«توتر متصاعد» الاقتصاد والصراع الهندي الباكستاني يعرض نيودلهي لمخاطر الممر الصيني

التحالف الصيني-الباكستاني يثير قلق نيودلهي في ظل تصاعد التوترات الاقتصادية والعسكرية بين الهند وباكستان، حيث تتصاعد أهمية البعد الاقتصادي أكثر من البُعد العسكري التقليدي، ويتجلى هذا بوضوح في التحالف الاستراتيجي المتشدد بين الصين وباكستان، الذي تراه الهند تهديدًا مباشرًا لمصالحها الإقليمية والأمنية ويزيد من تعقيد المشهد في جنوب آسيا بشكل عام

الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني: التحالف الصيني-الباكستاني والممر الاستراتيجي عبر كشمير

يبرز الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني (CPEC) كأحد أبرز رموز التحالف الصيني-الباكستاني، وهو مشروع ضخم يتبع مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، يصل بين غرب الصين وموانئ باكستان الحيوية كراتشي وغوادار، مرورًا بكشمير المتنازع عليها التي تسميها باكستان “آزاد كشمير”، وهذا الممر يمثل استثمارًا تقدر قيمته بنحو 65 مليار دولار يشكل تحوّلًا جيوسياسيًا عميقًا في المنطقة، حيث تخشى الهند من أن يعزز المشروع الوجود الصيني في منطقة تعتبرها ضمن أراضيها السيادية، مما يُشار إليه كتهديد استراتيجي في دعم التحالف الصيني-الباكستاني وتراجع فرص التوازن الإقليمي

الفجوة الاقتصادية المتسعة ضمن التحالف الصيني-الباكستاني والهند: تأزم واقتصادي يتصاعد

تتسع الفجوة الاقتصادية بشكل واضح بين الهند وباكستان، رغم التحالف الصيني-الباكستاني والجهود التنموية المتواصلة، حيث بلغت قيمة الناتج المحلي الإجمالي للهند حوالي 4.2 تريليون دولار بنهاية 2024 وهو ما يتجاوز عشر مرات نظيره الباكستاني، ويُشير هذا التفاوت الكبير إلى الفوارق في مستويات التنمية ونصيب الفرد، فبينما يصل نصيب الفرد في الهند إلى نحو 3,000 دولار، لا يتجاوز هذا الرقم 1,600 دولار في باكستان، ويُظهر ذلك الفارق الاستراتيجي الذي ينغص آفاق التحالف الصيني-الباكستاني ويضع باكستان أمام تحديات اقتصادية حادة تؤثر على حجم تأثير التحالف

التحديات الاقتصادية والإنفاق العسكري: هوامش التحالف الصيني-الباكستاني تتراجع أمام الأفضلية الهندية

تعاني باكستان من مشكلات اقتصادية كبيرة مثل التضخم المرتفع بنسبة وصلت إلى 24% في عام 2023، رغم اتفاقاتها التمويلية مع صندوق النقد الدولي، تبقى الصعوبات البنيوية قائمة، وخاصة في مجالات النمو والعجز المالي والبطالة، وفي نقيض هذا الواقع تحقق الهند معدلات نمو تصل إلى 6.2% لعام 2025 وتنضم اليوم إلى قائمة أكبر خمس اقتصادات عالمية، تشمل شركاء عالميين كبار مثل “آبل” و”تسلا”، وتعمل على تقليل اعتمادها على الصين، وعلى صعيد الإنفاق الدفاعي، تقدر ميزانية الهند بنحو 86 مليار دولار في 2024 مقابل 10 مليارات فقط لباكستان، رغم أن باكستان تخصص نسبة 2.8% من ناتجها المحلي، إلا أن مواردها المالية المحدودة تجعل من هذا الإنفاق عبئًا على اقتصادها في إطار التحالف الصيني-الباكستاني

المؤشر الهند باكستان
الناتج المحلي الإجمالي 4.2 تريليون دولار أقل من 400 مليار دولار
نصيب الفرد حوالي 3,000 دولار حوالي 1,600 دولار
معدل التضخم 2023 5% 24%
معدل النمو المتوقع 2025 6.2% غير مُشجع
الإنفاق الدفاعي 2024 86 مليار دولار 10 مليارات دولار
  • الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني يعزز الوجود الصيني على الأراضي المتنازع عليها
  • الهند تنمو اقتصادياً وتقلل اعتمادها على الصين تدريجياً
  • التحديات الاقتصادية تقيد قدرة باكستان على تطوير بنيتها التحتية العسكرية والاقتصادية
  • الانفاق الدفاعي الضخم للهند يدعم تفوقها العسكري الإقليمي

في ظل هذا الصراع المتداخل تظهر تحولات جديدة وتوازنات مختلفة تتعلق بالتحالف الصيني-الباكستاني الذي لا يزال يشكل عاملًا مؤثرًا لكن بظلال التحديات الاقتصادية والعسكرية التي تواجهها البلدين، في حين تحقق الهند مكاسب كبيرة على المستوى الاقتصادي والعسكري مما يجعل المشهد الإقليمي أكثر تعقيدًا ويجعل من التحالف اختبارًا حقيقيًا للصمود في وجه التحديات الداخلية والخارجية المستمرة