«فريق ناضج» فلومينينسي يكتب درسًا كرويًا في كأس العالم للأندية

ثلث الفريق فوق الثلاثين أصبح فلومينينسي البرازيلي مثالًا حيًا على النجاحات الرياضية التي تتحدى عمر اللاعبين، فقد تمكن الفريق بأعمار لاعبيه المتقدمة من تجاوز كل التوقعات والتأهل إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية 2025، ما يحمل رسائل قوية عن الإصرار والاستفادة من الخبرات العميقة في الملاعب العالمية، ليؤكد فلومينينسي أن السن ليس عائقًا دائمًا في كرة القدم الحديثة

ثلث الفريق فوق الثلاثين.. كيف أعاد فلومينينسي تعريف البطولة؟

في زمن كرة القدم الذي يسيطر عليه الشباب والسرعة، برز فلومينينسي كفريق يحطم معيار السن في الملاعب، إذ ضم الفريق 31% من لاعبيه فوق الثلاثين، وقد تمكن من تحويل هذا العامل إلى مصدر قوة لا يستهان به، خاصة في مباريات البطولة الكبيرة، حيث خطا خطوات ثابتة عانق بها نصف النهائي بعد إقصائه للهلال السعودي، في مشوار مثير ترك بصمة واضحة في كأس العالم للأندية 2025

مشوار فلومينينسي في كأس العالم للأندية 2025 وسط تحديات ثلث الفريق فوق الثلاثين

بدأ فلومينينسي مشواره في المجموعة السادسة بتعادل سلبي أمام بوروسيا دورتموند، قبل أن يحقق الفوز برصيد نقاط هام على أولسان هيونداي بنتيجة 4-2، ثم تعادل أيضًا سلبًا مع ماميلودي صن داونز ليضمن تأهله للدور المقبل، ليصل بعدها إلى دور الـ16 حيث أقصى إنتر ميلان الإيطالي، ثم جاء الانتصار المحقق أمام الهلال ليعلن عن تأهل تاريخي للمربع الذهبي للبطولة رغم القيود العمرية على لاعبيه، معتمدًا على تناغم الخبرة مع روح التحدي

ثلاث خطوات هامة لنجاح فلومينينسي رغم ثلث الفريق فوق الثلاثين

• الاعتماد الكبير على خبرة اللاعبين الكبار وقيادتهم بمثابة القوة الدافعة داخل الملعب
• تنظيم فني مميز من الطاقم التدريبي مع الاستغلال الأمثل للطاقات البدنية والفنية المتاحة
• تقديم أداء جماعي متوازن بين الشباب والكبار رغم التفاوت في الأعمار لتحقيق التكامل في الخطط

تشكيلة فلومينينسي تعكس القوة في تنوع الأعمار حيث تضم أسماء بارزة تتخطى حاجز الثلاثين كتياغو سيلفا البالغ من العمر 41 عامًا، والحارس فابيو الذي يبلغ 44 عامًا، بالإضافة إلى تياغو سانتوس (35 عامًا) وجيرمان كانو (37 عامًا)، إلى جانب 7 لاعبين آخرين تبلغ أعمارهم فوق الثلاثين من أصل 36 لاعبًا، ما يجعل نسبة اللاعبين فوق الثلاثين تقارب 31%، وهذا دليل جلي على أن الخبرة تعتبر ركيزة أساسية في صناعة الإنجازات الكبرى في كرة القدم الحديثة

يبرز دور تياغو سيلفا كقائد ملهم يصنع الفارق في الملعب، حيث لا تقتصر قوته على مهاراته الفنية فقط بل تتعداها إلى تأجيج عزيمة زملائه، وقد تجلت تلك القيادة بوضوح في مواجهة إنتر ميلان التي أظهر فيها تركيزًا غير مسبوق، كما كان له دور محوري في التوجيهات الخططية خلال مباراة الهلال، رغم إصابته بقطع في أنفه، حيث فضل تأجيل العلاج لكي يواصل دوره القيادي في لحظة مفصلية من المباراة

النجاح الذي حققه فلومينينسي مع ثلث الفريق فوق الثلاثين يُثبت أن العمر هو مجرد رقم حينما تتوفر الإرادة الانضباط الفني والروح القتالية، ليظل فلومينينسي نموذجًا فريدًا يلهم كل من يرى أن كرة القدم لا تخلق فقط بالشباب المتسارع وإنما بالخبرة والتخطيط الجيد والشمولة في تكوين الفريق، تلك المكونات كانت فعلاً سر تألق الفريق وسط أشرس المنافسات والضغوط

فريق يستفيد من خبرة أفراده وتحركاتهم الذكية التي تحترم الكرات وتمهّد الفرص، وبتوفيق الله وعزيمة اللاعبين استطاع فلومينينسي انتزاع مكانة مرموقة في قلب البطولة الكبرى، حيث تهاون البعض في تقييم إمكانياته بسبب عمر لاعبيه، لكنه سرعان ما غير قواعد اللعبة وأعاد للأذهان أن كرة القدم ليست مجرد قدرات بدنية فحسب، وإنما تتطلب صلابة ذهنية وإرادة تحمي الطموح وسط المعارك المصيرية