رمضان في الإمارات: تقاليد تبرز أواصر الوحدة والترابط بين أبناء المجتمع

رمضان في الإمارات شهرٌ يجمع بين الروحانية والأصالة، حيث تتجلى العادات والتقاليد العريقة التي تعكس ترابط المجتمع الإماراتي. ليس رمضان مجرد شهر للصيام والعبادة، بل هو فرصة لتجديد الروابط الأسرية والاجتماعية، إذ يحرص الإماراتيون على إحياء المجالس الرمضانية وإرسال “الفوالة” للجيران، مما يعزز قيم التكافل والتراحم. المائدة الإماراتية تزدان بالأطباق التقليدية مثل الهريس والثريد، بينما تحافظ القهوة العربية على مكانتها كرمز للكرم. هذه الممارسات تُظهر عمق الهوية الإماراتية وتُوثَّق من قبل معهد الشارقة للتراث لضمان استمرارها للأجيال القادمة.

الزيارات العائلية والمجالس الرمضانية

مع إعلان موعد الإفطار، تزداد الزيارات العائلية في رمضان، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء في المجالس التي تعكس أصالة الضيافة الإماراتية. هذه المجالس كانت تُقام سابقًا في البيوت أو تحت أشجار النخيل، لكنها تطورت اليوم لتصبح فعاليات رسمية وشعبية تجمع بين الحكمة والحديث في الشؤون الاجتماعية والثقافية. صلاة التراويح والقيام تزيد من حضور المساجد، مما يعكس الجانب الروحي لهذا الشهر.

المائدة الإماراتية: لوحة تراثية غنية

تحمل المائدة الإماراتية في رمضان طابعًا خاصًا، حيث تزخر بالأطباق التقليدية التي تعبر عن التراث. من بين هذه الأطباق:
– الهريس: طبق شعبي يُعد من القمح واللحم.
– الثريد: خبز يُقدم مع المرق واللحم.
– اللقيمات: حلويات تُقدم مع العسل أو الدبس.
– القهوة العربية: رمز الكرم والضيافة.
كما تحرص بعض الأسر على إرسال “الفوالة” إلى الجيران، وهي صينية مليئة بالأطباق الرمضانية، مما يعزز التكافل الاجتماعي.

دور معهد الشارقة للتراث في صون العادات

يُولي معهد الشارقة للتراث اهتمامًا كبيرًا بتوثيق العادات الرمضانية، وذلك من خلال الدراسات والبحوث والبرامج التثقيفية. وفقًا للدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس المعهد، فإن هذه الممارسات تحمل قيمًا إنسانية واجتماعية تسهم في تعزيز الترابط المجتمعي. يُنظم المعهد فعاليات تعرف الأجيال الجديدة على أسرار الأطباق التراثية ونكهاتها، مما يسهم في الحفاظ على هذا الإراث الثقافي.

رمضان في الإمارات ليس مجرد شهر للعبادة، بل هو مناسبة تجتمع فيها القلوب وتعزز فيها القيم الاجتماعية. بفضل الجهود المستمرة للحفاظ على هذه العادات، يظل رمضان رمزًا للأصالة والهوية الإماراتية، متجذرًا في قلوب الأجيال ومتجددًا مع كل عام.