«مفاجأة فنية» نبيلة عبيد تطالب بتحويل شقتها إلى مزار فني وأين قانون الإيجار القديم؟

الإيجار القديم يشكل قضية حساسة تواجهها الفنانة نبيلة عبيد التي طالبت الجهات المسؤولة بحمايتها من خلال التدخل لصون شقتها التي تسكنها بنظام الإيجار القديم، معلنة رغبتها في تحويلها إلى متحف يخلد مسيرتها الفنية التي امتدت لأكثر من خمسة عقود بين نجاحات وإنجازات مهمة في السينما المصرية

تأثير الإيجار القديم على شقة نبيلة عبيد وتاريخها الفني

يعتبر نظام الإيجار القديم إحدى القضايا التي أثارت قلق الفنانة نبيلة عبيد بسبب التعديلات القانونية الأخيرة التي قد تحرمها من شقتها التي تسكنها منذ فترة طويلة في شارع جامعة الدول العربية، حيث إن هذه الشقة تمثل لها أكثر من مجرد مكان للعيش؛ فهي تحوي ذكريات ثمينة وأرشيفا فنيا نادرا يضم ملابس الأدوار التي جسدتها طوال مسيرتها، إلى جانب الجوائز وصور الحوارات التي نشرت مع كبار الفنانين الذين عملت معهم، مما يجعلها شاهدة على تاريخ فني غني يستحق الحفظ

تعبير نبيلة عبيد عن خوفها من فقدان هذا الملاذ الفريد لا يقتصر على الجانب المادي أو السكني فقط، بل يشمل البعد الثقافي والمعنوي المكمن في تلك المقتنيات، فتخوفها من أن تتحول هذه الذكريات إلى مجرد قطع معروضة للبيع في أسواق الكتب المستعملة؛ يعكس مدى الأهمية التي يوليها للإيجار القديم كرمز استمراري يربطها بماضيها الفني والحياتي

التعديلات الجديدة لقانون الإيجار القديم وتأثيرها المتوقع

شهد قانون الإيجار القديم في مصر تعديلات مهمة تهدف إلى تنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر بعد أكثر من 75 عاماً من التطبيق، حيث نص المشروع الجديد على رفع الإيجار إلى حد أدنى يبلغ 1000 جنيه في المدن و500 جنيه في القرى، مع زيادة سنوية ثابتة بنسبة 15% لمدة خمس سنوات، مستندا إلى حكم المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية تثبيت القيمة الإيجارية، مما يمهد إلى إنهاء عقود الإيجار القديم التي من شأنها أن تؤثر على حياة ملايين المواطنين من بينهم نبيلة عبيد التي تتقاسم مبنى سكنها مع عدد من الورثة

وقد أثارت هذه التعديلات مخاوف واسعة بسبب إمكانية تعرض حوالي 6 ملايين مواطن لخطر الإخلاء، وهو ما قد يؤدي إلى توترات اجتماعية واقتصادية في ظل الظروف المعيشية الصعبة، الأمر الذي دفع عددًا من المتضررين إلى مطالبة الجهات الرسمية بالتدخل وحماية حقوق المستأجرين بما في ذلك الفنانة التي أعربت عن استعدادها لقبول زيادة الإيجار، لكنها بالمقابل تخشى خسارة مسكنها الذي يحتوي على أرشيفها الفني الكبير

نبيلة عبيد ورغبتها في تحويل شقة الإيجار القديم إلى متحف فني

تناولت نبيلة عبيد خلال مداخلتها في برنامج “الستات” على قناة النهار أهمية الحفاظ على شقة الإيجار القديم التي ورثتها عن والدتها والتي ليست مجرد منزل بل تحفة فنية تخلد مسيرتها، حيث تضم عددًا من الملابس المستخدمة في أدوارها السينمائية وعدداً ضخماً من المجلات والصور التي تحكي تاريخها مع الفن

  • الشقة تحتوي على أرشيف صور ووثائق هامة لمسيرتها
  • ملابس تمثل شخصيات فنية جسدتها على الشاشة
  • مقتنيات وشهادات وجوائز تلخص رحلة عطائها الفني
  • ذكريات تجمعها بزملاء الفن من النجوم التاريخيين
  • ترفض فكرة البيع أو التفريط في هذه الذكريات مهما كانت الظروف

كما أكدت على ضرورة أن يظل هذا الأرشيف متاحًا ومحفوظًا بشكل يليق بتاريخها وأهميته، معربة عن القلق من أن تؤدي التعديلات في قانون الإيجار القديم إلى تضيع كامل هذا التراث الفني بعد وفاتها، مشددة على أن وجود هذا المكان هو من يحفظ تاريخها وأثرها في السينما المصرية بشكل خاص، والفن العربي بشكل عام

العنصر التفاصيل
قانون الإيجار القديم ينظم العلاقة بين المستأجر والمالك منذ أكثر من 75 عاماً
التعديلات الجديدة رفع الحد الأدنى للإيجار وزيادة سنوية 15% لمدة 5 سنوات
التأثير المتوقع خطر الإخلاء على حوالي 6 ملايين مستأجر خاصة في المدن الكبرى
ردود الأفعال تحذيرات اجتماعية، دعوات احتجاج، قلق واسع بين المستأجرين

تجارب حياة نبيلة عبيد في ضوء الإيجار القديم تعكس قصة وفاء للفنون وتمسك بالذاكرة الثقافية، فهي تقدم نموذجًا حياً لكيف يمكن أن يكون المكان أكثر من مجرد مسكن، بل مأوى يحفظ إرثًا من الإبداع ويعزز ربط الأجيال القادمة بتاريخها السينمائي الغني، وهذا يجعل من قضية الإيجار القديم أكثر أهمية من مجرد معركة قانونية؛ إنها معركة حماية الهوية والذاكرة

ما تحمله التعديلات الجديدة من تحديات يفرض ضرورة إيجاد حلول وسط تحفظ حقوق المستأجرين بما فيهم الشخصيات العامة التي لها أثر ثقافي، فنجاحات نبيلة عبيد وإنجازاتها الفنية تستحق أن تُحتفظ وتُذكر عبر مساحة تحكمها استمرارية الحماية وليس محوها بسبب متغيرات السوق والقوانين الجديدة، مما يفتح باب النقاش حول دعم المشروعات التي تحفظ التراث الفني والمكاني في مصر بشكل خاص

تظل شقة نبيلة عبيد منارة تضيء أهمية الإيجار القديم كجزء من ذاكرة مجتمع كامل، وهي دعوة ضمنية للحفاظ على الأماكن التي تحتضن القصص والذاكرة، لا مجرد مباني وأسس قانونية، وهذا البعد الروحي الذي تحمله أماكن مثل هذه هو ما يجعلها تستحق العناية الفائقة وحماية صانعي الفن والمبدعين الذين يعبرون الزمن برصيد لا يُقدّر بثمن