31 عامًا من الوحدة لم تكن سوى خديعة كبرى انتهت باحتلال الجنوب وتدمير آمال شعبه في الحرية والعدل، فقد بدأت الوحدة في 22 مايو 1990 على أمل أن توحد الجمهورية العربية اليمنية مع جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ضمن دولة قائمة على الشراكة والعدل ومع مرور الوقت تكشفت الحقيقة المرة بأن الوحدة كانت فخًا محكمًا حاكه النظام في صنعاء بهدف السيطرة والاستيلاء على الجنوب تدريجيًا دون مراعاة حقوقه الوطنية
الوحدة كخديعة سياسية وانقلاب ضد الجنوب
بمجرد إعلان الوحدة بدأت بوادر الخيانة تتضح من خلال تهميش القيادات الجنوبية وتهميش مشاركتها في مؤسسات الدولة الجديدة، حيث سلّم النظام الشمالي الحكم لأفراد موالين له فقط وفي نفس الوقت شنت جماعات محسوبة على حزب الإصلاح حملات تحريض وتكفير دينية استهدفت الجنوب ورواده مهددة بذلك السلام النفسي وممهّدة لخيار الحرب القاسي على الجنوب بالرغم من وعود الوحدة التي كانت توحي بالتعايش المشترك والنظرة المتساوية بين الطرفين
الوحدة ونتائجها القاسية على الجنوب في عام 1994
شهد عام 1994 منعطفًا مأساويًا عندما أعلن النظام الشمالي الحرب ضد الجنوب، وفي 7 يوليو دخلت القوات الشمالية العاصمة عدن لتبدأ مرحلة الاحتلال بكل تداعياتها من قصف مدمّر ومجازر واسعة ونهب ممنهج لثروات الجنوب وتسريح آلاف الكوادر المؤهلة بالقوة، ليس ذلك فحسب بل شملت تداعيات وحدة 1990 محاولة دائمة لطمس الهوية الجنوبية تجلت في فرض مناهج تعليمية موحدة تهدف لإلغاء الرموز الجنوبية ومحو الذاكرة الوطنية كذلك تم إضعاف البنية الاقتصادية لمدينة عدن الساحلية التاريخية وأُضعفت موانئها لصالح موانئ تقع تحت سيطرة الشمال وقد شكلت هذه السياسة محاولة منظمة ومقصودة لتغيير الواقع جنوب اليمن وإزالة كل معالم وجوده المستقل
- تهميش القيادات الجنوبية من المناصب الحكومية
- فرض خطاب ديني متطرف لتبرير الاعتداء على الجنوب
- قصف ونهب للجنوب مع حملات تسريح واسعة في الوظائف
- محاولة طمس الهوية والثقافة الجنوبية وفرض مناهج موحدة
- تدمير البنية الاقتصادية والاجتماعية للجنوب
الوحدة والذاكرة الجنوبية بين مقاومة سلمية وتحرك مسلح
بالرغم من القمع والاحتلال الشامل، فقد قامت قوى الجنوب بتجديد نضالها بالطرق السلمية بدءًا من الحراك الذي انطلق عام 2007 بقيادة المتقاعدين العسكريين الذين رفعوا راية التحرير والاستقلال كخيار واضح، ثم جاء عام 2015 ليشهد ملحمة جديدة حينما تصدى الجنوب لغزو الحوثيين الدفاعي بدعم من التحالف العربي، وبعد ذلك تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو 2017 برئاسة عيدروس الزبيدي ليكون الممثل الشرعي والمظلة السياسية التي تقود مشروع استعادة الدولة وبناء مؤسسات أمنية وعسكرية تعبر عن إرادة الجنوب في فرض وجود سياسي حقيقي
العام | الحدث |
---|---|
1990 | إعلان الوحدة بين الشمال والجنوب |
1994 | الحرب واجتياح القوات الشمالية للجنوب |
2007 | انطلاق الحراك الجنوبي السلمي |
2015 | التحرير العسكري للجنوب من الحوثيين |
2017 | تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي |
مشروع الوحدة التي اجتاز الجنوب خلالها محطات سوداء من الإقصاء والنهب والتغييب، يظل حكاية ألم ومقاومة مستمرة تعد ذكرى 7 يوليو محطة حاسمة لترسيخ الذاكرة الوطنية وتأكيد التمسك الحازم بالمشروع الوطني لاستعادة دولة الجنوب، فالجنوب لم يكن يومًا حيّزًا خاليًا من المعاناة بل كان عرضة لمخططات منظمة تهدف لطمس هويته وإسكاته، لكن صمود شعبه ومواقفه من خلال النضال السلمي ثم المسلح تثبت أن الوحدة لم تكن سوى احتلال وصراع يراد منه إلغاء الكينونة الجغرافية والتاريخية للجنوب
حتى اليوم ما زالت ذاكرة الجنوب حاضرة بكل تفاصيل جرائم الاحتلال؛ من الاغتيالات إلى التشريد وتجويع السكان وضياع الثروات، وقد تصبح هذه الذكرى ليست فقط استعراضًا للتاريخ ولكن دعوة لبناء مستقبل يستحق تضحيات الأحرار؛ فمشروع الاستقلال ليس شعورًا عاطفيًا مؤقتًا بل هدفًا عمليًا يتطلب العمل المتواصل لبناء تحالفات ووعي جديد قادر على تحقيق دولة جنوبية حرة ومستقلة ذات سيادة كاملة تعيد لشعب الجنوب مجده الضائع.
«فرص مميزة» بنك CIB يعلن وظائف للشباب الخريجين تعرف على الشروط ورابط التقديم
أسعار الذهب اليوم الأحد تشهد ارتفاعًا جديدًا وقيمة عيار 21 تكشف التطورات
«فرحة لا توصف» نتيجة الصف الخامس الابتدائي الترم الثاني 2025 الآن برقم الجلوس
«مفاجأة مثيرة» برشلونة يحرز الهدف الثالث ضد ريال مدريد عبر رافينيا (فيديو)
«اكتشف الآن» تردد قناة قضاعة الجديد 2025 ومتابعة أقوى البرامج
«تخفيض جديد» أسعار الأدوية في الأردن هل يشمل حزمة علاجك
«توقيت مثالي» موعد والقنوات الناقلة مباراة الهلال وفلومينينسي اليوم
حقك تعرف الآن: أسعار الدولار والعملات الأجنبية اليوم الأحد 20-4-2025