حقك عليك! حميدتي يعلن تشكيل حكومة موازية تكشف الوجه الحقيقي للسودان

تُواجه السودان واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيدًا في التاريخ الحديث، حيث تدخل الحرب الأهلية عامها الثالث وسط معاناة غير مسبوقة لسكان البلاد. وفي تصعيد جديد للوضع، أعلن قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»، تشكيل حكومة موازية تحت اسم “حكومة السلام والوحدة”، مدعيًا أنها “تمثل الوجه الحقيقي للسودان”، وفق تصريحات عبر منصة “تلغرام”. تأتي هذه التطورات في وقت يرزح فيه الملايين تحت وطأة النزوح والجوع.

«حميدتي» يعلن تشكيل حكومة موازية تمثل الوجه الحقيقي للسودان

أعلن «حميدتي» تشكيل حكومة موازية، وصفها بتحالف مدني كبير يشمل القوى السياسية والمدنية ولجان المقاومة السودانية. وترافق هذا الإعلان مع توقيع ميثاق سياسي ودستور انتقالي يهدف لتحقيق سودان جديد وأكثر استقرارًا. تأتي هذه المبادرة في ظل استمرار الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والذي تسبب في معاناة هائلة للسكان على الصعيدين الإنساني والاقتصادي.

تفاقم أزمة النزوح والجوع جراء الحرب الأهلية السودانية

تسببت الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 في واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم، حيث نزح ثلث سكان السودان داخليًا، بينما اضطر 3.8 مليون لاجئ للفرار إلى دول الجوار. وتتوقع الأمم المتحدة ارتفاع هذه الأرقام خلال 2025. يُعاني حوالي 25 مليون سوداني، يمثلون نصف عدد السكان، من خطر الجوع الحاد، بالإضافة إلى معاناة ملايين الأطفال والأمهات من سوء التغذية الحاد، مما يجعل الوضع الإنساني مأساويًا وغير مسبوق.

نداءات دولية لإنهاء الأزمة الإنسانية في السودان

دعت الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى إلى تكثيف الجهود لإنهاء الصراع وضمان وصول آمن للمساعدات الإنسانية. وقد أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى ضرورة الوقف الفوري للقتال وبدء محادثات سياسية شاملة. وأكد مسؤولون أمميون مثل شون هيوز وفولكر تورك أن النزاع قد أدى إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وسط تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الكارثة.

يجدر بالمجتمع الدولي وحكومة السودان الإسراع في إيجاد حلول قوية لتغيير سير هذا الصراع المدمر، مع التركيز على ضمان وصول المساعدات الإنسانية وحماية حقوق المدنيين الذين يدفعون الثمن الأكبر في هذا النزاع.