«تراجع مفاجئ» الذهب يفقد بريقه عالميًا مع تهدئة التوترات التجارية وتراجع الفائدة

الذهب يشهد تراجعًا ملحوظًا في الأسواق العالمية خلال الأسبوع الحالي، بعد إعلان الولايات المتحدة تمديد مهلة فرض الرسوم الجمركية وتأجيلها حتى مطلع أغسطس، إضافة إلى تأكيدات إيجابية تخص اتفاقيات تجارية جديدة، مما قاد إلى انخفاض الطلب على الذهب كملاذ آمن وتحول اهتمام المستثمرين نحو أدوات مالية ذات مخاطر أعلى، وهذا التراجع يعكس حالة تفاؤل حذر تجاه مستقبل التجارة العالمية.

تأثير تمديد الرسوم الجمركية على أسعار الذهب

يُعد تمديد مهلة فرض الرسوم الجمركية الذي أعلنته الإدارة الأميركية عاملًا رئيسيًا في هبوط أسعار الذهب، إذ أضفى هذا القرار نوعًا من الاستقرار المؤقت على الأسواق، كما زاد الثقة بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاقيات تجارية تخفف من التوترات الحالية بين الولايات المتحدة وشركائها الاقتصاديين، وقد أدى هذا الهدوء النسبي إلى تقليل الحاجة إلى الذهب كأداة تحوّط في مواجهة المخاطر الاقتصادية، فتراجعت أسعار الذهب الفورية بنسبة 0.6% لتصل إلى 3314.21 دولارًا للأونصة، فيما انخفضت العقود الآجلة بنسبة مماثلة وسجلت 3322 دولارًا للأونصة، وبالتالي يظهر أن تمديد الرسوم الجمركية يعمل على تغيير موازين العرض والطلب في سوق المعادن الثمينة.

التوقعات المتجددة للسياسة النقدية الأميركية وتأثيرها على أسعار الذهب

تلعب توقعات السياسة النقدية لدولة كبرى مثل الولايات المتحدة دورًا حاسمًا في تحريك أسعار الذهب، حيث أن التراجع في الرهانات على خفض سريع لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي يدعم انخفاض أسعار الذهب، فالعقود الآجلة تشير الآن إلى احتمال خفضين فقط بمقدار ربع نقطة مئوية لكل منهما حتى نهاية العام، وهو ما يقلل من فرص ارتفاع الذهب الذي ينافسها كاستثمار آمن، وعليه فإن المستثمرين بدأوا يميلون إلى أدوات مالية تحمل مخاطر أعلى بسبب إشارات التفاؤل الحذر تجاه الاقتصاد العالمي، مما يزيد من ضغط البيع على الذهب ويخفض من قيمته السوقية.

تراجع جماعي في أسعار المعادن النفيسة وأسواق الذهب العالمية

لا يقتصر الانخفاض في أسعار الذهب على هذا المعدن حصريًا، بل تشمل التراجعات جميع المعادن النفيسة الأخرى التي تأثرت بالمفاوضات والقرارات الجمركية العالمية، حيث شهدت الفضة انخفاضًا بنسبة 0.8% لتصل إلى 36.81 دولارًا للأونصة، وانخفض البلاتين بنفس النسبة ليسجل 1380.55 دولارًا، أما البلاديوم فقد فقد حوالي 1% من قيمته ليتداول عند 1123.31 دولارًا للأونصة، وهذا الانخفاض الجماعي يعكس مدى حساسية السوق وأهمية تطورات التجارة الدولية على تحركات المعادن الثمينة؛ فالذهب وغيره من المعادن يظل مؤثرًا بوضوح نتيجة كل تحول اقتصادي أو جيوسياسي مفاجئ.

  • الفضة: انخفاض بنسبة 0.8% إلى 36.81 دولارًا للأونصة
  • البلاتين: تراجع بنسبة 0.8% ليصل 1380.55 دولارًا
  • البلاديوم: هبوط 1% مسجلًا 1123.31 دولارًا
المعدن السعر الحالي للأونصة (دولار) نسبة التغيير
الذهب (فوري) 3314.21 -0.6%
العقود الآجلة للذهب 3322 -0.6%
الفضة 36.81 -0.8%
البلاتين 1380.55 -0.8%
البلاديوم 1123.31 -1%

في ظل التطورات التجارية والسياسات الجمركية الأميركية الإيجابية، يشهد الذهب حالة من التراجع المؤقت، لكن استمرار حالة الغموض حول قرارات الفيدرالي يبقي الأسواق في حالة تأهب، ويحسب المستثمرون حساب أي تغييرات جديدة قد تؤدي إلى تحولات مفاجئة في سعر الذهب.