«ذكرى مؤثرة» 7 يوليو ذاكرة جنوبية لا تُنسى وجرح عميق مستمر

7 يوليو هو يوم محفور في ذاكرة الشعب الجنوبي، فهو علامة سوداء لا تُمحى في تاريخ الجنوب، إذ شهد احتلالًا عسكريًا وقبليًا نفّذته قوى صنعاء، مُلحقة أضرارًا نفسية وسياسية واجتماعية لم تُشفى حتى اليوم، حيث لم يكن مجرد اجتياح عسكري بل جريمة كبرى غيرت مجرى الحياة الجنوبية وأثرت على هوية شعب بأكمله.

كوارث 7 يوليو.. ذاكرة جنوبية لا تنسى من التسريح والنهب والتهميش

شهد 7 يوليو تسريح أكثر من 180 ألف عسكري جنوبي بشكل قسري، إلى جانب إغلاق عشرات المصانع والمنشآت الإنتاجية التي كانت تُشغل آلاف العمال، مع إحلال عسكري ووظيفي من أبناء الشمال بدلاً عنهم، ما أدى إلى تهميش ممنهج لكل ما هو جنوبي، وتدمير البنية الاقتصادية والاجتماعية التي كان يعتمد عليها الجنوب في وطنه الأصلي، وهذا اليوم لم يكن محض حكاية نزاع بل عملية عقاب مستمرة دمرت حياة آلاف الأسر.

7 يوليو وتحول الذكرى.. من يوم النكبة إلى شرارة الحراك الجنوبي السلمي

لم يستسلم الجنوبيون لإرهاب 7 يوليو بل حولوه إلى شعلة ثورة، إذ انطلق الحراك السلمي في العام 2007، مستفيدًا من روح الصمود والتحدي، رافضًا لنسيان ما حدث، ومطالبًا باستعادة الكرامة والسيادة التي فقدها الجنوب في ذلك اليوم الأسود، حيث تشكل هذا الحراك نقطة انطلاق جديدة لإعادة كتابة التاريخ من منظور جنوبي يسمح بنهضة تحررية وسلمية تتجاوز الألم والمعاناة، وهو أيضًا إشارة بأن الذاكرة الجنوبية لن تسمح بطمس الحقوق مهما بلغت التحديات.

العنصر الوضع قبل 7 يوليو الوضع بعد 7 يوليو
القوات العسكرية الجنوبية 180 ألف جندي معترف بهم تم تسريحهم بشكل قسري
المصانع والمنشآت عشرات المنشآت الإنتاجية تعمل بكامل طاقتها إغلاق معظمها وتسريح آلاف العمال
التمثيل السياسي الشراكة في الوحدة مع الحقوق واضحة تحول الجنوب إلى تابع مهان

قوة 7 يوليو في الذاكرة الجنوبية.. من الإقصاء إلى تنظيم القيادة الوطنية الراهنة

رغم القمع والنهب المتواصل منذ 7 يوليو، نجح الجنوب في بناء قيادة سياسية وعسكرية صلبة متمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة اللواء عيدروس الزُبيدي، التي استطاعت إعادة القضية الجنوبية إلى صدارة الاهتمام الإقليمي والدولي، وهو ما يبرهن أن جرح 7 يوليو لا يزال مفتوحًا لكنه يشكل أيضًا دافعًا لبذل المزيد من الجهود لاستعادة الدولة، إذ إن مشروع الاستقلال لم يعد فكرة بل هو واقع يتنفسه الأبطال يوميًا، ويستلهمه الشعب عبر الأجيال وينسجه على أساس وعي وطني جديد.

  • تسليط الضوء على الجرائم المرتكبة بحق الجنوب
  • التأكيد على أن 7 يوليو كان حرب استئصال وليس خلافًا سياسيًا فقط
  • دعم الحراك السلمي وتطويره كوسيلة للنضال الوطني
  • التواصل عبر منصات التواصل الاجتماعي لترسيخ الذاكرة الجمعية
  • التوجه نحو بناء دولة جنوبية مستقلة تحترم الهوية والسيادة

ذكرى 7 يوليو ليست فقط حدثًا تاريخيًا بقدر ما هي جرح لم يندمل، وشهادة على فشل الوحدة المشؤومة التي حولت الجنوب إلى مسرح للإقصاء والنهب، فالجنوب اليوم يعلم جيدًا أن ذاكرته الجمعية لن تسمح له بالعودة إلى الوراء، وأن طريقه نحو الاستقلال واضح المعالم، يحفظ للعزة مكانتها، ويبني أجيالًا تحمل شعلة الكرامة والسيادة.