«لقاء نادر» شريف القبيلي وشريفة الهاشمية يثير تساؤلات المشهد اليمني اليوم

الكلمة المفتاحية: السلالة العنصرية في اليمن

السلالة العنصرية في اليمن ظاهرة تولد أزمات اجتماعية متراكمة لا تنفك تظهر في مناسبات الزواج التي تتخذ من العرف القبلي ساحة لمعارك طبقية وحسابات ضيقة، ففي قصة العرس الذي أُلغي فجأة بعدما تدخلت شياطين السلالة وتقولب مصير العريس المتزوج من قبيلي، وجدنا مثالاً صارخاً لواقع يئن تحت وطأة التفرقة السلالية، تلك التي تقسم الناس إلى طبقات مصنفة حسب القبيلة والمهنة والنسب ولا مكان فيها للعدل أو الإنسانيات.

كيف تؤثر السلالة العنصرية في اليمن على مراسم الزواج والتقاليد الاجتماعية

السلالة العنصرية في اليمن لا تقف عند حدود القبلية فحسب بل يمتد تأثيرها ليشمل أبسط مناسبات الفرح كالزواج، حيث يصبح الارتباط بين شخصين مرهوناً برضا القبيلة وليس بمحبة أو كفاءة شريكي الحياة، فحين قرر العريس الزواج من بنت قبيلي، لم يكن يتوقع تلك العاصفة التي أثارتها عائلته و”شياطين السلالة” الذين هددوا بإلغاء العرس وإرغام العروس على الزواج من ابن عم العريس حسب الحسابات السلالية، ويرافق هذا التشدد أجواء من القهر العاطفي والعائلي تنتج عن رفض الأسر للزواج المختلف فكرياً واجتماعياً.

يظهر هنا بوضوح أن السلالة العنصرية في اليمن تسلط سيفها على كل من يخالف كلماتها وأعرافها، كما يعمل أفراد في المجتمع على تأجيج الفتن عبر الإشاعات والاستفسارات الدقيقة التي تراقب أصل كل فرد ومهنته وأسرته، وتحكم بإعدام الفرح والكرامة قبل انطلاق ليلة العرس، فغالباً ما يترك الفرد وحده مع أزقة الألم يتساءل إن كان النزاهة والشرف موجودين في تلك القيود التي تجثم على صدره.

السلالة العنصرية في اليمن.. جذور تاريخية وأبعاد مجتمعّة

السلالة العنصرية في اليمن ليست وليدة اللحظة بل نابعة من أفكار متجذرة في الماضي، إذ ينظر أتباع السلالة الهاشمية لأنفسهم على أنهم آل البيت والنطفة الطاهرة، ما يصنع لديهم شعوراً بالتفوق غير المبرر ويخولهم الرفض المتعمد لكل مخالطة مع قبائل أخرى أو طبقات مهنية أقل قيمة في نظرهم، وهذا يخلق حملاً ثقيلاً من المشاعر العنصرية التي تغذي التمييز والتفرقة.

المشكلة الحقيقية تظهر حينما يصبح هذا الفكر جزءاً من الحُكم الاجتماعي الرسمي، ويعزز التعامل معه بعنصرية طبقية تجعل الزواج بين أبناء اليمن مثل معركة في ترسيخ الاستبعاد الاجتماعي، فالزواج لا يحمل بعده البعد الإنساني بل يخضع لتدقيق عميق حول مهنة الطرف الآخر من أب متواضع إلى رجل يعمل حلاقاً أو جزاراً أو بائع خضرة، وللأسف هذا التشدد لا يقتصر على فقير بل حتى أصحاب المناصب والمكانة يعانون من ضغط نفس السلالة التي تجبرهم على التقيد بقواعدها الصارمة.

كيف نواجه السلالة العنصرية في اليمن؟ خطوات عملية للرفض والتجديد الاجتماعي

الفصل من عنصرية السلالة في اليمن يتطلب حماية رهيبة وشجاعة جماعية من القادة والرموز الثقافية والاجتماعية، فالأمر لا ينتظر مجرد مناظرات كلامية بل يتطلب خطوات ملموسة تؤدي إلى إعادة بناء النسيج الاجتماعي وتصحيح المفاهيم الخاطئة، ولعل من أقوى الأفكار هي إقامة مناسبات زواج جماعية تجمع بين مختلف طبقات المجتمع لتحطيم أواصر العنصرية واقتحام الحواجز التقليدية.

هناك عدة خطوات عملية يمكن أن تسهم في الحد من هذه الظاهرة:

  • تنظيم عرس جماعي يشمل كل من لديه مؤهلات شرعية وإنسانية بغض النظر عن القبيلة أو المهنة
  • رفع وعي المجتمع من خلال حملات ثقافية توضح مخاطر السلالة العنصرية وتأثيرها السلبي على الوحدة الوطنية
  • دعم قادة المجتمع من مشائخ وعقال ووجهاء للوقوف ضد التمييز الطبقي ورفضه علنيًا
  • إصدار قوانين وتشريعات صارمة لمنع الممارسات التي تعزز التفريق العنصري والسلالي
  • تشجيع الأسر على كسر العادات القديمة وتبنّي قيم المساواة والكرامة الإنسانية في الزواج والعلاقات الاجتماعية

وفي الجدول التالي توضيح لمواقف المجتمع اليمني وتفاوتها في تجديد النظرة لظاهرة الزواج بعيداً عن السلالة العنصرية:

الفئة الموقف تجاه السلالة العنصرية في الزواج
بعض الهاشميين يتمسكون بالتمييز ويحرصون على تزويج من بني سلالتهم فقط
قبائل أخرى كالعبس وعسيرة أكثر قبولًا للزواج خارج القبيلة دون تدخل عنصري
النخب السياسية والدينية يتفاوت الموقف ما بين دعم التقاليد القديمة أو المطالبة بالتجديد
الشباب والجيل الصاعد يميلون إلى كسر القيود ومحاولة بناء مجتمع متساوٍ وعادل

السلالة العنصرية في اليمن تزرع الانشقاق في أبسط اللحظات وأشملها، ومهما حاول بعض أفراد القبائل المقاومة لهذه الأفكار لاتزال الموازين مائلة، التحدي الأكبر يتمثل في جرأة المجتمع على التخلي عن هذه القوالب المنغلقة ومدى استعداده لبناء علاقات قائمة على الاحترام والمساواة، فهل يكسر اليمنيون قيود السلالة ويجعلون الإنسان أولاً دون أن تلعب له أسلافه دوراً قاتلاً؟ الوقت كفيل بأن يجيب.