«تأثيرات غريبة» الشوكولاتة ساحت والبديل خروب هل تحمي صحتك فعلاً أم تسبب ضررًا؟

الشوكولاتة ساحت والبديل خروب تعاني صناعة الشوكولاتة اليوم من ضغوط غير مسبوقة تهدد استقرارها بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتفشي فيروس تورم الكاكاو الذي دمر مساحات واسعة من مزارع الكاكاو في أفريقيا، كما أدت هذه الأزمات إلى رفع غير مسبوق في أسعار الكاكاو ما أثر مباشرة على أسعار الشوكولاتة حول العالم وسط توجه متزايد نحو البحث عن بدائل نباتية تتجاوز الاعتماد التقليدي على الكاكاو.

الشوكولاتة ساحت والبديل خروب والتغيرات المناخية التي تضرب زراعة الكاكاو

في غرب أفريقيا، المصدر الرئيسي لأكثر من 70% من إنتاج الكاكاو عالمياً، أحدثت التغيرات المناخية ندوباً متعمقة في هذا القطاع الحيوي، حيث ارتفعت درجات الحرارة لأكثر من 32 درجة مئوية لفترات امتدت لأكثر من ثلاثة أسابيع بشكل سنوي خلال العقد الماضي، مما أثر سلبًا على نمو أشجار الكاكاو وخصوبتها، وهذا الأمر جاء متزامنًا مع انتشار مرض تورم الكاكاو الذي أصاب أكثر من 81% من مناطق زراعة الكاكاو في غانا، إضافة إلى تفشيه في ساحل العاج، وهو ما أضعف الإنتاج بشكل كبير وفقًا لتقارير “إيكنوميك تايمز” و”NYPost” على حد سواء، وبات الخوف يشوب الأسواق مع توقعات بعجز عالمي في توريد الكاكاو يتراوح بين 374 ألف و500 ألف طن لموسم 2023-2024.

تداعيات أزمة الشوكولاتة ساحت والبديل خروب على الأسعار والعلامات التجارية الكبرى

تأثرت أسعار الكاكاو بشكل مباشر بهذه الأزمات، حيث قفز سعر الطن الواحد من 2000 دولار منتصف عام 2023 إلى أكثر من 12000 دولار في بداية 2024، وهو ما دفع شركات كبرى مثل Hershey’s وMars وLindt إلى زيادة أسعار منتجاتها بين 20% و45%، مما جعل العديد من المستهلكين يعانون من ارتفاع ملحوظ في تكلفة الشوكولاتة، بالإضافة إلى تفاقم المضاربات في الأسواق المالية التي زادت من حدة الأزمة واضطرابات سلسلة التوريد، كما أضافت الضرائب البيئية الأوروبية والقيود الجمركية الأمريكية أعباء إضافية على الصناعات ومستهلكي الشوكولاتة، ما أدى إلى تخفيض حجم الإنتاج أو رفع الأسعار بشكل أكبر.

الاعتماد الهش على الإنتاج في غرب أفريقيا وتأثيره على مستقبل الشوكولاتة ساحت والبديل خروب

ساحل العاج تستحوذ على 42% من إنتاج الكاكاو العالمي بما يعادل 2.38 مليون طن سنويًا تليها غانا بحوالي 654 ألف طن، أما الدول الأخرى كالإكوادور والبرازيل وإندونيسيا فتأتي بحصص أقل، لكن التوزيع الجغرافي الضيق للمناخ الملائم للكاكاو يجعل العالم يعتمد اعتمادًا شديد الضعف على هذه الدول، مما يجعل الأسواق العالمية عرضة لصدمات قوية عند أي اضطراب في هذه المنطقة، فتقل الكميات المتاحة وتزداد الأسعار بشكل مفاجئ ويكون المستهلك في مواجهة مباشرة مع أزمة في توفر الشوكولاتة وجودتها على حد سواء.

• احتواء أوبئة زراعة الكاكاو ومكافحتها بطرق جديدة ومتطورة
• تطوير أصناف مقاومة للتغيرات المناخية وأمراض النباتات
• تنويع مصادر الإمداد وتقليل الاعتماد الجغرافي الضيق
• تشجيع البحث في البدائل النباتية والشوكولاتة المصنوعة من الخروب ومكونات أخرى

الشوكولاتة ساحت والبديل خروب في مواجهة تحديات المستقبل

مع استمرار التحديات المناخية وانتشار الأمراض، بدأ تركيز صناعة الشوكولاتة ينحو نحو تقديم بدائل لا تعتمد على الكاكاو مثل الخروب (Carob) وبذور العنب، الشوفان، وفول دوار الشمس، حيث تقدم هذه البدائل مذاقات مشابهة بدرجات متفاوتة وتكاليف إنتاج أقل، مثل منتج “ChoViva” الألماني الذي يجمع بين بذور عباد الشمس والعنب، وشركة Voyage Foods في الولايات المتحدة التي تبنت الشوفان وبذور عباد الشمس لابتكار بدائل الشوكولاتة وترويجها في متاجر “وولمارت”. ورغم هذه الابتكارات، يبقى مخزون الكاكاو في بورصات لندن ونيويورك متدنياً بشكل غير مسبوق مع 21 ألف طن فقط مقارنة بـ100 ألف طن سابقاً ما يعكس هشاشة المعروض ويجعل الأسواق معرضة لتقلبات حادة وأسعار مرتفعة مستمرة بانتظار حلول مستدامة

من المتوقع أن يشهد المستهلكون خلال السنوات القادمة تفاوتًا ما بين دفع المزيد مقابل الشوكولاتة الأصلية أو التعود على الطعم الجديد للبدائل النباتية التي قد تصبح الخيار السائد في ظل الظروف الحالية.