«هجوم مفاجئ» باكستان تخرق اتفاقية إطلاق النار وتفتح الباب لتصعيد جديد

وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان هو العنوان الأبرز الذي تصدّر الأخبار مساء السبت 10 مايو 2025 بعد إعلان السلطات الهندية التوصل إلى اتفاق بين البلدين، إلا أن الصوت المدوّي للانفجارات في سريناغار، أحد أهم مدن كشمير التي تخضع للإدارة الهندية، ألقى بظلال من الشك على هذا التفاهم، وسط غموض في ردود الفعل الرسمية وانتشار حالة توتر غير مسبوقة.

تفاصيل وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان وسط انفجارات سريناغار

أعلنت الهند وباكستان، يوم السبت 10 مايو 2025، اتفاقًا على وقف كامل وفوري لإطلاق النار، وسط وساطة أمريكية أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشيء من التفاؤل، لكن الأجواء في مدينة سريناغار الهندية لم تعكس هذا التفاؤل؛ حيث سُمع دوي انفجارات قوية أثارت مخاوف المدنيين وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من المدينة، وهو ما أكده فريق قناة بي بي سي الذي تواجد في المدينة ورصد سماع تلك الأصوات أيضًا؛ مما أظهر تناقضًا حيًا بين تصريحات الحكومتين والأحداث الميدانية.

من جهة أخرى، لم تصدر أي جهة حكومية بيانات رسمية تعبر عن أسباب استمرار هذه الانفجارات، باستثناء ما نقلته وكالة فرانس برس عن مصدر حكومي هندي زعم فيه أن باكستان خرقت هدنة وقف إطلاق النار، فيما استنكر رئيس السلطة التنفيذية في إقليم كشمير الهندي عمر عبدالله عبر منصة “إكس” الوضع قائلاً إن هذه الانفجارات تعيد طرح تساؤلات عن جدية الالتزام باتفاق وقف النار، مؤكدًا أن المدينة تعيش حالة من الفوضى مع انقطاع التيار الكهربائي وانتشار الخوف وسط السكان.

خلفية النزاع ودور الهجمات الصاروخية في تقويض وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان

تعود جذور الأزمة إلى بداية الأسبوع الحالي حين شنت الهند هجمات صاروخية على تسعة مواقع مختلفة في باكستان، في رد فعل مباشر على هجوم عنيف استهدف سُيّاحًا هنودًا في منطقة كشمير قبل أسبوعين، وأسفر عن مقتل 26 شخصًا من الهند، وهو الهجوم الذي وصفته نيودلهي بأنه عمل إرهابي.

صرّحت الهند بأن المواقع التي استهدفتها كانت بمثابة “بُنى تحتية إرهابية”، مشيرة إلى أن أحد المواقع كان الجامع المعروف باسم “سبحان الله” في منطقة باهاوالبور شرقي باكستان؛ حيث اتهمت جماعة “جيش محمد” الإرهابية المحظورة باستخدام هذا المسجد كمركز “للتجنيد، والتحضير العسكري، والتدريب الأيديولوجي للمسلحين”.

في الجهة المقابلة، عبّر قائد جماعة “جيش محمد” مسعود أزهر، المصنف إرهابيًا من قبل الولايات المتحدة، عن تأثره من الهجمات الهندية التي أودت بحياة العديد من أفراد عائلته، مُحذرًا من تصعيد التوتر قد يجر المنطقة إلى دوامة صراع أكبر.

كيف يؤثر وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان على مستقبل كشمير؟

وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان له تأثير كبير على مستقبل إقليم كشمير المتنازع عليه، فهو يشكل فرصة تقريبًا للتهدئة الإنسانية والسياسية في منطقة لطالما شهدت نزاعات متكررة وأزمات إنسانية طويلة الأمد، وعلى الرغم من هذا، فإن الأحداث الأخيرة في سريناغار تثير قلقًا بشأن استمرارية هذا الهدوء. من العبث أن نغفل أهمية تحقيق ضبط حدودي حقيقي وجدي كي تنجح مثل هذه الاتفاقات، وإلا فإنها ستظل محكومة بالتوتر والخروج عن السيطرة بسرعة.

  • تضامن المجتمع الدولي مع جهود السلام بين الهند وباكستان مهم لدعم التهدئة
  • ضرورة وجود مراقبة دولية لضمان الالتزام بوقف إطلاق النار
  • تعزيز الحوار السياسي بين الطرفين لتفادي التصعيد على الأرض
  • دعم السكان المدنيين في كشمير للعمل على تخفيف الأزمة الإنسانية
  • مراقبة التجاوزات الأمنية من أجل بناء الثقة بين الجانبين
التاريخ الحدث
25 أبريل 2025 إطلاق هجوم عنيف على سُيّاح هنود في كشمير – 26 قتيلاً
7 مايو 2025 الهند تشن هجمات صاروخية على 9 مواقع بباكستان
10 مايو 2025 الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان
10 مايو 2025 صوت انفجارات في سريناغار وانقطاع التيار الكهربائي

وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان عاد ليشكّل أحد أكثر القضايا تعقيدًا في السياسة الإقليمية؛ فبين اتفاق رسمي وأصوات الانفجارات تعيش كشمير حالة من الارتباك، وهذا يؤكد أن الطريق نحو السلام الدائم لا يزال محفوفًا بالتحديات والمخاطر التي تتطلب جهداً دبلوماسياً أكبر وتفهمًا حقيقيًا من الجانبين.