وتوطيد السلام الاجتماعي، مع بزوغ أمل أن يتحول لقاء الشرع وقيصر إلى منطلق لرحلة مستمرة تضيء طريق سوريا نحو مستقبل تسوده العدالة والاستقرار