«تطورات هامة» ما بعد اتفاق الحوثيين وأمريكا تعرف على ثلاثة سيناريوهات محتملة للمشهد اليمني

الكلمة المفتاحية الرئيسية: مستقبل السلام في اليمن

مستقبل السلام في اليمن يشكل نقطة تحول مهمة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو 2025 وقف الضربات الأمريكية ضد جماعة الحوثي مقابل توقف الجماعة عن مهاجمة السفن، وهو ما مثل خطوة مفاجئة في سياق تصاعد التوترات في البحر الأحمر وخليج عدن وسط تدخلات إقليمية ودولية مكثفة تسعى إلى تقليل حدة النزاع الذي طال أمده على الأراضي اليمنية ومحيطها البحري

التحديات البنيوية أمام مستقبل السلام في اليمن

التحديات التي تواجه مستقبل السلام في اليمن كبيرة ومعقدة، تنبع من الانقسامات الداخلية المتعددة التي تقسم القوى السياسية والعسكرية بالإضافة إلى الأدوار الخارجية التي تزيد من تعقيد المشهد، فالحوثيون يشكلون قوة عسكرية مدعومة من إيران ويصعب دمجهم في تسوية سياسية متوازنة، فيما تعاني الحكومة الشرعية من ضعف وغياب السيطرة مما يجعل تقريب وجهات النظر أمراً بالغ الصعوبة وسط الضغط الإقليمي والدولي المؤثر على الاستراتيجيات المحلية، ولا تنحصر المشكلات في الجانب السياسي فقط بل تشمل الأزمة الإنسانية والاقتصادية التي تهدد استقرار البلاد وتمنع أي تقدم ملموس نحو السلام المستدام

مدى تأثير التدخلات والقوى الخارجية على مستقبل السلام في اليمن

تؤدي الأدوار الخارجية في اليمن إلى تعقيد كبير في مستقبل السلام في اليمن، فإيران تستخدم الحوثيين كورقة استراتيجية في مواجهة الولايات المتحدة، التي بدورها تركز بشكل أساسي على حماية الملاحة الدولية ومواجهة النفوذ الإيراني دون إعطاء اهتمام كافٍ للأبعاد الإنسانية أو الاقتصادية، مع تغير مواقف واشنطن بين التصعيد ووقف العمليات عكست هشاشة الخطط الدولية وأظهرت التحديات التي تواجه محاولات التسوية، كما أن قوى إقليمية مثل السعودية والإمارات وسلطنة عمان تلعب أدواراً مختلفة تتنوع بين الرغبة في الاستقرار وضغوط سياسية مرتبطة بأوضاع المنطقة، مما يزيد من تعقيد جهود التوصل إلى اتفاق سلام شامل ومستدام

سيناريوهات مستقبل السلام في اليمن ومتطلباته الأساسية

تتعدد السيناريوهات المحتملة لمستقبل السلام في اليمن بين تفعيل خريطة الطريق الأممية التي تتطلب خطوات مدروسة لوقف إطلاق النار وإعادة الإعمار والحل السياسي مع تجاوز عراقيل عدة، أو احتمال تصعيد عسكري جديد إذا تعثرت المفاوضات وفشل الاتفاق النووي الإيراني، مما قد يؤدي إلى انهيار الأوضاع وتفاقم الأزمات، وكذلك استمرارية الوضع الراهن الذي يستفيد منه البعض لإدامة الأزمة لتعزيز مصالحهم، لتحقيق سلام مستدام يجب أن تتوفر عدة عوامل ضرورية منها نزع سلاح الحوثيين، وقطع ارتباطهم بطهران، وتوحيد القوات المسلحة، وإعادة بناء مؤسسات الدولة وتقديم دعم اقتصادي وإعادة إعمار البنية التحتية، وتعزيز التنسيق الإقليمي وقمع الأطراف التي تعرقل الحل السياسي

• ضمان إشراك جميع الفصائل اليمنية في حوار وطني برعاية أممية
• نزع سلاح جماعة الحوثي وتحويلها إلى كيان سياسي غير مسلح
• توحيد القوات العسكرية تحت مظلة مجلس القيادة الرئاسي
• استعادة مؤسسات الدولة المتهالكة وتعزيزها
• توفير دعم اقتصادي دولي لإعادة الإعمار وتحسين الخدمات
• فرض عقوبات على الأطراف التي تعرقل المفاوضات
• تعزيز التنسيق الإقليمي بين السعودية والإمارات وسلطنة عمان

مستقبل السلام في اليمن يعتمد على تحقيق توازن دقيق بين الإرادات الوطنية والإقليمية والدولية مع الالتزام بالحلول السياسية والاقتصادية التي تضمن استقرار اليمن وأمن المنطقة، فالقرار الوطني الموحد مع دعم أممي حقيقي هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمة الراهنة.