«درس تاريخي» ذكرى 7 يوليو شهادة على فشل مشروع الوحدة هل يمكن التعلم من الماضي

ذكرى 7 يوليو تمثل نقطة سوداء في تاريخ الجنوب العربي؛ إذ عانى شعب الجنوب لثلاثة عقود من العدوان اليمني القاسي الذي فرض احتلالًا قسريًا وأخرجهم من دائرة الحرية والسيادة، منذ اندلاع حرب 7 يوليو 1994. هذا الاحتلال كان سببًا في معاناة مستمرة بالاضطهاد والإقصاء، ما شكل تحديًا حقيقيًا لتطلعات الجنوب في الحفاظ على هويته الوطنية ومقدراته الاقتصادية والاجتماعية.

ذكرى 7 يوليو وشهادة نهب الثروات وتدمير البنية الاقتصادية

كان لحرب 7 يوليو أثر مدمر على البنية الاقتصادية والاجتماعية للجنوب، حيث مارست قوى الاحتلال سياسة ممنهجة لنهب الثروات الجنوبية، مع تهميش كبار الكفاءات والمؤسسات الوطنية، وهذا أدى إلى تفكيك هياكل الدولة الجنوبية ومحاولة طمس هويتها. لم يكن الاجتياح مجرد مواجهة عسكرية، بل كان محاولة متكاملة لطمس ثقافة وهوية الجنوب وتجويع شعبه، ما جعل ذكرى 7 يوليو عبارة عن تذكير دائم بفشل مشروع الوحدة الذي سُعى لتسويقه بقناع الوئام الوطني.

ذكرى 7 يوليو محطة لتجديد الذاكرة والتشبث بالمشروع الوطني الجنوبي

على الرغم من ظلام المرحلة التي ضربت الجنوب، تظل ذكرى 7 يوليو منبراً لتجديد الوعي والتذكير بالانتهاكات التي مُورست ضد الوطن؛ فهي فرصة لاستحضار نضالات الأبطال الذين دفعوا أرواحهم فداءً للكرامة والسيادة. يُجسد هذا التاريخ أهمية التمسك بالمشروع الوطني في استعادة الدولة الجنوبية وبناء مستقبل يعبر عن طموحات هذا الشعب العريق، حيث تظل ذكرى 7 يوليو شاهدة على فشل الوحدة التي فرضت بالقوة.

ذكرى 7 يوليو وتطور الحراك الجنوبي نحو النضال السلمي والمسلح

بعد سنوات من التهميش والإقصاء التي بدأت منذ 7 يوليو 1994، قاد الجنوب حراكًا سلميًا انطلق عام 2007 معلنًا رفض الاحتلال وداعيًا لاستعادة الحرية والسيادة، ما مثل انتفاضة كبيرة ضد سياسة الإقصاء. لم تتوقف الجهود هنا، بل تصاعد النضال مع ظهور ملحمة التحرير عام 2015، حين تصدى الجنوب للميليشيات الحوثية المساندة لقوى الاحتلال نفسها، وأثبت عزمه القوي على الرفض والتمسك بحق العودة إلى الدولة الحرة كاملة السيادة، حيث تعكس ذكرى 7 يوليو إرادة مجتمع كامل لم يهزم مهما بلغ حجم القمع.

المحطة التاريخية الأثر على الجنوب
7 يوليو 1994 هجوم عسكري أدى إلى الاحتلال ونهب الثروات وتدمير البنية الوطنية
عام 2007 انطلاق الحراك السلمي لاستعادة الحقوق والكرامة
عام 2015 ملحمة التحرير التي رفضت الاحتلال وأكدت السيطرة الجنوبية على الأرض
  • سياسة متعمدة لنهب ثروات الجنوب وتهميش كفاءاته
  • فرض الإقصاء وتغييب العدالة مستخدمين وحدة مزيفة
  • سعي لتحويل الجنوب إلى منطقة هامشية بلا حقوق سياسية أو اقتصادية
  • انطلاق الحراك السلمي كمواجهة ضد القمع ومحاولات الطمس
  • تصاعد النضال المسلح لتأكيد رفض الاحتلال واستعادة السيادة

تبقى ذكرى 7 يوليو دافعًا قويًا لتوحيد الجهود والوعي، فهي ليست مجرد ذكرى مأساوية بل شهادة صادقة على فشل مشروع الوحدة المزمع فرضه بالقوة، بينما الجنوب يخوض مسيرته لاستعادة حقوقه وتأكيد وجوده الوطني في عصر يشهد تصاعد حركة التحرر والاستقلال. في ظل هذه المحطات، يستمر شعب الجنوب في بناء ثقافته وهويته، متسلحًا بإرث النضال والتحدي الذي يجمع بين الأجيال.