تُعتبر ليلة القدر من أعظم الليالي في الإسلام، حيث تتنزل فيها الملائكة وتتضاعف الأجور وتُقدّر مقادير العام، كما ذكر الله تعالى: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" (القدر: 3). يسعى المسلمون في العشر الأواخر من رمضان لتحري هذه الليلة المباركة، والاجتهاد في العبادات والدعاء ابتغاء لفضلها ومرضاة الله عز وجل. فما هي علامات هذه الليلة؟ وما هو أفضل الدعاء المأثور عنها؟ وكيف يمكنك اغتنامها؟
علامات ليلة القدر
ليلة القدر لها علامات مميزة وردت في السنة النبوية الشريفة، تساعد المسلم على استشعار وقوعها، ومن أبرزها:
- طلوع الشمس دون شعاع: كما ورد عن النبي ﷺ أن الشمس تطلع في صبيحة ليلة القدر بيضاء بلا شعاع (رواه مسلم).
- سكينة النفس: يشعر المؤمن في هذه الليلة براحة نفسية وسكينة تغمر قلبه، فيجد في العبادة لذة مميزة لا تتوفر في غيرها من الليالي.
- اعتدال الطقس: تتميز ليلة القدر بطقس معتدل لا حار ولا بارد.
- هدوء الحيوانات: ذكرت بعض الروايات أن الكلاب والحمير تكون أقل ضوضاءً في هذه الليلة المباركة.
دعاء النبي في ليلة القدر
ثبت عن النبي ﷺ دعاءٌ خاص بهذه الليلة، حيث سألت السيدة عائشة رضي الله عنها: "يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة هي ليلة القدر، ما أقول فيها؟" فأجابها: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني" (رواه الترمذي). يحمل هذا الدعاء رسالة عظيمة، تدعو الفرد للتضرع إلى الله بطلب العفو والمغفرة، إذ أن الله عز وجل يحب العفو ويجزي به خير الجزاء.
كيف تغتنم ليلة القدر؟
لاغتنام فضل هذه الليلة المباركة، ينصح العلماء بالاجتهاد في الأعمال الصالحة مثل:
- قيام الليل: بالصلاة والتهجد.
- قراءة القرآن: وتدبر معانيه.
- الدعاء والاستغفار: كدعاء النبي ﷺ وغيره من الأدعية.
- الصدقة: فهي مضاعفة الأجر في هذه الليلة.
ليلة القدر هي فرصة عظيمة لكل مسلم للتقرب إلى الله تعالى، وهي ليلة تتفوق في فضلها على عبادة أكثر من 83 عامًا، فاحرص على الاجتهاد فيها والرجاء من الله القبول.