«تحليل مهم» الإخوان وأمجد خالد كيف ساهموا في صناعة الإرهاب ثم التبرؤ منه

نافع بن كليب يكتب.. الإخوان وأمجد خالد: صناعة الإرهاب ثم التبرؤ هو الواقع المرير الذي شهدته عدن بظهور أمجد خالد الذي استقطبته جماعة الإخوان المسلمون، ورَقّته ووضعته في موقع قيادة عسكرية ما ساعده على تنفيذ عمليات إرهابية دمرت الأمن وأزهقت الأرواح بدون وازع ديني أو وطني، فقد منحوه الدعم المالي والعسكري والإعلامي لإفساد الجنوب وإنشاء تنظيم مسلح يختبئ خلف واجهات مدنية مزيفة كعلاء الربحة ومجموعته التي تم تصويرها إعلامياً بمظهر المظلومية والنزوح.

كيف صنع الإخوان الإرهاب عبر أمجد خالد وأدواته في عدن

الإخوان المسلمون استغلوا طمع أمجد خالد في المال والسلطة، فقدموا له كل وسائل الانحراف، بدءًا من التمويل والتسليح وصولاً للدعم الإعلامي المكثف، الذي ظهر من خلال قنوات فضائية سخرت نُصبها للترويج له وكأنّه بطل، مع أن حقيقته مؤلمة تحمل العنف والدمار ويتمثل ذلك في استهداف خصوم الإخوان وإثارة الفوضى في عدن بصورة ممنهجة، إذ لم يكتفِ الإخوان باستخدامه فقط كأداة إرهاب، بل عملوا على تحسين صورته إعلامياً عبر تنظيمات تلبس ربطات عنق ليخدعوا الرأي العام ومن ورائهم يخفيون الأجندة الحقيقية.

في هذا السياق، كانت خطة الإخوان تعتمد على ثلاثة نقاط رئيسية:

• توفير الدعم المالي والعسكري بشكل كامل لأمجد وقادته
• بث الدعاية الإعلامية لتعزيز مكانته وتلميع صورته
• توظيفه في زعزعة الأمن في الجنوب وتدمير عدن عبر عمليات عنف ممنهجة

التآمر المشترك بين الإخوان والحوثي عبر صناعة الإرهاب وأمجد خالد

لم تقف علاقة الإخوان بأمجد خالد عند حد الدعم فقط، بل أوجدوا له طرقًا سهلة للتنقل بين صنعاء وتعز التي يسيطر عليها الحوثي، ليقاتل ضد أبناء عدن الودودين ويدمر البنية الأمنية فيها، في إطار تعاون مشترك بين الإخوان والحوثي، حيث كان أمجد خالد العمود الفقري لعمليات الاغتيال والتفجيرات التي استهدفت التحالف وأمن المحافظة، وتم استدعاء خبراء من الحرس الثوري الإيراني للعمل معه، وهو ما يثبت كيف تصنع جماعة الإخوان الإرهاب باستخدام مقاولين دمويين لخدمة أهداف مشتركة مع أعداء الوطن.

هذا التداخل الأمني يضع المتابع أمام حقيقة مرّة تتلخص في أن عدن كانت الهدف الأكبر الذي تجتمع عليه قوى متقاتلة تسعى لهدم استقرارها من خلال الإرهاب المدعوم سياسياً وعسكرياً على يد مأجورين تسرف دماء الأبرياء في سبيل تحقيق مطالب مخفية وخطط إجرامية مكشوفة.

الإخوان وأمجد خالد: صناعة الإرهاب والتبرؤ عندما تنكشف الحقائق

بعد أن جاءت اليقظة الأمنية وعملت الإجراءات القضائية، تم القبض على بعض من عناصر أمجد خالد الذين اعترفوا بمعلومات كشفت حقائق ينكرها الإخوان، وحكمت المحكمة عليه بالإعدام غيابياً، وهو الحكم الذي عاندته الجماعة رغم وضوح الأدلة، لكن مع ضغط الحقائق وتنصل الإخوان حين وصلت التهم إلى قضية قتل موظف أممي، بدأوا بالتبرؤ منه ومحاولة التخلص منه، مختارِين تقديمه كبقرة محرقة لإنقاذ مصالحهم.

عمليات نقل أمجد إلى مناطق الحوثي ودفاع الإخوان عنه تخللتها تهديدات همجية ظهرت بفيديو يُعلن فيه أمجد عن أسرار خطيرة، وهو الأمر الذي فضح الصلات بين الطرفين والمخططات التي كانت تُنسج في الخفاء، معلنة تحولًا من دعم متورط إلى محاولة تبرؤ بعدما كشفت الصورة كاملة عن صناعة الإرهاب التي لا تقف عند حد التبرير.

يكشف هذا المشهد كيف أن صناعة الإرهاب ليست وليدة الصدفة بل نتاج تخطيط دقيق، إذ يدير الإخوان هذا الملف ببراعة سوداء مستخدمين مقاولاً مثل أمجد خالد تمثل صورته حالة مرضية من الانحدار الأخلاقي بما يستحق من المحاسبة، أما التنصل منهم لاحقًا فما هو إلا محاولة لإنقاذ الجماعة من الانكشاف أمام الرأي العام المحلي والدولي.

في محاولة لفهم أبعاد هذا الملف والمؤامرات التي تقودها جماعة الإخوان لصناعة الإرهاب، لا يمكن تجاهل دور الإعلام والتلميع الذي كان جزءًا من اللعبة القذرة التي سهّلت لمثل هؤلاء المغامرين الإساءة لعدن وتهديد أمنها، وما حدث لعناصر أمجد خير دليل على وجود شبكة معقدة تُدار بدقة وتكافح من أجل مصالح شخصية وخلافية على حساب الشعب والوطن.

في النهاية، العدالة بدأت تطحن هذا البناء المتهالك من الإرهاب المدعوم، وأما الحقيقة فلا يمكن دفنها مهما حاولوا التعتيم عليها، فالإخوان وأمجد خالد حلقة تجسد صناعة الإرهاب التي يريدون تبرؤها، لكن الشعوب تدرك وترفض أن تكون ضحية هذه المؤامرات، فتظل الساعات القادمة تثبت قوة الصمود واليقظة الأمنية ضد كل من يحاول العبث بأمن الوطن.