«تأثير كبير» يوم التحرير الذهب كيف غيّرت مهلته شهية المخاطر في السوق

مهلة «يوم التحرير» تضرب الذهب ليست عبثًا في تحريك أسعار المعدن النفيس كما هي العادة بل جاءت لتعيد تشكيل المشهد الاقتصادي بتأثير واضح على شهية المخاطر لدى المستثمرين الذين لجأوا إلى مراجعة مراكزهم مع أطراف النزاع التجاري بين الولايات المتحدة وحلفائها ما أدّى إلى تقلبات قوية على مستوى أسعار الذهب خاصة مع إحراز تقدم في الاتفاقيات التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما دفع المستثمرين إلى تقليص الطلب على الذهب الملاذ الآمن.

مهلة «يوم التحرير» وأثرها على أسعار الذهب وشهية المخاطر

مع بداية تداولات اليوم، عكست أسعار الذهب اتجاهها الصاعد الذي شهدته نهاية الأسبوع الماضي، لتسجيل تراجع ملحوظ وصل إلى حوالي 30 دولارًا للأونصة، ما يعادل 0.8% في السوق الفوري بينما انخفضت العقود الأميركية الآجلة تسليم أغسطس بنحو 27 دولارًا أو 0.7% تقريبًا، لتقترب مستويات الأسعار من حدود 3305 دولارًا في السوق الفوري ونحو 3320 دولارًا في السوق العقودي، بعد أن سجل الذهب مكاسب بلغت 2% خلال الأسبوع الماضي، لكنّه أبعد من أعلى سعر سجله عند 3509 دولارات.

يقول محللون إن تمديد مهلة الرسوم الجمركية لفترة إضافية، التي سمّاها ترامب «يوم التحرير»، أسهم في تقييد الطلب على الذهب، حيث أن توصل الولايات المتحدة إلى تقدم في محادثات تجارية حد من مخاطر السوق، وقلل من الضغوط على المعدن النفيس الذي يُعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين.

مهلة «يوم التحرير» وتعريفات ترامب وتأثيرها على شهية المخاطر

لا بد من التأكيد على أن التأثير الأساسي وراء التراجع الحاد لأسعار الذهب يرتبط بما أعلنه ترامب عن قرب الانتهاء من صياغة اتفاقيات تجارية جديدة وإخطار الدول المعنية بالتعريفات الجمركية التي قد تُفرض عليها، وبهذا يصبح إرجاء تنفيذ معظم التعريفات الأساسية، باستثناء تلك بنسبة 10% التي كان من المفترض انتهاؤها في التاسع من يوليو، فرصة لإعطاء مهلة تصل إلى ثلاثة أسابيع قبل أي تطبيق فعلي.

هذا الإرجاء المُعلن جاء إثر خسائر سوق الذهب بعد الارتفاع الكبير الذي شهده في أبريل، حينما فرضت الرسوم الجمركية ابتدائياً بنسبة 10% على معظم الدول مع إضافات تصل إلى 50%، ما دفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة، وحديث كلفن وونغ، كبير المحللين في «أواندا»، يوضح أن هذا التمديد القصير ساهم في التراجع اليومي للأسعار وأثر في تراجع شهية المستثمرين للمخاطرة، حيث انخفض الطلب على الملاذات الآمنة.

مهلة «يوم التحرير» بين توقعات الفائدة ودعم قانون الضرائب وتأثيره على الذهب

علاوة على ما سبق باتت الأسعار معرضة لمزيد من الضغوط بسبب المخاوف التي تنتاب الأسواق حيال ارتفاع التضخم الناتج عن الرسوم الجمركية، ما دفع المتداولين إلى تعديل توقعاتهم بخصوص تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي؛ حيث تظهر العقود الآجلة أن الأسواق لم تعد تتوقع خفضًا للأسعار هذا الشهر، بل خفضين فقط خلال عام 2019 وبمعدل ربع نقطة مئوية لكل مرة.

على الجانب الآخر، يبقى قانون ضرائب ترامب عاملاً داعمًا لسعر الذهب، رغم المخاطر المرتبطة بزيادة الدين الوطني الأميركي الذي تشير التقديرات إلى ارتفاعه بمقدار 3.4 تريليون دولار خلال العقد القادم بسبب هذا القانون، إلّا أن تقارير سوق العمل التي تشير إلى زيادة أكبر من المتوقع في عدد الوظائف وانخفاض معدل البطالة، تعطي الاحتياطي الفيدرالي مساحة للانتظار قبل خفض أسعار الفائدة.

• إعلان تمديد مهلة الرسوم الجمركية حتى نهاية يوليو
• تراجع سعر الذهب بنحو 0.8% في السوق الفوري
• تعديل توقعات خفض أسعار الفائدة إلى مرتين في العام
• دعم محدود للذهب من قانون الضرائب رغم زيادة الدين
• تحسن بيانات سوق العمل الأميركية وتراجع البطالة

تشير تحليلات بنك أستراليا الوطني إلى أن مرونة سوق العمل تمنح الاحتياطي الفيدرالي فرصة للانتظار قبل تطبيق خفض جديد في أسعار الفائدة، مع توقعات متزايدة بإمكانية إجراء ثلاث تخفيضات خلال العام ربما تبدأ في يوليو، بينما أشار رئيس البنك المركزي جيروم باول إلى أنه يريد مزيدًا من الوضوح بشأن تأثير الرسوم الجمركية على التضخم قبل اتخاذ أي قرارات.

في ظل هذا المشهد المتقلب، يبقى الذهب بريقه يزداد مع الضبابية الاقتصادية والجيوسياسية، حيث يجد المستثمرون فرصة للاستثمار فيه كملاذ آمن في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة التي تجعل أصول الذهب أكثر جاذبية إلى جانب تقلبات الأسواق العالمية.