حصريًا الكنيسة تحتفل غدًا بميلاد يوحنا المعمدان أعظم مواليد النساء وقصة الملاك وزكريا تتحقق

تعتبر ذكرى ميلاد يوحنا المعمدان مناسبة كنسية مميزة تحتفل بها الكنيسة الأرثوذكسية، حيث يُذكر يوحنا كأعظم مواليد النساء بحسب الإنجيل، وهو النبي الذي أضاء الطريق لمجيء المسيح. هذا اليوم يحمل الكثير من القصص الرائعة المرتبطة بمعجزات زكريا وزوجته أليصابات، ويُحيي ذكرى صوت البرية الذي كان ينادي بالتوبة والخلاص.

الاحتفال بميلاد يوحنا المعمدان في الكتاب المقدس

تُبرز قصة ميلاد يوحنا المعمدان في سفر لوقا، حين بُشّر زكريا الكاهن بمولد طفله في وقت كان كل شيء يبدو مستحيلاً بسبب تقدمه في السن وزواج زوجته أليصابات دون إنجاب. جاء جبرائيل الملاك ليؤكد أن هذا المولود سيكون عظيمًا ويهيئ الطريق لمجيء المسيح، وهو ما تحقق بدقة مذهلة. في أجواء عائلية مليئة بالدهشة والفرح، اختارت أليصابات أن يُسمى الطفل يوحنا رغم رغبة الجميع في تسميته على اسم والده، وقد حدثت المعجزة بتكلم زكريا بعدما كتب اسم ابنه على لوح في حفل الختان.

لماذا يُعتبر يوحنا المعمدان هو الأعظم بين المولودين؟

الرب يسوع نفسه وصف يوحنا بأنه «لم يقم بين المولودين من النساء أعظم»، وأوضح هذا التكريم نظرًا لدوره الفريد في التاريخ المسيحي، حيث كان آخر الأنبياء الذين أعلنوا عن قرب الملكوت وأول من شهد للمسيح. يوحنا لم يكتفِ بالتبشير فحسب، بل عمّد السيد المسيح في نهر الأردن، مؤكدًا على هويته الإلهية بشكل علني. هذا العامل يجعله نقطة فاصلة بين العهد القديم والجديد، ورسول النقاء والتوبة التي تمثل مفتاح دخول القلوب.

نشأة يوحنا المعمدان في البرية وكيف أثرت على رسالته

نشأ يوحنا حياة فريدة في البرية، معتمداً على سلوك التقشف والانقطاع عن ملذات الحياة الدنيوية، حيث كان يرتدي وبر الإبل ويأكل الجراد والعسل البرّي، وهذا الانعزال عزز قوته الروحية وجعله نموذجًا للنسك. كما تحكي المرويات أنه عندما أراد هيرودس قتل الأطفال خشية من تهديد سلطته، حمله والده زكريا إلى الهيكل حيث تدخل الملاك ليأخذه إلى البرية، محافِظًا على حياته. هذا النشوء في البرية أكسبه حكمة ومعرفة عميقة، ومكنه من أداء رسالته بالإصرار والوضوح.

• تعرف على شخصية يوحنا المعمدان ودوره كرسول للتوبة.

تكرار قصة يوحنا المعمدان واحتفال الكنيسة بها يمنحنا فرصة فريدة للتفكر في معنى التوبة الحقيقي والرجوع إلى الله، بالإضافة إلى فهم أهمية الاستعداد الدائم لملاقاة النور الذي يأتي دائمًا بعد زمن الظلمة. باتباع خطوات يوحنا والاقتداء بتواضعه وتقشفه، نستطيع أن نجدد إيماننا ونمنح حياتنا معنى أعمق يستمر في سعيه نحو النقاء والصفاء. اترك هذه الذكرى تحفزك لتغوص أكثر في قصص الإيمان والعبر، ولتشاركها مع من تحب لتعم الفائدة والنور.