«صراع مستمر» حرب الظل بين باكستان وإسرائيل وهل يهدد استقرار المنطقة بشكل خطير

صراع باكستان وإسرائيل ظلّ خفيًا لكنه حاضر بقوة في السياسة الإقليمية، حيث يجمع بين القناعتين الأساسيتين: أن كشمير جزء لا يتجزأ من باكستان، والقدس ملكٌ للمسلمين، مما يجعل أي إنكار لهما انتحارًا سياسيًا، رغم المسافات الجغرافية الهائلة التي تفصل بين الدولتين؛ فإن التوتر يتغلغل عبر أبعاد دينية وسياسية وعسكرية مستمرة.

صراع باكستان وإسرائيل عبر التاريخ منذ عام 1947

عام 1947 كان محطة فاصلة للمنطقة بأسرها، إذ تم تقسيم شبه القارة الهندية إلى دولتين تقف الواحدة في وجه الأخرى، وتزامن ذلك مع تقسيم فلسطين الذي أفضى لتأسيس دولة إسرائيل؛ رفضت باكستان الاعتراف بإسرائيل من أول لحظة، معلنة بذلك عداوة دائمة بينهما، حيث شكلت القضية نقطة محورية في السياسة الداخلية والخارجية لإسلام آباد، إلى جانب التوتر المتصاعد مع الهند على خلفية كشمير.

الصلات الاستراتيجية والعداء بين صراع باكستان وإسرائيل

إسرائيل لم تكتفِ بالموقف السياسي بل استثمرت في دعم الهند عسكريًا بشكل مستمر، إذ أنفقت نيودلهي عشرات المليارات على مشتريات السلاح الإسرائيلية منذ 2015، معتمدًة على تقنيات متطورة في الطائرات المسيرة والاستخبارات، خاصة خلال حرب كارغيل التي شهدت مشاركة إسرائيل في مساعدة الهند على استعادة السيطرة على الأراضي في كشمير، الأمر الذي عمّق من الخندق بين باكستان وإسرائيل.

العام الحدث
1947 تقسيم شبه القارة الهندية وتقسيم فلسطين
1999 حرب كارغيل وتدخل إسرائيل في دعم الهند
2005 محاولة برويز مشرف التقارب مع إسرائيل وسقوط حكومته
2022 زيارة وفد باكستاني غير رسمي لإسرائيل ورفض الحكومة
  • باكستان تعتبر القدس وكشمير رموزًا لا تقبل التنازل
  • التعاون السري بين الهند وإسرائيل يشمل الموساد والتدريب الاستخباراتي
  • باكستان دعمت العرب عسكريًا في حروب ضد إسرائيل عبر العقود
  • إسرائيل تراه تهديدًا نوويًا بسبب موقفها العدائي ونفوذها العسكري
  • الضغط الشعبي يمنع أي تطبيع رسمي بين باكستان وإسرائيل

التوازن بين الصراعات الدينية والسياسية في صراع باكستان وإسرائيل

هذا الصراع لا يتوقف عند المواقف الرسمية فحسب، فالأبعاد الدينية العميقة تحكمها الإيمان بأن القدس وبينها كشمير جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية والدينية، مما يجعل كل محاولة للتقارب بمثابة طعنة في صميم الوعي الشعبي الباكستاني، ناهيك عن أن إسرائيل تنظر إلى باكستان كتهديد نووي ذا بعد استراتيجي مع دعمها للهند، وبالتالي تشكل هذه العلاقة محورًا للصراع غير المعلن ولكن الدائم.

باكستان وإسرائيل يعيشان حالة من المواجهة المستمرة التي تتخطى الحدود المكانية لتمتد إلى النفوس والسياسات، فتظل القدس وكشمير رمزين لا تخضعان لأي مساومة، وهذا ما يعزز من ديناميكية صراع باكستان وإسرائيل داخل دوائر السياسة الإقليمية.